رغم أن قوامه يناهز تريليون دولار إلا أن قطاع الطيران لم يفلح في الصمود في وجه عاصفة كورونا العاتية، ليكون من بين أكثر القطاعات التي ألحق بها الفيروس أضراراً بالغة.
ونظراً لانخفاض بيع التذاكر في شركات الطيران، نتيجة للقيود المفروضة على السفر بسبب كورونا، أو لتخوف المسافرين من التقاط العدوى، أصبح من الضروري على قطاع الطيران، مراجعة حساباته، بحسب صحيفة الاتحاد.
وفي حين لم تعد الشركات الصناعية، في حاجة لصناعة أعداد كبيرة من طائرات الركاب، تراجعت نسبة قطع الغيار التي تطلبها هذه الطائرات من الموردين.
كما اتجهت العديد من المؤسسات التي قل إنتاجها، لتسريح الآلاف من العاملين لديها. ويكمن السؤال الراهن، حول مدى السقوط الذي سوف يطال شركات الطيران والسرعة التي يمكن أن تتعافى بها ومقدرتها على التخلص من الآثار طويلة الأجل.
وتتسم تركيبة قطاع الطيران بالاتساع، حيث بلغ عدد المسافرين في العام الماضي نحو 4.5 مليار، بواقع 100 ألف رحلة يومياً. وتدعم هذه الرحلات، 10 ملايين وظيفة مباشرة، منها 6 ملايين في المطارات، بما فيها العاملون في المقاهي والمحلات التجارية وعمال الحقائب وطهاة الوجبات وغيرهم، ونحو 2.7 مليون من عمال شركات الطيران، و1.2 مليون في صناعة الطائرات، بحسب "ذا إيكونيميست".
وساعد هؤلاء، مطارات العالم على جني نحو 170 مليار دولار وشركات الطيران نحو 838 مليار دولار في 2019.
وبلغت مبيعات إيرباص وبوينغ اللتين تشكلان قمة هرم سلاسل توزيع قطاع الطيران العالمي، 100 مليار دولار، بينما تقدر بنحو 600 مليار دولار للقطاع ككل. وبإضافة وكالات سفر مثل إكسبيديا آند ترب وبوكنج القابضة، تناهز العائدات السنوية ما يقارب 1.3 تريليون دولار، في الظروف العادية للمؤسسات المدرجة فقط.
تبخر 460 ملياراً
وبدلاً من كل ذلك، قضى كوفيد 19، على 460 مليار دولار من القيمة السوقية لهذا القطاع، ما دفع المسؤولين في شركات الطيران لإعادة تقييم التوجهات في عدد المسافرين، الذي كان من المتوقع أن يتضاعف على مدى الـ 15 سنة المقبلة. وعلى العكس من النمو المتوقع بنحو 4% هذا العام، تراجعت عائدات النقل الجوي 50% لنحو 419 مليار دولار.
وفي أعقاب 10 سنوات من الأرباح غير المعتادة، فإن إجمالي الخسائر المتوقعة للسنتين المقبلتين عند 100 مليار دولار، تساوي نصف صافي الأرباح الاسمية التي جناها القطاع منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب مؤسسة أفييشن إستراتيجي. ويتوقع لويس فيليب، المدير العام للمجلس الدولي للمطارات، الجهة التي تمثل المطارات حول العالم، تراجع عائدات قطاع الطيران خلال السنة الحالية، بنسبة تصل لنحو 57%.
وبصرف النظر عن بوادر الحياة في الرحلات الداخلية في الأسواق الكبيرة مثل أميركا وأوروبا والصين، يبدو المستقبل محفوفاً بعدم اليقين. وفي غضون ذلك، تركن الطائرات الكبيرة إلى السكون في المطارات حول العالم، لتعاني شركات الطيران التي تعتمد على رجال الأعمال وعلى المطارات المركزية. ومع أن بعض المطارات الأميركية، تتوقع العودة لنشاط شبه تام في العام المقبل، ربما تذهب موجة أخرى من كوفيدـ 19، بهذه الأحلام أدراج الرياح. وأدت حالة انتشار محدودة للفيروس في بكين في يونيو الماضي، لتوقف مسيرة تعافي الرحلات الداخلية في الصين.
فائض 4 آلاف طائرة
ووفقاً لمؤسسة سيريوم الاستشارية، لا تزال 35% من الأسطول العالمي أي نحو 25 ألف طائرة، جاثمة على مختلف مطارات العالم، أقل من نحو 65% عندما كانت الأزمة في أوجها في أبريل. وحتى في حال تعافي القطاع بنحو 80% لمستويات العام الماضي في 2021، كما يتوقعه بعض المتفائلين، ستظل العديد من الطائرات مركونة على أرضيات المطارات. ويتوقع سيتي بنك، فائضاً في الطائرات بنحو 4 آلاف في غضون 18 شهراً.
وبعد أن عزمت شركات صناعة الطائرات، على زيادة معدلات إنتاجها، إلا أنها أُرغمت على القيام بعكس ذلك. وبطلبيات متأخرة تزيد عن 6.1 ألف طائرة طراز أيه 320، دارت بعض الشائعات في أن إيرباص كانت تخطط لزيادة إنتاجها من 60 طائرة من نوع الممر الواحد، لنحو 70 في الشهر، لكنها تنتج 40 فقط في الوقت الحالي.