أكثر “طيار متهور”.. قاد حركات بهلوانية مرعبة بالجو

خلال فترة الحرب العالمية الأولى، سجّلت الطائرة أول استخدام مكثف لها خلال نزاع مسلح حيث أنتجت مختلف الدول المتحاربة العديد من الطائرات، أملا في الهيمنة على الأجواء. وفي خضم هذا النزاع العالمي الذي أودى بحياة الملايين، استخدمت الطائرة بمهام متنوعة فاعتمدت تارة في مهام الاستطلاع، حيث زوّد الطيار بآلة مصورة وتنقل فوق خطوط العدو لالتقاط صور لمواقع الجنود واعتمدت تارة أخرى لنقل الرسائل ومهمات القصف والمعارك الجوية.

إلى ذلك، شهدت السنوات الأولى من القرن العشرين ظهور نوع غريب من العروض الشعبية تجمهر خلالها الآلاف من الأشخاص لمشاهدة تجارب الطيران الجريئة التي قادها عدد من المبتكرين والمغامرين. ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، عادت الجماهير مجددا لمتابعة هذه التجارب التي اتخذت طابعا غريبا مع الطيار الأميركي أورمير لوكليار (Ormer Locklear) الملقب بالطيار المتهور بسبب الحركات البهلوانية المرعبة التي كان يقوم بها.

إصلاح الطائرات بالجو

وقد ولد أورمير لوكليار خلال العام 1891 بمدينة غرينفيل (Greenville) بولاية تكساس الأميركية. ومنذ مطلع العقد الثاني من القرن العشرين، أولى الأخير اهتماما كبيرا بمجال الطيران عقب لقائه بالمهندس والمخترع كالبرايث بيري رودجرز (Calbraith Perry Rodgers) الذي توفي عام 1912 عن عمر يناهز 33 سنة بسبب تحطم إحدى طائراته.

سنة 1917، التحق أورمير لوكليار بالجيش الأميركي وتدرب على قيادة الطائرات بمعسكرات التدريب الموجودة بمدينة أوستن (Austin) بولاية تكساس. ومع نهاية الحرب، حصل الأخير على رتبة ملازم بالجيش بفضل إسهاماته في تطوير طريقة فريدة من نوعها لإصلاح الطائرات.

فأثناء فترة عمله بالجيش الأميركي، قاد أورمير لوكليار عمليات تصليح بالجو حيث لم يتردد الأخير في ترك مقعده للسير على جناح الطائرة والقفز نحو جناح الطائرة القريبة لإصلاحها مثيرا بذلك ذهول كل من شاهده.

مع نهاية الحرب العالمية الأولى، غادر أورمير لوكليار الجيش الأميركي والتحق بوليام بيكنس (William Pickens) وأنشآ معا سيرك لوكليار الطائر عقب حصولهما على طائرة. إلى ذلك، جذبت العروض التي قدمها أورمير لوكليار عددا هائلا من الجماهير التي جاءت لتشاهد الأخير وهو يترك مقعده بالجو ليسير على جناح الطائرة ويقوم بحركات بهلوانية مرعبة. وخلال أحد عروضه فوق سماء لوس أنجلوس عام 1920، نال هذا الطيار الأميركي مخالفة بلغت قيمتها 25 دولارا بسبب قيادته لطائرة بشكل متهور حسب محكمة المنطقة.

وفاة الطيار المتهور

سنة 1920، تحوّل أورمير لوكليار لأشهر سائق طائرة متهور بالعالم حيث أقبلت الجماهير من مختلف المناطق لمشاهدة عروضه. وبفضل هذه الإنجازات، تمكن هذا الطيار من الالتحاق بهوليوود للمشاركة بعدد من الأفلام كفلمي The Great Air Robbery وThe Skywayman اللذين حققا نجاحا كبيرا.

وأثناء عمليات التصوير، كلّف أورمير لوكليار بالقيام بعدد من الحركات البهلوانية الخطيرة كالمشي على جناح الطائرة. وخلال إحدى اللقطات، تولى الأخير النزول بطائرته لمستوى منخفض جدا للقفز نحو إحدى عربات قطار كان يسير بشكل سريع.

يوم 2 أغسطس 1920، كان من المقرر أن يقوم أورمير لوكليار بعملية طيران بهلوانية ليلية أثناء تصوير أحد الأفلام. وبادئ الأمر، حاول المسؤولون إقناع الطيار المتهور بإمكانية القيام بتصوير اللقطة نهارا لتجنب خطر اقتراب الطائرة بشكل كبير من الأرض إلا أن لوكليار رفض ذلك مؤكدا على سهولة القيام بهذه الحركة الخطيرة ليلا.

وأثناء عملية التصوير، لم يتمكن أورمير لوكليار من تحديد موقعه بشكل واضح بسبب خطأ في الإضاءة الليلية بمكان التصوير ليرتطم بالأرض ويفارق الحياة عن عمر يناهز 28 عاما.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: