أحمد مجدي لـ”العربية.نت”: شعرت بالخجل من هذه الشخصية

بالرغم من الأعمال التي قدمها فإنه يفكر في البطولة المطلقة، وأن الجمهور هو من يضع الفنان في هذه المكانة، يبذل مجهودا كبيرا، لكي تخرج الشخصية التي يقدمها في أفضل صورة لها، لذلك يقدم شخصيات غريبة ومختلفة، فهو يريد دائما أن يقدم الشخصيات بشكل أفضل من العمل الذي يسبقه، وأكد أنه يكره المنافسة وترك الرياضة بسبب المنافسة، ولشدة حبه للفن تمكن من أن يحقق العديد من المعادلات الصعبة.. إنه الفنان الشاب أحمد مجدي الذي قدم شخصيات مميزة خلال الموسم الرمضاني ولديه العديد من الأعمال التي في حيز التنفيذ، وأخرى ما زالت مشاريع، وسيتم تنفيذها قريبا ومنها إصراره على تقديم سيرة يوسف شاهين، هو ما سيكشفه في حواره مع موقع "العربية.نت".

شاركت مؤخرا بمهرجان أسوان لسينما المرأة؟ احكِ لنا عن هذه التجربة؟

كان لي مشاركة من قبل في المهرجان في دورة عام 2018 بفيلمي "لا أحد هناك" وشاركت في مسابقة الفيلم المصري، ولقد كانت تجربة ممتعة علي كل المستويات، وهذا العام شاركت في المهرجان لجنة تحكيم الفيلم المصري بجانب كل من الفنانة التونسية درة والمنتج هشام سليمان، وأرى أن اختيار الأفلام كان مميزا جدا بالمهرجان، وأن مسابقة الفيلم الروائي الطويل ستجد بها تسجيليا وتحريكا وأفلاما ممزوجة من مختلف التصنيفات، وحتى في مسابقة الأفلام المصرية نرى مخرجين رجالا يقدمون قضايا المرأة، ومخرجات يقدمن قضايا مجتمع أو يقدمن بروتريهاً شخصياً، وهو تنوع جميل نرى من خلاله درجة من التقدمية وهو ما يجعل الأمر مشرفا.

ما تقييمك للمهرجان؟

أنا سعيد بالمهرجان لأنه يكبر ويحاول حل مشاكله بنفسه مثله مثل أي مهرجان، مثل أي فكرة تكبر وتتطور وتتغير، وسعيد لأنه في أسوان، وأتمنى أن يكون هناك مهرجان في كل محافظة، فحجم التفاعل كبير من أهل البلد، ومتواجدون في المشاهدات، وأيضا في الورش وكأن هناك مجتمعا سينمائيا يتم بناؤه، وأن هناك اهتماما بالسينما من أهل البلد وهو أمر مهم جدا.

هل سعيد بوجودك كعضو لجنة تحكيم في نفس الدورة التي تكرم الفنانة إلهام شاهين؟

شرف كبير لي خاصة وشعرت بسعادة غامرة، فلقد كنت أتمني العمل معها وهو ما حدث من خلال فيلم "حظر تجول"، فلقد كانت من أمنياتي العمل معها منذ زمن، وهذا بالنسبة لي فيلم مثالي، فلقد عملت معها ومع الشركة المنتجة وفريق عمل مميز بالكامل.

أثناء تواجدك في المهرجان شاركت في احتفال بيوم البيئة العالمي؟

سعيد بأن الفرصة سنحت لي بالتواجد في حدث عن الاهتمام بالبيئة قامت بتنظيمه أغاخان، وأرى أننا في حالة تأخر شديد في هذا المجال والطاقة البديلة وما شابه، لكن الحقيقة "إحنا شايفين خطوات بل وقفزات عظيمة جدا من الدولة ونتمنى تشجيعها، وأتمنى من المؤسسات والجمعيات التي تعمل على المجتمع المدني والتنمية أن تدفع لتنمية الذكاء البيئي".

وبالعودة إلى الأعمال التي قدمتها مؤخرا في الموسم الرمضاني ومنها مسلسل "قصر النيل" ما تعليقك عليها؟

لقد كان هذا العمل بالنسبة لي تحديا كبير، فلقد كانت شخصية خالد بالنسبة لي مؤثرة مثيرة فهو ضابط اشتراكي مؤمن بـ ثورة يوليو، ومتزوج من سيدة أرستقراطية وظل البعض لا يفهم في البداية شخصية خالد وأبعادها، ولكن مع الحلقات تم فهمها، فصعوبة الشخصية بالنسبة لي كانت تكمن في للشكل الخاص بتلك الفترة، إلي جانب أنني أردت أن أكون حقيقيا وليس مجرد صورة لهذا الزمن، لذلك شاهدت أعمالا وثائقية لأتمكن من كل تفاصيل هذا العصر.

حصلت على العديد من الانتقادات بسبب هذا الدور والبعض شبهك بالشخصية الكارتونية "كونان"، ماذا تقول؟

"لقد أسعدني هذا التشبيه كثيرا، وكنت أريد مشاركة هذا التعليق من خلال حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل الجمهور، لكني شعرت بالخجل من ذلك وتراجعت عن الفكرة، ولكني كنت أحب متابعة هذا العمل الكارتوني عندما كنت صغيرا، كما أنني أحترم جميع وجهات النظر، ولكن طريقة أدائي بهذا الشكل كانت مقصودة حتى أتمكن من التعبير عن مدى الجدية التي من المفترض أن تكون صفة أساسية في شخصية أي محقق.

وماذا عن كواليس العمل؟

بالرغم من جدية العمل وتفاصيله ولكن كواليسه كانت مليئة بالمرح، ودينا الشربيني فنانة موهوبة للغاية ولطيفة، وكنت أتمنى العمل معها منذ فترة طويلة، ومع بدء التصوير كان هناك حالة انسجام بيننا وهذا انعكس على الشاشة بشكل كبير، كما أنني سعدت بالعمل مع فريق العمل بالكامل، ولكن كانت هناك صعوبات تواجهنا في هذه الشخصية، مثلا إطلالة شخصيّة خالد نوح، فلقد تطلّبت وقتاً في التنفيذ. فعلي الرغم من عدم تفضيلي لوضع المكياج، ولكنني اضطُررت إلى ذلك من أجلها، وهناك العديد من التفاصيل، ساعدني في التغلب عليها المخرج والكاتب.

وكيف وجدت العمل مع روجينا في "بنت السلطان" خاصة أنه مختلف تماما عن "قصر النيل"؟

بالفعل العملان مختلفان تماما، وكنت بدأت تصوير "بنت السلطان" عندما عرض علي "قصر النيل" وكنت وقتها أريد التركيز على العمل مع روجينا، لكني لم أستطع رفض المسلسل، لأنه يناقش حقبة مهمة، وكانت فرصة مميزة بالنسبة لي، كما أن الشخصية مختلفة تماما بالنسبة لي، ولقد ساعدني فريق عمل "بنت السلطان" على أن أقوم بتقديم العملين معا.

وعلى الجانب الآخر أحببت العمل مع روجينا بشكل غير عادي، وكنت متحمسا للظهور معها في أي عمل، وليس هي فقط بل كنت سعيدا بالعمل مع باسم سمرة منذ دخولي المجال الفني، لإعجابي الشديد باختياراته السينمائية منذ بدايته، فهو بالنسبة لي ممثل من العيار الثقيل ويختار أدواراً تمثل له تحدياً حقيقياً مميزاً عن غيره ، وعلى الجانب الآخر الشخصية التي قدمتها كانت ملامحها أكبر من سني، فحاولت الظهور بشكل مختلف، بالإضافة إلى أن القضية التي يناقشها مسلسل بنت السلطان مهمة وتحمل أفكارا كثيرة في طياتها، وبالنسبة لي هذا العمل بمثابة تجربة مميزة واستثنائية، لذا لم أتردد في الموافقة عليها، فالعمل مكتوب بطريقة مميزة للغاية والأحداث مليئة بتفاصيل شائقة.

كيف تختار أدوارك؟ وهل هناك معايير معينة لذلك بالنسبة لك؟

عندما يتم ترشيحي لأي عمل أقوم بقرأته جيدا أولا، وأفكر فيما إذا كان مناسبا لي، إضافة إلى أنني أفكر في فريق العمل والعناصر الفنية التي ستتوافر فيه، وما إذ كانت مناسبة بالنسبة لي من عدمه، فأنا أبحث عن سيناريو وفريق عمل وتوافر عناصر تساعدني كممثل أن أقدم شخصيات متنوعة أتمكن من خلالها من تقديم أدوار مؤثرة، تبقى محفورة مع الجمهور، وعندما يعرض علي دور يشبه شخصية قدمتها من قبل أعتذر عنها، ولكن هذا نادر الحدوث أن يتكرر عرض نفس الدور علي، لكن يوجد مثلا قالب محدد، واحتياج لشخصية معينة حينها أحاول أثناء اختيارى أن أكون مميزا عما سبق.

بدأت منذ فترة تصوير الجزء الجديد من "الآنسة فرح"؟

بالفعل بدأت التصوير وستكون أحداث الجزء الجديد – الجزء الرابع- مختلفة خاصة بعد رحيل "محمد كيلاني" في الجزء الماضي، ليعطيني فرصة أكبر للتقرب من فرح خاصة وأن الشخصية ستخسر كل ما تملكه، وأنا سعيد بمشاركتي في هذا العمل جدا، فلقد كانت السبب في أن يجمعني علاقة قوية مع أسماء أبو اليزيد، فهي كانت بمثابة روح العمل التي تشع طاقة للجميع، وعلاقتي أيضًا بمحمد كيلاني كانت جيدة على الإطلاق بجانب باقي الأبطال، فالجو الهام للكواليس كان يسيطر عليه الحب والتفاهم بين الجميع.

هل تخوفت من مقارنة الجمهور بين الآنسة فرح والعمل الأجنبي؟

في بادئ الأمر كانت هناك بعض التخوف من تقبل الجمهور للمسلسل، أو إقامة مقارنة بين العملين، حتى قرأت الحلقات الأولى منه وتعرفت على الطريقة التي سيتم معاجلة العمل بها، فبدأ هذا التخوف يزول، حتى بالنسبة للقضية التي يعرضها المسلسل التي قد يراها البعض غريبة على تقاليدنا وعاداتنا، لم أتخوف من ذلك فأنا أفضل العمل في قضايا جديدة ومختلفة، وأحب أن أؤكد أن أي مجتمع به العديد من الشرائح التي تختلف في تقاليدها وعادتها، لذلك المسلسل يدعو إلى مبدأ القبول.

وماذا عن جديدك أيضا بجانب الآنسة فرح؟

انتهيت من فيلم "2 طلعت حرب" وحاليا نخرج منه نسخة للتجربة، وإذا رأيناها جيدة سنقوم بعمل النسخة النهائية وطرحها للجمهور في الوقت المناسب، سواء كان في السينما أو سنرى إذا كنا سنخوض به مسابقات في مهرجانات مختلفة، خاصة أن الفيلم تدور أحداثه في 4 حواديت يناقشون شكل الطبقة الوسطى في أزمنة مختلفة، وأنا أجسد شخصية “حسن” في العمل في الحدوتة الثانية في فترة السبعينيات، وهو شاب بائع في أحد محال الملابس بشارع الشواربي، والدور جديد بالنسبة لي، كما أن العمل بجانب والدي المخرج مجدي أحمد علي، يجعلني أنطلق لأكون حرًا بدرجة أكبر، فأنا أثق به وهو يثق بي.

كما أنني أعمل بهدوء علي تجربتي الإخراجية الثانية من خلال فيلم "الغراب" وكنت قد انشغلت عنه مؤخرا، بسبب الأعمال التي شاركت فيها، التجربة الثانية أصعب من الأولى، أحتاج إلى وقت لكى يخرج العمل بالشكل الذي أريده، فأنا حريص على ألا أتسرع في خروج العمل إلى النور إلا إذا كنت راضيا عنه، وأتمنى أن يكون في 2022 جاهزا للعرض.

كما يوجد مشروع مسلسل "القاهرة" الذى أقوم بكتابته، وهو مشروع طموح تقدمت به بورشة في مهرجان القاهرة السينمائى منذ عدة أعوام، ولكنه توقف لأنه إنتاج ضخم جدا لا نعرف كيف سنحققه.

ولماذا تصر على تقديم السيرة الذاتية للمخرج الراحل يوسف شاهين؟

لأن شاهين لم يلق الضوء على لمحاته الإنسانية، وكان التركيز بشكل كبير دائما على تجربته الفنية ومواقفه السياسية، والتي كان يحكي عنها دائما، ولذلك أجده من أوائل الشخصيات التي أتمنى تجسيد سيرتها الذاتية، كما أنني أريد تجسيد شخصيات كثيرة في تاريخ السينما المصرية، وأعمال السيرة الذاتية يجب ألا ترتبط بممثلين أو مخرجين فقط فيوجد كتاب وأدباء ورسامون تشكيليون سيرتهم عظيمة، أتمنى تجسيد شخصياتهم في يوم من الأيام.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: