أزمة الفيلم “المسيء لمصر” تتصاعد.. اتهامات بالتنمر لمذيعة شهيرة

أثار لقاء الإعلامية المصرية بوسي شلبي، مع بطلة فيلم "ريش"، دميانة نصّار الشهيرة بـ"أم ماريو"، غضب الجمهور ومتابعي مهرجان الجونة، وذلك عقب ما وصفه البعض بـ"العنصرية والتعالي" عليها وعلى عائلتها خلال حوار أجرته مع "أم ماريو" على هامش المهرجان.

يذكر أن فيلم "ريش"، المثير للجدل والمتهم صنّاعه بالإساءة لمصر، تلاحقه المشاكل والشائعات منذ عرضه خلال الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي، حيث بات حديث الوسط الفني وغير الفني في مصر.

وكانت حالة من الغضب قد اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية استخدام الإعلامية بوسي شلبي، لبعض العبارات بأداء وتعبيرات حركية تقلّل من شأن دميانة نصّار، بطلة فيلم "ريش" وعائلتها، حيث قالت المذيعة إن المخرج عمر الزهيري قد نجح في تغيير مصير بعض المشاركين في فيلمه، حيث إنه "فتح باب رزق جديد لعيلة من المنيا ما كانتش تقدر توصل خالص للمكان اللي احنا فيه"، مشيرة بيدها إلى أحد أماكن إقامة مهرجان الجونة حيث وقفوا لإجراء الحوار.

ووُصفت كلمات بوسي شلبي، وحركاتها أثناء الحوار، على مختلف منصات التواصل الاجتماعي في مصر، بالعنصرية والعنجهية والتعالي على بطلة الفيلم، التي كان دورها في الفيلم هو أول عهدها بالوقوف أمام كاميرات السينما، فهو أول دور تقوم به في حياتها.

يُذكر أن بوسي شلبي هي مذيعة محنكة وقديمة في المهنة، وقد تخصصت في تغطية مهرجانات السينما وإجراء اللقاءات مع نجوم الفن، وهي أرملة النجم الراحل محمود عبدالعزيز.

مؤلف الفيلم عمرو الدالي عبّر عن استيائه الشديد، وكتب في حسابه على "فيسبوك": "ممثلة عملت دور خدت جائزة عالمية من أرفع الجوائز السينمائية في العالم، واسمها هيتكتب في التاريخ. ليه تعمل لقاء مع مذيعة محليّة؟".

وكان فيلم "ريش"، الحائز على الجائزة الكبرى لأسبوع النقّاد في مهرجان "كان"، أول جائزة يحصل عليها فيلم مصري طويل في تاريخ المهرجان، قد واجه انتقادات من كبار الفنانين المصريين، الذين انسحبوا من قاعة العرض، بعد مرور ساعة واحدة من بدء عرض الفيلم، احتجاجاً على ما أسموها "إساءة لسمعة مصر".

وبينما قال الفنان شريف منير إن "صورة الفيلم لم تعجبه"، وإن أبطال الفيلم يعيشون واقعاً قاسياً يخالف واقع المبادرات "حياة كريمة" و"تكافل وكرامة" وغيرها من المبادرات التي تقوم بها الدولة المصرية لمحاربة الفقر والعشوائيات، وتكفل حياة كريمة للمواطنين، دافع الناقد طارق الشنّاوي عن الفيلم قائلاً إن "الفيلم، وعلى الرغم من الجدل المثار حوله، سواء من الوسط الفني أو سياسات البعض، يعتبر من أهم أفلام الألفية الثالثة، لأنه حصد جائزتين من مهرجان كان، بالإضافة إلى حصوله على جوائز أخرى من مهرجانات أخرى، آخرهم مهرجان الجونة"، رافضا الزج بـ "سمعة مصر" في الاعتراض على الأعمال الفنية.

وكانت "أم ماريو" قد ردّت على الانتقادات الموجّهة لها متسائلة: "ممنوع علينا نفرح يعني؟ ممنوع نعمل فيلم بشكلنا ولبسنا وبيوتنا التعبانة، زي أي ناس في المجتمع؟".

وفي آخر فصول الأزمة الخاصة بالفيلم، أعلن عضو مجلس النواب المصري أحمد مهني أنه سيتقدم بطلب إحاطة لرئيس البرلمان حنفي جبالي، موجّها لرئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، بشأن عرض الفيلم "المسيء لمصر"، على حد تعبيره.

أما مدير الإدارة المركزية للمبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بوزارة التنمية المحليّة في مصر، ولاء جاد، فقال إن المبادرة تنحاز لحرية الإبداع والفن، ولا ترى أن فيلماً سينمائياً يمكن أن يسيء لسمعة مصر، التي يعتبرها أكبر من ذلك بكثير. كما أشار إلى أن الفيلم يتناول حياة أسرة فقيرة ومحرومة من الخدمات، ولا تتوافر لها معايير الحياة الكريمة، وهو ما تبذل الدولة جهوداً متواصلة من أجل تغيير ذلك الواقع منذ 2014، حيث إنه بالفعل "الواقع الذي كان يعيش فيه قطاع كبير من المواطنين، نتيجة عقود من الإهمال والسياسات غير المنحازة للعدالة الاجتماعية".

ومن جهته، تقدم المحامي سمير صبري، الأربعاء، ببلاغ إلى النائب العام وإلى نيابة أمن الدولة العليا في مصر ضد مخرج "ريش" وكاتب السيناريو والمنتج، معتبراً أن الفيلم "أساء للدولة المصرية والمصريين".

وقال صبري في بلاغه: "في اليوم الثالث بمهرجان الجونة السينمائي، تم عرض فيلم "ريش"، وعقب عرضه سادت حالة من الغضب الشديد من قبل الفنانين والمشاركين بالمهرجان، حال مشاهدتهم للعرض الأول للفيلم، بل تطور الأمر إلى مغادرة بعضهم قاعة العرض غاضباً".

وطالب صبري بالتحقيق فيما ورد ببلاغه، وإحالة المبلغ ضدهم إلى محاكمة جنائية عاجلة.

ويناقش فيلم "ريش" قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها حياة لا تتغير وأياماً تتكرر بين جدران المنزل الذي لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه. وذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بعيد ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل في إعادة الزوج، الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة.

هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثاً عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، بينما تحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: