نشرت وكالة ناسا يوم 17 مارس/آذار 2017 أكثر من 16 دقيقة من أصوات تحرك عربتها الجوالة بيرسيفيرانس لمسافة 27.3 مترًا على سطح الكوكب الأحمر يوم 7 مارس/آذار، والتي سجلتها بميكروفونها للدخول والنزول والهبوط.
وتعد القدرة على التقاط الأصوات من بيئة المريخ إحدى المزايا التي تنفرد بها بعثة بيرسيفيرانس، فبعد هبوطها التاريخي يوم 18 فبراير/شباط 2021 سجلت يوم 20 فبراير/شباط أول تسجيل صوتي في التاريخ من المريخ مضيفًة بُعدًا جديدًا لاستكشافه.
ويسمع في التسجيل الصوتي الجديد ضوضاء عجلات بيرسيفيرانس الست وهي تتدحرج على تضاريس الكوكب الأحمر مصدرة أصواتًا أشبه بالمجنزرات. وقالت فاندي فيرما، كبيرة المهندسين وسائقة العربة الجوالة في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا في جنوب كاليفورنيا «معظم الناس عندما يرون الصور لا يدركون أن العجلات معدنية، فإن تحركت هذه العجلات على الصخور، تصدر ضوضاء صاخبة كثيرًا.»
وقال ديف غرويل، كبير المهندسين في النظام الفرعي للكاميرا والميكروفون لبعثة بيرسيفيرانس «لو سمعت مثل هذه الأصوات وأنا أقود سيارتي فسأتوقف وأطلب سحبها، لكن إن أمعنت التفكير قليلًا وحاولت فهم ما تسمعه وأين سجّل، ستجده منطقيًا تمامًا.»
نشرت ناسا نسختين من المقطع الصوتي لتحرك بيرسيفيرانس، وتتضمن النسخة الأولى أكثر من 16 دقيقة من الأصوات الخام للعربة الجوالة وهي تتحرك في فجوة جيزيرو، ونسمع فيها الضوضاء الناتجة عن استجابة نظام تنقل بيرسيفيرانس (العجلات ونظام التعليق) مع السطح، إلى جانب ضوضاء لاحتكاك عالي النبرة، ويعمل فريق الهندسة المسؤول عن العربة على تحديد مصدر تلك الضوضاء، فهي إما تداخلًا كهرومغناطيسيًا من دارة إلكترونية في العربة وإما جزءًا من أصوات نظام التنقل يصدر نتيجة الحركة على سطح المريخ. والواقع أن الميكروفون لم يكن مخصصًا لهذه العمليات على سطح المريخ، إذ لم تجرى عليه سوى اختبارات محدودة لتنفيذ تلك المهمة.
NASA · Sounds of Perseverance Mars Rover Driving – Sol 16 (16 minutes)
أما الإصدار الثاني للأصوات، فهو تجميع للأصوات من التسجيل الأول مدته 90 ثانية، دمج فيه مهندسو ناسا ثلاثة أجزاء من ملف الصوت الأولي (الأجزاء 0: 20-0: 45، 6: 40-7: 10، 14: 30-15: 00)، وعالجوها لتصفية الضوضاء.
NASA · Sounds of Perseverance Mars Rover Driving – Sol 16 (90-second highlights)
ويضاف هذا الصوت الأول للسير على سطح المريخ إلى قائمة متزايدة من أصوات المريخ التي بثتها العربة إلى الأرض بعد أن التقطتها بميكروفونها، ومنها صوت الرياح وطقطقة الصخور بتأثير شعاع الليزر الذي أطلقته المركبة عليها للكشف عن تفاصيل هيكلها وتكوينها. وتساعد هذه المعلومات العلماء في البحث عن علامات الحياة المجهرية القديمة، وأخذ عينات من الصخور والرواسب لجلبها إلى الأرض في البعثات المستقبلية.
وقالت فيرما التي عملت على قيادة آخر أربع مركبات تابعة لوكالة ناسا على المريخ «نلاحظ الاختلافات بين الأرض والمريخ من خلال الصور، لكن الصوت يقدم بُعدًا مختلفًا تمامًا لرؤية تلك الاختلافات ومعرفة أعمق لتلك البيئة عن كثب.»
The post أصوات المريخ: بيرسيفيرانس تزعج الصمت الأبدي للكوكب الأحمر بضوضاء عجلاتها appeared first on مرصد المستقبل.