حين حاول نابليون الانتحار تجنباً للعار.. بهذه الطريقة

يصنف الإمبراطور الفرنسي، نابليون بونابرت، كواحد من أكثر الشخصيات المؤثرة في التاريخ الحديث حيث امتد تأثيره ليشمل، على غرار فرنسا، العديد من الدول.

فبفضل حملة بونابرت على مصر التي بدأت عام 1798، اكتشف حجر رشيد الذي ساهم في فك رموز الكتابة الهيروغليفية المصرية. وعام 1799، أنهى بونابرت فترة الثورة الفرنسية عقب انقلاب 9 نوفمبر 1799 كما ساهم أيضا في إدخال تعديلات كبيرة على النظام العسكري والتعليمي والبنكي بفرنسا وخاض حروبا ضد كل من النمسا وبريطانيا وبروسيا وقاد حملته الشهيرة ضد روسيا عام 1812 التي احترقت خلالها موسكو قبل أن يعود الإمبراطور الفرنسي لوطنه وهو يجر أذيال الخيبة.

وفي ظل تأثيره الكبير بكل من السويد وإسبانيا والمناطق الألمانية والإيطالية، امتد الدور العالمي لبونابرت ليبلغ القارة الأميركية. فبفضله، استقلت البرازيل سنة 1822، عقب حادثة فرار العائلة الحاكمة بالبرتغال نحو مستعمرة البرازيل أمام غزو بونابرت في وقت سابق، وضاعفت الولايات المتحدة الأميركية مساحتها عقب صفقة بيع لويزيانا سنة 1803.

أيضا، أضعف بونابرت دور الكنيسة بروما بشكل لافت للانتباه عقب حادثة خطف البابا وإهانته لبيوس السابع (Pius VII)، بابا الكنيسة الكاثوليكية ما بين عامي 1800 و1823، أثناء حفل تنصيبه كإمبراطور على فرنسا.

سم حمله معه لسنوات

وكالعديد من القادة والعسكريين القدامى من أمثال مارك أنتوني (Mark Antony) وحنبعل برقا (Hannibal Barca)، كان نابليون بونابرت رافضا لعار الهزيمة والأسر مفضلا الموت على عيش هذه اللحظات. فعقب خسارة الفرنسيين للعديد من المعارك وتراجعهم نحو حدودهم، تمكنت القوات الروسية والبروسية والنمساوية والبريطانية مطلع أبريل 1814 من الاقتراب من العاصمة باريس. ولتجنب معارك دامية بشوارع باريس وإمكانية اندلاع حرب أهلية، قبل نابليون بونابرت، عقب ضغوط مورست عليه من قبل عدد من كبار جنرالاته ومساعديه، بالتنازل عن عرش فرنسا يوم 4 أبريل 1814 لصالح ابنه، من زواجه بالأميرة النمساوية، ماري لويز، نابليون الثاني البالغ من العمر حينها 3 سنوات.

إلى ذلك، امتلك نابليون بونابرت في جيبه سما حمله معه خلال الحملة على روسيا عام 1812. فأثناء تلك الفترة، تخوّف الإمبراطور الفرنسي من إمكانية خسارته للحرب ووقوعه في قبضة القوات الروسية. ولتجنب هذا السيناريو، استعد نابليون حينها لتجرع هذا السم في حال محاصرته من قبل الروس.

في الأثناء، احتفظ الإمبراطور الفرنسي بهذا السم، الذي قيل إنه صنع من الأفيون ونبات البيلادونا (Belladonna) السام، لحدود شهر أبريل 1814 حيث قرر حينها استخدامه لوضع حد لحياته بدلا من الوقوع في قبضة القوات الأجنبية.

محاولة انتحار فاشلة

قبل تجرّع السم خلال الليلة الفاصلة بين يومي 12 و13 أبريل 1814 داخل قصر فونتنبلو (Fontainebleau)، كتب نابليون بونابرت رسالة أخيرة لزوجته الأميرة النمساوية ماري لويز عبّر من خلالها عن عميق حبه لها ودعاها للاعتناء بابنهما بعد موته. لاحقا، تحدّث الإمبراطور الفرنسي لعدد من مرافقيه بالقصر قائلا "حياتي أصبحت لا تطاق، أنا محاط بالذئاب …".

وخلال ساعة مبكرة من يوم 13 أبريل 1814، تجرّع نابليون بونابرت السم الذي احتفظ به لسنوات داخل قنينة صغيرة بجيبه وانهار أرضا. وبعدها بفترة وجيزة، حلّ مساعده أرماند دي كولنكورت (Armand de Caulaincourt) بالغرفة بمحض الصدفة ليجد الإمبراطور ممسكا ببطنه وجاثما على الأرض.

مع حلول الطبيب، طالب نابليون بمنحه جرعة أخرى من السم لإنهاء معاناته بشكل أسرع واستشاط غضبا عند رفض طلبه.

وتمكن نابليون بونابرت من النجاة بفضل عاملين أساسيين. فإضافة لتدخل الأطباء بالوقت المناسب، فقد السم الذي تجرّعه الإمبراطور بقصر فونتنبلو جانبا هاما من فاعليته بمرور الوقت.

لاحقا، طلب نابليون من الحاضرين التستر على هذه الحادثة. ويوم 20 أبريل 1814، ودّع الأخير جنرالاته ومساعديه بفونتنبلو قبل أن يتوجه لمنفاه بجزيرة إلبا (Elba).

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: