بالشموع والزهور.. مسيرة في لبنان لمنع الانتحار

يحتفي العالم باليوم العالمي لمنع الانتحار سنوياً يوم العاشر من سبتمبر بأنشطة تنظم في ربوع المعمورة، بهدف زيادة الوعي والعمل على منع الانتحار.

وفي هذا الإطار أضاء عشرات اللبنانيين شموعاً وحملوا زهوراً أثناء مشاركتهم في مسيرة "مع طلوع الفجر"، اليوم الأحد، وهي مسيرة صامتة لمسافة كيلومتر واحد بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار، وفق رويترز.

شخص كل يوم أو يومين

وأفادت جمعية إمبراس للعناية بالصحة النفسية في لبنان، وهي جمعية غير ربحية، أن شخصاً في البلاد يخسر حياته بالانتحار بين كل يومين إلى يومين ونصف في المتوسط، ويحاول شخص الانتحار كل ست ساعات.

إلا أنه على الرغم من ذلك أوضحت الجمعية أن حالات الانتحار تراجعت في البلاد خلال العامين الماضيين.

كما قالت هبة دندشلي، مديرة العلاقات العامة في الجمعية: "بلبنان، على مر الوقت تقريباً فينا نقول إنه كل يومين ليومين ونصف، شخص بيخسر حياته بالانتحار"، كاشفة أن لبنان سجل 170 حالة انتحار في 2019 و150 حالة في 2020 وأنهم وثقوا 64 حالة فقط في الشهور الست الأولى من العام الجاري 2021.

قضية واحدة

وأضافت دندشلي: "دائماً اختصاصيونا النفسيون وقت نحكي معهم بنقاشاتنا الشهرية عن الأرقام بيركزوا على قضية واحدة وهي أن الأشخاص اللي بيتعرضوا لكوارث إن كان بشرية أو طبيعية، مثل الكوارث اللي نحن قطعنا فيها بهول السنتين، بيميلوا ليتمسكوا بالحياة بهيدي الفترة الصعبة. فإذاً اضطراباتهم النفسية عم تعلى بس ميولهم للانتحار عم يوطى، مش للمدى الطويل، هيدا للمدى القريب. أكيد هيدي الاضطرابات النفسية إذا قطعت من دون معالجة وبدون انتباه رح تؤدي لنسبة أعلى مستقبلاً بالانتحار".

كما أفادت بأن هناك زيادة كبيرة في الاتصالات التي تتلقاها الجمعية طلبا للدعم النفسي والمعنوي قائلة إنه في شهر يوليو وحده تلقت الجمعية 857 اتصالاً هاتفياً على الخط الساخن (خط الحياة) الخاص بها "على الرغم من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي"، منها 14% من أفراد تقل أعمارهم عن 18 عاماً.

تزايد الاتصالات

وأكدت أن الجمعية قدمت 700 استشارة مجانية بخصوص الصحة العقلية في مركز إمبراس الذي تحمل تكلفة علاج نحو 60 شخصاً.

إلى ذلك ذكرت أن "اتصالات خط الحياة لدينا انضربت بثلاثة، يعني بالـ2019 كان عندنا 2000 اتصال بالسنة، بالـ2020 صار عندنا 6000 اتصال بالسنة، بالـ2021، بآخر أغسطس، صار عندنا 6000 اتصال، وهذا معناه أن حالة الناس النفسية غير جيدة".

يشار إلى أن من لا يتسنى لهم الحصول على خدمات الصحة النفسية مجاناً في لبنان، غالباً ما يكون العلاج المدفوع بعيد المنال بالنسبة لهم لاسيما أن القليل من شركات التأمين تتحمل تكلفته.

"موضوع خفي"

من جهتها أوضحت ميا عطوي، رئيسة جمعية إمبراس وإحدى مؤسساتها، أن الجمعية تُنظم المسيرة السنوية في الفجر على أساس أن "الانتحار عادة ما يكون موضوعاً خفياً لا نتحدث عنه في مجتمعنا، ولذلك نريد أن نسلط الضوء عليه" في مسيرة رمزية للدعم وإحياء الأمل في نفوس من يعانون أو الآخرين الذين فقدوا أحباء لهم بسبب الانتحار.

بدورها قالت نور معوض، وهي استشارية شاركت في المسيرة: "إنو الواحد يوعي ويعمل جهدا إضافيا لأشخاص يمكن كل يوم عم بيعملوا جهود مرة وتنين وكذا مرة بالنهار، هذا بيبين إنو عن جد فيه عالم حوالينا"، مشددة على أن "المشاركة بالمسيرة شي كتير مهم لإلي لأنو كلنا على المستوى الشخصي بنمرق بأوقات صعبة وعايزين نكون عارفين إنو فيه عالم حدنا (بجوارنا)، عالم مستعدين يوقفوا حدنا ومستعدين يسمعوا لنا".

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: