حتى نهاية الأسبوع الماضي كانت صناعة السياحة الأوروبية لديها آمال كبيرة في استعادة جزء صغير على الأقل من موسم العطلات الصيفية الحاسم بعد أشهر من الإغلاق.
وزادت حجوزات العملاء أسبوعياً مع بدء فتح الحدود الوطنية، لكن يوم الاثنين واجهت مجموعات الفنادق والسفر اختباراً واقعياً غير متوقع.
زيادة عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا على الصعيد المحلي في إسبانيا دفع حكومة المملكة المتحدة إلى تقديم نصائح بعدم السفر إلى إسباينا وفرض الحجر الصحي لمدة 14 يوما على أي مسافر عائد منها.
وبدلاً من صعود العملاء إلى الطائرات، وجدت الشركات نفسها في محادثات طارئة مع الحكومتين البريطانية والإسبانية في محاولة للاتفاق على ممرات جوية محلية تسمح بالسفر بين المناطق الأقل تأثراً، وفقا لتقرير نشرتة "الفاينانشال تايمز".
ووصف مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي لشركة ريان إير للطيران الاقتصادي، إجراءات الحجر الصحي بأنها "رد فعل مبالغ فيه بشكل سيئ"، في حين قال أندرو فلينتهام، المدير الإداري لشركة "توي يو كيه آند إيرلند" Tui UK & Ireland، إن شركته "كانت تنصح (الحكومة) بشدة بعدم اتباع نهج مقاس واحد يناسب الجميع".
وقال خوسيه ماريا مانياريكوا، الذي يمتلك سلسلة الفنادق "جلوريا ثالاسو آند هوتيلز" في جزر الكناري، إنه يتوقع "إلغاء كثير من الحجوزات من قبل جميع الأشخاص، الذين لا يمكنهم منح أنفسهم ترف العيش لمدة 14 يوما دون عمل عند عودتهم".
وتكبدت صناعة السفر والسياحة خسائر فادحة من عمليات التوقف شبه التام في السفر الدولي وتعطل أساطيل الطائرات والفنادق التي أجبرت على الإغلاق.
وقال روب جريجز، مدير السياسات في هيئة الخطوط الجوية في المملكة المتحدة: "ربما كان إنقاذ فصل الصيف الأمل الكبير للقطاع في التعافي"، في حين يهدد عدم اليقين المتجدد حول فترة الذروة بجعل "فصل الشتاء الصعب" أكثر صعوبة.
وبحسب ما أوضحت شركة ريان إير، التي قالت سابقا إنها ستجعل ما يصل إلى ثلاثة آلاف موظف زائدين عن الحاجة، إن الحركة الجوية انخفضت من 42 مليون مسافر إلى 500 ألف مسافر في الفترة من نيسان (أبريل) إلى حزيران (يونيو). قالت الخطوط الجوية البريطانية إنها ستخفض ما يصل إلى 30 في المئة من موظفيها.
وأوضحت شركة توي، التي ستخفض ثمانية آلاف وظيفة، إنها ستلغي الرحلات إلى إسبانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع حتى التاسع من آب (أغسطس) وستعرض استرداد الأموال أو الحوافز لإعادة الحجز.
وذكر فلينتهام أنه: "لا يزال كثير من عملائنا يتطلعون للسفر هذا الصيف، وتظهِر بياناتنا أنهم يحجزون خلال أسبوع من المغادرة"، مضيفاً أن الحجوزات لليونان وتركيا زادت خلال عطلة نهاية الأسبوع، بسبب بحث العملاء عن وجهات بديلة لإسبانيا.
لا تزال شركة "جت 2" المنافسة لـ "توي" تعمل على رحلات جوية وعطلات لأربعة مواقع في إسبانيا، بعيدا عن المناطق المتضررة من الزيادة في حالات الإصابة بكوفيد – 19.
ويسافر نحو 18 مليون سائح من المملكة المتحدة إلى إسبانيا سنويا، أكبر مصدر للسياحة في البلاد، ما يجعل مشكلة قيود السفر حادة بشكل خاص.
وارتفعت مستويات إشغال الفنادق في جزر البليار الشعبية، التي تشمل مايوركا وإيبيزا، من نحو 25 في المئة في تموز (يوليو) إلى 34 في المئة في آب
وقال سيمون كوبر، الرئيس التنفيذي لشركة أون ذا بيتش للسفر عبر الإنترنت: "لم يتم إعداد شركات تنظيم الرحلات السياحية وشركات الطيران لمواكبة السرعة، التي تتطور بها نصائح السفر. قبل ثلاثة أسابيع فقط أعيد فتح هذه الوجهات، والآن تغيرت النصائح وأعيد تطبيق الحجر الصحي. بالنسبة للمشغلين، هذا يزيد ببساطة من حجم التحدي".
وقال خافيير آريس، وهو شريك في صندوق أزورا العقاري، الذي أعلن الاثنين عن صندوق استثماري جديد بقيمة 1.5 مليار يورو يستهدف شريحة الفنادق الأوروبية المطلة على "الشمس والشاطئ"، إن بعض الفنادق الإسبانية أعيد فتحها "بناء على أعمال المملكة المتحدة المتوقعة".
وجلوريا جيفارا، رئيسة المجلس العالمي للسياحة والسفر، ترى أن البلدان بحاجة إلى التوصل إلى نهج أكثر دقة. قالت: "طلاء بلد بكامله بالفرشاة نفسها لا يفيد أحدا"، مضيفة: "على الرغم من أننا نتفهم القلق بشأن وجهات مثل إسبانيا التي لديها حالات إصابة جديدة بـ كوفيد – 19، إلا أن أغلبية البلاد وجزرها، التي تعد وجهات سياحية تحظى بشعبية لا تصدق، لديها حالات أقل من المملكة المتحدة".
ودعا المجلس العالمي للسياحة والسفر إلى استبدال أنظمة فحص وتتبع أفضل وبروتوكولات سفر دولية بالحجر الصحي. وفي حال لم يكن الأمر كذلك، فقد حذر المجلس من أن صناعة السياحة الأوروبية التي تبلغ قيمتها تريليوني دولار يمكن أن تفقد 80% من مساهمتها السنوية في الاقتصاد مع فقدان أربعة أخماس الوظائف.