فيما يواصل الأطباء والعلماء العمل على كشف غموض فيروس كورونا المستجد، الذي أصاب أكثر من 50 مليون شخص حول العالم، عثر باحثون أميركيون على أقوى دليل حتى الآن، يؤكد أن الأشخاص المتعافين من الفيروس، يطورون دفاعاً سريعاً وأكثر فعالية في حال واجهوا الوباء ثانية.
وذكر باحثون في جامعة روكفلر بمدينة نيويورك الأميركية أن النظام المناعي لا يتذكر الفيروس فقط، إنما يطور أيضاً نوعية الأجسام المضادة بعد التعافي، وفق ما نقلته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
كما يجهّز النظام المناعي الجسد من أجل إطلاق هجوم سريع وقوي رداً على أي هجوم فيروسي جديد.
من جانبه، قال رئيس قسم المناعة الجزيئية في الجامعة وكبير الباحثين في الدراسة، مايكل نوسينزويغ: "إنها أخبار جيدة للغاية"، مشيراً إلى أن التوقعات تظهر بأن الأشخاص قادرون على إنتاج سريع للأجسام المضادة ومقاومة العدوى في عدد كبير من الحالات.
وليس من الواضح كم تستمر ذاكرة النظام المناعي التي تحفظ شكل فيروس كورونا، لكن نوسينزويغ قدر أن النظام المناعي يوفر حماية تستمر لسنوات.
وهذا يفسر أن عدد الذين أصيبوا بالفيروس أكثر من مرة يعتبر عدداً قليلاً.
وعندما يصاب الشخص بفيروس كورونا يعمل جهاز المناعة البشرية على شن هجوم متعدد، يستهدف الفيروس، وتمثل الخلايا "التائية" أحد أشكال الحماية، إذ تبحث عن الخلايا المصابة وتدمرها، في محاولة لاحتواء تفشي الفيروس، أما الخلايا "البائية" فتعمد إلى إطلاق الأجساد المضادة في الدم.
أكثر قوة
كما بمجرد نهاية العدوى في الجسم، يتوقف نظام المناعة عن المواجهة، لكنه يتذكر العدوى بتخزين معلومات عنها في الخلايا "التائية" و"البائية".
هذا وشملت الدراسة 87 مصاباً بفيروس كورونا، وقال الباحثون إن الأجسام المضادة تضاءلت، لتنحسر بأكثر من الخمس عن مستوى الذروة خلال 6 أشهر.
ولدى فحص الجهاز المناعي لأفراد العينة، لاحظ الباحثون أنه بعد ستة أشهر من الإصابة، تطورت الأجسام المضادة التي تصنعها الخلايا "البائية"، لتصبح أكثر قوة مما سبق.
يذكر أنه ومنذ أشهر كان من الواضح أن الجائحة يمكن أن تتسبب في إضعاف وإتلاف الجهاز المناعي لدى بعض الأشخاص، مما يؤدي في النهاية إلى إلحاق أضرار بالجسم أكثر من الفيروس نفسه.
يذكر أن كورونا أصاب حتى الآن 50,255,095 شخصاً وأودى بحياة 1,256,123 حول العالم.