العنصرية تجاه اللاعبين.. هتافات الجماهير تحولت إلى تعليقات في مواقع التواصل

عرفت ملاعب كرة القدم العنصرية في الأعوام الأخيرة تتمثل في قيام مجموعة من الجماهير بترديد شتائم عنصرية إلى إلا أنها تطورت إلى أبعد من ذلك في الأعوام الأخيرة بعدما بات أطراف اللعبة أحد المتهمين بإذكاء نار العنصرية، وكذلك الإهانات الموجهة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ومنذ بداية عصر مواقع التواصل الاجتماعي أصبح إيصال الرسائل العنصرية أكثر سهولة من قبل إذ بات يتعرض العديد من اللاعبين لها أسبوعيا عبر تويتر وإنستغرام وغيرها، وكان آخرها ثنائي فريق ليفربول الغيني نابي كيتا والسنغالي ساديو ماني، وقبلهم ماركوس راشفورد لاعب مانشستر يونايتد وزميله أنطوني مارسيال.

وفي السابق، كانت الجماهير تردد العبارات العنصرية عبر مجموعات صغيرة أو بإلقاء قشر الموز على اللاعب، وعلى إثرها كانت الاتحادات والروابط المحلية تفرض أشد العقوبات على المرتكبين.

ومن أشهر القصص العنصرية تلك التي تعرض لها الكاميروني إدريس كارلوس كاميني الذي كان حارساً لإسبانيول الإسباني في عام 2006، وتم توجيه إساءات عنصرية تجاهه من قبل جمهور ناديه، إذ كان فريقه يستضيف برشلونة، واستخدم المشجعون الذين ينتمون إلى تيار راديكالي كلمات مثل " كاميني أخرج من هنا واذهب إلى الصحافة لتشتكي من العنصرية، أنت قمامة" ما أدى إلى تأثر الحارس الكاميروني الدولي بتلك الإهانات قبل أن يتخذ ناديه إجراءات مشددة بمنع اثنين من المشجعين من دخول الملعب بسبب ما حدث.

ولا يمكن نسيان قصة الإيفواري ديدييه زوكورا فقي عام 2012 من منافسه التركي إيمري بيلزوغلو وحينها قال الأخير "أيها الأسود" وعوقب بإيقاف لمباراتين، ليقوم زوكورا وزملاؤه بالانتقام على أرض الملعب بالتدخل العنيف على الدولي التركي للحد من العنصرية.

وفي عام 2014 لا ينسى متابعو كرة القدم التقاط البرازيلي داني ألفيش لموزة ألقيت عليه من قبل جماهير فياريال قبل تسديده لركلة ركنية، ليأكلها ويركل الكرة دون النظر إلى الموقف بازدراء، إذ انضم إليه عدد كبير من اللاعبين في حملة لمكافحة العنصرية داخل عالم كرة القدم.

وسبق لعدد من اللاعبين مغادرة الملعب في المواسم الماضية حال تلقيهم عبارات عنصرية من قبل الجماهير أو غيرهم، مثل الإيطالي بالوتيلي أمام هيلاس فيرونا والغاني مونتاري في عام 2017 أمام كالياري.

ومؤخرا لم تقتصر العنصرية على المشجعين أو الجماهير، ففي حدث غريب من نوعه اتهم الكاميروني بيير ويبو مساعد مدرب نادي إسطنبول باشك شهير التركي، الحكم الرابع الروماني سباستيان كولتيسكو بندائه "أسود" خلال مباراة الفريق أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في دور المجموعات من بطولة دوري أبطال أوروبا الحالية، ليقوم الفريقان بعدها بمغادرة الملعب احتجاجا على الحكم وتتوقف بعدها المباراة لتستأنف بعدها بيوم.

وفي يوم الأحد الماضي، غادر الفرنسي مختار دياكابي لاعب فالنسيا الملعب بعد سماعه لفظا عنصريا من لاعب قادش خوان كالا ليتبعه لاعبو فالنسيا، احتجاجا وتضامنا مع زميلهم قبل أن يستأنف الفريقان المباراة بعد توقف امتد لدقائق.

ومنذ اعتماد الدوري الإنجليزي حركة "الركوع" قبل كل مباراة تضامنا مع حركة "حياة السود مهمة" في الموسم الماضي، إلا أن الإيفواري ويلفريد زاها يعد اللاعب الوحيد الذي قرر عدم الجثو على ركبته قبل المباراة، معتبرا بأنها لم تغير شيء في الجماهير وأن الأمور ما زالت بنفس السوء، فيما قرر النجم الفرنسي السابق تييري هنري حذف حساباته من مواقع التواصل الاجتماعي بحجة أنها لا تحمي المستخدم من التنمر والشتائم العنصرية.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: