سنة 1939.. حاولت فرنسا غزو ألمانيا وفشلت

يوم 1 أيلول/سبتمبر 1939، عبرت القوات الألمانية الحدود المشتركة مع بولندا معلنة بذلك بداية الحرب العالمية الثانية التي استمرت لنحو 6 سنوات، وأسفرت عن مقتل أكثر من 60 مليون شخص لتصنف بذلك كأكبر نزاع دموي بتاريخ البشرية. ومع بداية الغزو الألماني مطلع أيلول/سبتمبر 1939، وجّهت كل من بريطانيا وفرنسا تحذيرا أخيرا لأدولف هتلر مطالبة إياه بسحب قواته من بولندا على جناح السرعة.

وتزامنا مع تجاهل النازيين لهذا التحذير، أعلن الفرنسيون والبريطانيون يوم 3 أيلول/سبتمبر 1939 الحرب على ألمانيا مؤكدين بذلك تضامنهم التام مع بولندا في محنتها.

خطة فرنسية لغزو ألمانيا

وبناء على التحالف العسكري الفرنسي البولندي لعام 1921 والذي وعدت من خلاله فرنسا بمؤازرة بولندا في حال تعرضها لاعتداء، باشرت فرنسا، بعد مضي أيام قليلة على إعلانها التعبئة العامة، بإعداد خطة لغزو ألمانيا. وبادئ الأمر، اتفق المسؤولون الفرنسيون على عبور الحدود المشتركة بين البلدين لمواجهة الجيش الألماني الأول والتوغل نحو خط سيغفرويد (Siegfried). ومع نجاح هذا القسم الأول من الخطة بعد نحو أسبوعين حسب تقديرات قادة الجيش الفرنسي، تحدّث الفرنسيون عن إطلاق العنان لعملية غزو واسعة بهدف احتلال ألمانيا، ووضع حد للتوجهات التوسعية لهتلر بالقارة الأوروبية.

إلى ذلك، علّق البولنديون آمالهم على هذا الهجوم الفرنسي الواسع مؤكدين على دوره في فتح جبهة ثانية بالغرب ضد الألمان وإجبارهم على تقليص حجم قواتهم بالشرق ما قد يساهم في طردهم من بولندا وإنهاء غزوهم لأراضيها.

غزو عسكري فاشل

في الأثناء، توقّع الجميع هجوما فرنسيا بريطانيا مشتركا ضد ألمانيا تزامنا مع بداية غزو بولندا. ومع مضي بضعة أيام، خاب ظن البولنديين حيث ظهرت الخلافات بين بريطانيا وفرنسا حول الهجوم بسبب تخوّف الطرفين من رد الألمان الذي قد يتجسد في قصف مدمر على مدنهم.

ويوم 7 أيلول/سبتمبر 1939، باشرت فرنسا بتدخل حذر بالأراضي الألمانية حيث توغلت 12 فرقة عسكرية، مدعومة بمئات الدبابات وقطع المدفعية، بإقليم سارلاند (Sarrland)، المعروف أيضا بإقليم السار، وتقدمت لنحو 8 كيلومترات بالأراضي الألمانية لتسيطر على حوالي 12 قرية. وفي حدود اليوم التاسع من نفس الشهر، تمكن الفرنسيون من الهيمنة على أغلب أجزاء غابة وارندت (Warndt) المليئة بالألغام ليقتربوا بذلك من تحقيق القسم الأول من عمليتهم العسكرية تزامنا مع تمتعهم بتفوق عددي كبير مقارنة بالجيش الألماني الذي تواجدت أغلب قواته على الجبهة الشرقية.

في حدود منتصف أيلول/سبتمبر 1939، أمر الجنرال الفرنسي موريس غاملين (Maurice Gamelin) قواته بوقف توغلها داخل الأراضي الألمانية والعودة أدراجها نحو خط ماجينو (Maginot) الدفاعي على الحدود بين البلدين عقب انهيار الجبهة البولندية وتتالي الهزائم البولندية. وبسبب ذلك، تراجع القسم الأكبر من الجيش الفرنسي تاركا القرى والمدن التي سيطر عليها في وقت سابق للألمان.

أواخر أيلول/سبتمبر 1939، باشر الألمان بشن هجوم مضاد تمكنوا بفضله من طرد ما تبقى من القوات الفرنسية على أراضيهم. وفي حدود يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر 1939، أنهى الفرنسيون انسحابهم بشكل تام من الأراضي الألمانية، ليعرف بذلك الهجوم الفرنسي على إقليم سارلاند فشلا ذريعا ويخلف ما يزيد عن ألفي قتيل في صفوف الجيش الفرنسي الذي عجز بعد 7 أشهر عن صد الهجوم الألماني على أراضيه.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: