بحمام مستشفى.. انتحرت زوجة مؤسس الصين الشعبية

منذ إعلان قيامها في الأول من أكتوبر 1949، حكم الزعيم الصيني ماو تسي تونغ جمهورية الصين الشعبية بقبضة من حديد على مدار نحو 27 عاما، حتى وفاته عن عمر ناهز 82 عاماً.

فقد لجأ المسؤولون الصينيون عند وفاته، لملاحقة عدد من المقربين والمساعدين السابقين لماو تسي لمحاسبتهم على مختلف الجرائم التي شهدتها البلاد طيلة العقود السابقة، وأسفرت عن سقوط عشرات ملايين الضحايا.

ومن ضمن المتهمون، برز اسم جيانغ كينغ (Jiang Qing)، زوجة ماو تسي، حيث اتهمت بارتكاب فظائع ضمن الثورة الثقافية التي اندلعت عام 1966 وكانت أشبه بالتطهير الستاليني خلال الثلاثينيات.

ثورة ثقافية وأعمال عنف

وتزوّج الزعيم الصيني أربع مرات، ففي المرة الأولى، تزوج من لوه بيكسيو (Luo Yixiu) التي توفيت بسبب الزحار عام 1910.

وعام 1920، تزوج ماو مرة أخرى من يانغ كايهوي (Yáng Kāihuì) التي قتلت على يد القوميين بحلول العام 1930.

أما زوجته الثالثة فهي، لي زيزهين (He Zizhen)، وانفصل عنها لاحقاً ليتزوج من بعدها بجيانغ كينغ، مثيراً بذلك موجة من الغضب والاستياء بين رفاقه.

ومنذ البداية، طلب من جيانغ كينغ بأن تظل بعيدة عن السياسة وتتجنب التدخل في شؤون البلاد.

من جهتها، طبّقت جيانغ هذا الأمر إلى منتصف الستينيات قبل أن تتحول حينها للذراع اليمنى لآلة الموت الماوية.

فخلال تلك الفترة، منح ماو تسي تونغ زوجته صلاحيات هامة مكنتها من التحكم بالمثقفين والحياة الثقافية بجمهورية الصين الشعبية عقب تعيينها ضمن المشرفين على الثورة الثقافية التي شهدت أعمال عنف أودت بحياة ملايين الصينيين.

إلى ذلك، أشرفت جيانغ على عملية التحكم بالإعلام والشبان المتعصبين. وبسببها، تحوّلت حياة ملايين العائلات الصينية لجحيم.

محاكمة وانتحار

وتراجعت حدّة أعمال العنف التي رافقت الثورة الثقافية أواخر الستينيات، وبالتزامن مع ذلك، فقدت جيانغ تدريجيا شعبيتها ومكانتها بالصين.

ومع رحيل زوجها ماو تسي عام 1976، أثارت جيانغ قلق المسؤولين بالحزب الشيوعي الصيني الذين تشاءموا من سلوكها السيئ واحتقارها لزملائها.

إلى ذلك، وعقب اجتماع سري جمع بين عدد من كبار العسكريين ومسؤولين بالحزب الشيوعي، اتفق الجميع على تنظيم ثورة ناعمة يتم خلالها اعتقال "عصابة الأربعة" المتمثلة في كل جيانغ كينغ وياو وينيون (Yao Wenyuan) وونغ هونوين (Wang Hongwen) وزانج تشانكيو (Zhang Chunqiao).

وفي 6 أكتوبر 1976، اعتقلت جيانغ كينغ ورفاقها قبل أن يطردوا من الحزب الشيوعي.

كما مثلت بحلول العام 1980، أمام القضاء لتتهم بالقتل العمد وغير العمد، وعقب محاكمة متلفزة، نالت جيانغ حكما بالإعدام تم تخفيفه فيما بعد للسجن المؤبد.

وأثناء فترة سجنها، عانت من سرطان الحنجرة ورفضت الخضوع لأي تدخل جراحي.

ومع تدهور حالتها الصحية، أطلق سراحها لترسل نحو المستشفى، تحت رقابة شديدة، لقضاء ما تبقى من أيامها هنالك.

لكن قبل يومين من الذكرى الخامسة والعشرين لبداية الثورة الثقافية بالصين، انتحرت جيانغ كينغ في 14 مايو 1991 عبر شنق نفسها بحمام المستشفى.

وقبل وضع حد لحياتها بفترة وجيزة، دوّنت الأخيرة رسالة وداع اتهمت من خلالها المسؤولين الصينيين بالتنكر لسياسة ماو تسي تونغ وتخريب البلاد.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: