نقلة فنية كبيرة حققها الفنان المصري أحمد مالك بمشاركته في الفيلم العالمي الأسترالي "حارس الذهب"، والذي شارك في الدورة السابقة من مهرجان فينيسيا السينمائي، وشارك أيضا في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الجونة السينمائي في دورته الرابعة، ونال إشادات واسعة كونه أول عمل عالمي لفنان مصري حديث.
وفي حوار خاص لـ"العربية.نت"، تحدث أحمد مالك عن تجربته الأولى في السينما العالمية وكيف تم اختياره والفرق بين السينما العربية والعالمية.
**فيلم "حارس الذهب" عرض في مهرجان فينيسيا فكيف جاءت ردود الفعل هناك؟
**في مهرجان فينيسيا عرض الفيلم بنجاح كبير فاجأنا جميعا، وحصل على إشادات قوية جدا من الجمهور والحاضرين، وأيضا المواقع والمجلات المتخصصة ووسائل الصحافة العالمية مثل موقع "فارايتي" وموقع "هوليوود ديبورتنغ"، وهي مواقع عالمية متخصصة في النقد والكتابة السينمائية، وقد أعجبهم الفيلم وأشادوا به وفوجئنا بأن الجميع كتبوا بشكل إيجابي جدا.
*وماذا عن عرضه في مهرجان الجونة ورد الفعل؟
**كان العرض بالجونة مهم جدا بالنسبة لي لأني أحب أن أرى مدى عمق الفكرة لدى جمهورنا، وهل سيحب العمل أم لا، كما كان له اهتمام خاص لأنه سيُعرض وسط زملائي وصنّاع السينما المصرية والعربية ورأيهم يعنيني بشكل كبير جدا.
*كيف تم ترشيحك للفيلم وهل صحيح أن مسلسل "لا تطفئ الشمس" كان سبب اختيارك؟
**من المعروف أن مشاركة أي ممثل عربي في فيلم عالمي يتم عن طريق تصوير فيديو تجارب أداء، وكل من يرى نفسه للدور يصور فيديو ويرسله وهذا يعني آلاف الفيديوهات والتجارب، ومن ثم تحدث اختيارات بعد التصفيات المكثفة، وقد قمت بذلك وشاركت وسط الآلاف، وبالنسبة لموضوع مسلسل "لا تطفئ الشمس" فعلا عرفت بعد اختياري للدور أن المخرج طلبني بالاسم؛ لأنه كان يقوم بالبحث عبر الإنترنت عن ممثلين عرب ومن الشرق الأوسط، فظهر له مشهد لي من مسلسل "لا تطفئ الشمس" مع النجمة الكبيرة ميرفت أمين، وأكد لي فيما بعد أنه أعجب بي رغم أنه لم يفهم ماذا أقول في المشهد.
*حدثنا عن فكرة الفيلم الأساسية وكيف تحضرت له؟
**يحكي الفيلم عن قصة سقوط شاب أفغاني يدعى "حنيف" بإحدى المناطق النائية بالصحراء مع رجل غامض يسعى لسرقة الذهب، كما يتناول حالة التهافت على الذهب بأستراليا والتي كانت ظهرت في تسعينيات القرن التاسع عشر.
والفيلم يتحدث عن العنصرية التي يتعرض لها الشرق الأوسط، رغم أن الفيلم يُناقش فترة القرن الـ19.
وتحضرت بدراسة الجانب التاريخي لهذه المرحلة من تاريخ أستراليا وأيضا حضّرت جيدا نفسيا للجانب الإنساني للشخصية التي أؤديها.
*هل صحيح أنك درست 3 لغات حتي يمكنك تجسيد الشخصية؟
**نعم هذا حقيقي فشخصية "حنيف" مفترض أنها تتحدث 3 لغات، الأولى لغة لباتشو وهي لغة أفغانستان، و أما اللغة الثانية فهي لغة السكان الأصليين في أستراليا، فكل قبيلة في أستراليا لديها لغة خاصة بها، ونحن كنا نصور في غرب أستراليا، واللغة الثالثة هي الإنجليزية وتحدثت قليلا من اللغة العربية.
*ما هي أحلامك في العالمية؟
**لدي أحلام كبيرة جدا وآمال أتمنى تحقيقها، لكن أنا في البداية حاليا ولازلت في بداية المشوار، ولأكون أكثر صراحة، ليس لدي اختيارات كثيرة حتى أطمع في التنوع والاختلاف وأنتقي كما أفعل في بلدي، ومع الأسف في الخارج لا يضعون اعتبارا لتاريخ الفنان المحلي، فأنا بالنسبة لهم بدون أي رصيد، ولكن عموما أنا محظوظ أني حصلت فى أول فيلم عالمي لي على مساحة كبيرة تصل إلى البطولة، حسب قول البعض.
*اتهم البعض الفيلم بالتطويل والملل؟ فما رأيك وتقييمك بوجه عام للتجربة؟
**الفيلم بوجه عام مرضي جدا بالنسبة لي، ومن حيث الفكرة والتوجه هو غير معارض لأي من معتقداتي، بل بالعكس معتقداته وأفكاره مناسبة لي، أما بخصوص آراء البعض وأن الفيلم به تطويل فهذه وجهة نظر المخرج بكل تأكيد، وأنا أحترم كل الآراء المعارضة والمؤيدة، وهذا هو جمال الفن أن يكون هناك جدل ووجهات نظر، فالفن ليس به الصواب والخطأ، وعموما اختلفت الآراء فهناك من رأى الفيلم طويلاً، وهناك من رآه جيدا، ومن رآه سيئا، والمهم أني في وجهة نظري جسدت دوري بأفضل شكل والجمهور راض عن أدائي والنقاد أشادوا بي.
*هل يمكن أن تتفرغ للتمثيل بالسينما العالمية وتترك الفن العربي في حالة نجاحك خارجيا؟
**لا أعرف الخطوات القادمة بل أفكر في الحاضر وأركز فيه جدا، ولا أحد يعلم ماذا يحمل القدر، وعموما أنا حاليا بين الأعمال العربية وأحب طبعا أن أشارك بأفلام عالمية، وأنا في هذه الفترة أصور بعض الأعمال المصرية والعربية، منها مسلسل "نسل الأغراب" مع المخرج العزيز محمد سامي ومسلسل "تحقيق" وكذلك مسلسل "نمرة 2".
*بعد تجربتك بالسينما العالمية ما الفرق بينها وبين السينما المصرية والعربية ؟
**أهم ما يميز السينما العالمية هو هيكلة التنظيم، ودقة الوقت والتنفيذ، ولكننا أيضا متميزون في الكثير من النواحي الفنية مثل السينما العالمية، ومن هذه الأشياء المكياج و التصوير والغرافيك، ولدينا مواهب فريدة أقوى بكثير من الخارج.