بعدما سجنته ظلماً 16 عاماً، اعتذرت الكاتبة أليس سيبولد، الثلاثاء، للرجل الذي تمت تبرئته من جريمة اغتصاب وقعت عام 1981 ووردت في مذكراتها، مؤكدة أنها حاربت عن غير قصد مع نظام أرسل رجلا بريئا إلى السجن.
فقد برأ القضاء الأميركي، الأسبوع الماضي، أنتوني برودووتر، الرجل البالغ من العمر 68 عاما، والذي أدين عام 1982 بتهمة اغتصاب سيبولد، 58 عاما، وقضى 16 عاما في السجن، وذلك بعد أن وجدت السلطات عيوبا خطيرة في حكم الاعتقال الأصلي والمحاكمة.
وأبطل قاضي المحكمة العليا لولاية نيويورك، جوردون كوفي، حكم الاغتصاب والتهم الأخرى المتعلقة به.
كما انضم المدعي العام لمقاطعة أونونداغا إلى طلب إبطال الإدانة أيضاً.
أصرّ على براءته
فيما استندت مؤلفة "The Lovely Bones" والتي كتبت أيضا روايتين "The Lovely Bones" و "The Almost Moon" ، في مذكراتها لعام 1999، "Lucky" ، إلى دعوة بتهمة اغتصابها عندما كانت طالبة في جامعة سيراكيوز، وذلك وفقاً لما نلقته صحيفة "ديلي ميل".
وعلى مدى عقود طويلة في السجن، وحتى بعد إطلاق سراحه، أصر أنتوني برودووتر على أنه بريء من تلك الجريمة تماما.
إلا أنه أدين عام 1982 وأمضى أكثر من 16 عاماً في السجن، وحُرم من الإفراج المشروط 5 مرات على الأقل لأنه لم يعترف بجريمة لم يرتكبها، بحسب محاميه، كذلك اجتاز اختبارين لكشف الكذب.
بدورها، قالت سيبولد في بيانها: "أنا ممتنة لأن السيد برودواتر قد تم تبرئته أخيرا، لكن الحقيقة تبقى أنه تعرّض قبل 40 عاما، لمعاملة وحشية من قبل نظامنا القانوني المعيب. سأأسف إلى الأبد على ما تم فعله له".
وأضافت أنها تتصارع أيضاً مع حقيقة أن مغتصبها لن يعرف أبدًا، وربما اعتدى على نساء أخريات.
قبل أعوام طويلة
الحكاية بدأت عقب ما يقرب 5 أشهر من اغتصابها، حينها رأت سيبولد برودووتر في أحد شوارع سيراكيوز، فذكرها وجهه بالمغتصب، فأبلغت الشرطة بالحادثة، وذلك وفقاً لتأكيد محامي برودووتر.
إلا أنها فشلت لاحقاً بالتعرف عليه عند الشرطة.
فيما كتب محاموه أن موكلهم برودووتر أدين بناء على دليلين، الأول كان رواية سيبولد، وشعرة منه تبين لاحقاً أنها لا تصلح.
ففي عام 2015، شهد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن تحليل الشعر المجهري احتوى على أخطاء في 90% على الأقل من الحالات التي راجعتها الوكالة.
وقال المحامون إن عدم موثوقية تحليل الشعر والمحادثة بين المدعي العام وسيبولد بعد التشكيلة كان من المحتمل أن يؤدي إلى حكم مختلف إذا تم تقديمه في المحاكمة.
وقد انهار برودواتر بالبكاء عندما أعلن القاضي قراره، واصفاً ما حدث معه بأنه "أفسد حياته".
يذكر أن سيبولد كانت وصفت تفاصيل الاغتصاب الذي حدث معها عندما كانت طالبة في جامعة سيراكيوز عام 1981 في مذكراتها، وتم نشرها في عام 1999، أي بعد عام من إطلاق سراح برودووتر من السجن.