من يرغب بالعثور على أفضل مثال عن "عذر أقبح من ذنب" سيجده في ما حدث يوم 2 أكتوبر الجاري بقطر، ولم يتم الكشف عنه إلا يوم الجمعة الماضي، لكنه بدأ يحدث أزمة، وملخصه أن سلطات "مطار حمد الدولي" في الدوحة، عثرت فيه ذلك اليوم على مولود حديثا، تخلت عنه إحداهن هناك، ليرعاه غيرها وتسترا ربما على فضيحة، كالتي نجد قصصا عنها في أفلام مصرية قديمة.
واستنتجت السلطات من ترك المولود في المطار بالذات، أن من تخلت عنه لا بد أن تكون إحدى المسافرات إلى الخارج، ولما وجدت أن طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية تستعد للإقلاع إلى مدينة سيدني وعلى متنها 34 راكباً من الجنسين، أسرعت وأنزلت جميع النساء منها، ومعظمهن 13 أسترالية كن فيها، للقبض على المجرم قبل أن يلوذ بالفرار.
وقام رجال أمن قطريون باقتياد النساء إلى سيارة إسعاف على أحد مدرجات المطار، وهن يجهلن السبب، وبداخلها تم تجريد كل منهن من ملابسها، وفقاً لما تلخص "العربية.نت" ما طالعته في مواقع وسائل إعلام أسترالية مستمرة بتغطية ما حدث، خصوصا أول من بث الخبر يوم الجمعة، وهي قناة 7NEWS التلفزيونية، وفيها قالت ما نجد شيئا منه بالفيديو المعروض، وهو أن التفتيش "كان مذلا.
فيما نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن طبيب اسمه Wolfgang Babeck وكان بين الركاب، أن الطبيبة "حاولت تحسس منطقة الرحم والمعدة وأسفل البطن لمعرفة ما إذا كانت إحداهن ولدت حديثا" كما قال.
كما روى الطبيب أيضا أن الرحلة QR908 تأخرت أكثر من 4 ساعات، وأن الركاب من النساء تم إجبارهن على الخروج من الطائرة "وحين عدن (من التفتيش) كانت ملامح الاستياء بادية على وجوههن، فيما كانت واحدة على الأقل تبكي (..) لقد ناقشن ما حدث مع بعضهن البعض، واعتبرنه مثيرا للاشمئزاز" فيما رفض متحدث باسم الخطوط القطرية التعليق، وقال للصحيفة: "نقدر المخاوف والانزعاجات التي تحدث عنها الركاب لكم، وسنحقق بها مع السلطات والمسؤولين المعنيين" فرد متحدث باسم وزارة الخارجية والتجارة الأسترالية، الأحد، وقال: "سجلنا رسميا مخاوفنا الجادة بشأن الحادث مع السلطات القطرية، وتم التأكيد على أنه سيتم توفير معلومات مفصلة وشفافة عن الواقعة قريبا"، وفق تعبيره.
"لم أسمع مثلها بحياتي"
والجديد الذي طرأ هو ما قالته وزيرة الخارجية الأسترالية Marine Payne في مؤتمر صحافي عقدته اليوم الاثنين، من أن وزارتها طلبت من السفير القطري لدى أستراليا، سعد بن عبد الله سعد آل محمود، ورسميا أيضا من السلطات القطرية، شروحات عما حدث لمواطناتها في مطار الدوحة، وقالت إن أستراليا تشعر بمخاوف وقلق مما حدث، وإن النساء اتصلن بالحكومة الأسترالية وقت الحادث الذي وصفته بأنه "غير عادي"، وتم إبلاغ الشرطة الاتحادية الأسترالية به.
قالت باين أيضا: "هذا أمر مزعج للغاية وعدواني، يتعلق بمجموعة أحداث لم أسمع مثلها على الإطلاق بحياتي في أي سياق. لقد أبلغنا السلطات القطرية بوجهات نظرنا بمنتهى الوضوح" وتوقعت في ما طالعته "العربية.نت" مما بثته الوكالات، أن تصدر السلطات القطرية، تقريرا بحلول نهاية الأسبوع.
أما الجنين الذي لم تذكر السلطات القطرية جنسه للآن، فعثروا عليه في مرحض النساء بالمطار، ولم يكن ميتا بحسب ما ذكرت بعض الوكالات سابقا، بل حيا تبحث قطر عمن وضعته وتخلت عنه بعد يوم من ولادته على الأكثر.