تداول نشطاء يمنيون فيديو يظهر تصويرا جويا لأطول طابور سيارات لتعبئة الوقود في العالم، في ظل أزمة وقود خانقة تشهدها العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، معتبرين أن هذه المشاهد التي سجلتها عدسة طائرة درون، يمكنها أن تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأطول طابور سيارات مصطفة من أجل التزود بالبنزين من محطات محددة فقط في العاصمة صنعاء.
حملة مقاطعة.. وتجربة الألمان نموذج للتغيير
الفيديو أثار غضب رواد التواصل الاجتماعي في اليمن، ورافقته حملة واسعة لمقاطعة بنزين السيارات، مستشهدة بتجربة الشعب الألماني عندما أعلنت الحكومة زيادة في سعر البنزين.. وفي غضون ساعة فقط ترك أصحاب السيارات سياراتهم في الشوارع وذهبوا إلى منازلهم وأصبح أكثر من مليون سيارة مركونة في وسط الشارع، بعدها بساعة أعلنت الحكومة عبر التلفزيون الرسمي تخفيض سعر البنزين وطلبت بإزالة السيارات.
وتخاطب حملة المقاطعة هذه المواطن اليمني بألا يكون سلعة بيد تجار السوق السوداء، وأن يتوقف عن ركوب السيارة مهما كانت الأسباب، والتنقل عبر المركبات المخصصة للمواصلات، في خطوة تدفع باتجاه إجبار التجار والمتربحين من اتساع أزمة احتكار البنزين إلى تخفيض أسعار المشتقات النفطية.
طوابير للتجويع تحكمها قوى الظلام
وتعليقاً على الفيديو، اعتبر النشطاء أن هذه الطوابير المتكررة سواء من أجل التزود بالبنزين أو تلك الطوابير البشرية بانتظار الحصول على أنبوبة غاز، مشاهد يومية باتت أمراً اعتيادياً وسط معاناة اقتصادية طاحنة، وواقع مأساوي لم يعشه اليمنيون في عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، إلا بعد سيطرة الميليشيات على مفاصل الدولة، عندما كان سعر أنبوبة الغاز 1200 ريال فقط.
واليوم بات الشعب اليمني يئن جوعاً ومجاعة تحت سيطرة هذه الميليشيات، جراء ضربات الجرعات المتلاحقة وغلاء المعيشة وانقطاع الرواتب وارتفاع نسبة الفقر والبطالة وتزايد حالات السلب والنهب تحت مسميات ضريبية لدعم "المجهود الحربي" وجبايات غير قانونية هدفها إفقار وتجويع المواطن.
ذرائع سوداء للاستمتاع بمعاناة الشعب الفقير
وفي إفادات رصدتها "العربية.نت" حملت مشاعر الغضب ضد الظروف المعيشية وانعدام مقومات الحياة الأساسية، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية نتيجة ارتفاع المشتقات النفطية ووصل سعر البترول 40 ألف ريال وأنبوبة الغاز 22 ألفاً. وقال ياسر سلاب إن ناقلات النفط لاتزال محجوزة على مداخل المحافظات اليمنية، وتحديداً في صحراء الجوف، مما يعطي ذريعة للتجار والسماسرة إلى تهريب الوقود، من أجل الاستمتاع بمعاناة الشعب الفقير.
طوابير العذاب بين خطوط الكرامة والصمود والاحتجاج
وتندر بن آدم قائلاً "الملاحظ أن السيارات مصطفة ضمن أربعة خطوط، وهذا ليس عبثاً بل لكل خط مدلول، خط عزة وخط كرامة وخط صمود وخط شموخ، أما الأخوة الراغبون في الاصطفاف في طابور آخر على خط "هيهات منا الذلة" عليهم التوجه للاحتجاج في محطات الدائري بالعاصمة صنعاء المكان الذي شهد احتجاجات ثورة 11 فبراير 2011.
ووصف أحمد رسام مشاهد الفيديو بأنها "طوابير العذاب"، وقال: "لقد ارتفعت المواد الغذائية ضعفين بسبب أزمة البترول الخانقة، مستغربا كيف يعيش المواطن العادي الذي انقطع راتبه وسط كماشة هذه المعاناة. وأضاف: "لو كان الرئيس صالح بخير لكان الشعب هذا بخير، وكل شيء متوفرا، لكنه مات فمات معه الشعب أيضاً".
موسم للسرقة والمساومة على لقمة عيش الكادحين
من جهته، سأل نايف الوصابي "من يوقف مهزلة الصرافين ومهزلة تجار الكهرباء التجاري وتجار المواد الغذائية الذين يرفعون أسعار المواد حسب أمزجتهم متحججين أن هناك أزمة في انعدامها مع أنها متوفرة في مخازنهم وتكفي لعدة شهور؟". وأشار إلى أن شهر رمضان أصبح موسماً للسرقة والنصب والمساومة في لقمة وحياة المواطن الكادح.
موعد وصول سفينة الديزل الإسعافية
إلى ذلك، قالت مصادر إعلامية إنه تم منح سفينة الديزل الإسعافية "ديتونا" والتي تحمل 29,934 طنا تصريح دخول إلى ميناء الحديدة بعد تفتيشها من قبل لجنة "UNVIM" التابعة للأمم المتحدة وذلك بعد سلسلة من الإجراءات.
وتعد هذه ثالث سفينة مشتقات يتم السماح بدخولها منذ إعلان الهدنة الإنسانية والعسكرية والتي تستمر شهرين وذلك بعد السماح لسفينة مازوت وأخرى إسعافية تحمل بنزينا في وقت لاحق إلى ميناء الحديدة.