احتفل نشطاء يمنيون ينتمون إلى حركة "الأقيال" باليوم القومي للخط المسند (أو اللغة الحميرية) الذي يصادف 21 فبراير من كل عام وذلك عبر "هاشتاغ" #اليوم_العالمي_للغة_الأم.
يذكر أن "القيل" مصطلح يمني قديم يشير إلى أبناء وأحفاد الملوك من الممالك اليمنية التاريخية المذكورة في القرآن أمثال مملكة سبأ وقوم تبع ذوي الصلاحيات الأكبر.
وطالب مثقفون السلطات اليمنية بجعل اليوم القومي للخط المسند يوماً وطنياً يحتفى به، وبإحيائه كرمزية حضارية وتاريخية في اليمن، بهدف حماية خط المسند بعد قرون من الطمس والتجريف للتاريخ والآثار الحميرية السبئية.
إلى ذلك، تداول نشطاء ينتمون إلى حركة "أقيال" مجموعة صور ومنشورات أغرقت منصات التواصل الاجتماعي، تفيد بأن خط المسند الحميري نشأ من اليمن كلغة تواصل للحضارات اليمنية (سبأ ومعين وقتبان وأوسان وحمير ومعين وحضرموت ويمنات).
وتبادل بعض النشطاء رسائل عبر تطبيق واتساب بخط المسند الذي يعد أول خطوط اللغات السامية، وكتب به نوح وسام وشيث وهود وصالح، ثم انتقل إلى ذريتهم ومنه تفرعت حروف اللغات السامية في الأرض. كما لا تزال بعض القبائل الحميرية في اليمن وعمان والمناطق الحدودية الجنوبية للسعودية تتحدث بلغتها الأم المتفرعة من اللغة الجعزية التي تفرعت بدورها من الخط الحميري.
وفي هذا السياق، قال سلطان المقطري إن "خط المسند كان أحد أضلاع مثلث التدوين في الشرق الأوسط القديم، بالإضافة للكتابة الهيروغليفية والمسمارية".
من جهته، أوضح الكاتب وديع الأصبحي إن "الأقيال" يركزون على إعادة إحياء الهوية والإرث الحضاري وما يجمع اليمنيين من قيم ومشاعر وتصورات ورموز.
وأضاف: "هذه المساعي الكبرى الأكثر طموحاً للأقيال لا تعني عودة الهوية اليمنية إلى الطبعة الأقدم والأبعد عن العصر، وإنما هي استيعاب للروح اليمنية وتخليص الهوية المحلية اليمنية من لباسها الإثني والمذهبي والقبلي والمناطقي، وإعادة بنائها على أسس وطنية قومية حضارية أكثر انفتاحاً وإنسانية".
أما الباحث اليمني عادل الأحمدي فقال: "احتفل بيوم المسند رغم أنني لا أعتقد أن أحداً يحب الحرف العربي مثلي.. إنها ثنائية ليس فيها تضارب بل تناغم لا يدركه إلا القليلين، خصوصاً وأن كل ما هو عربي هو يمني بالضرورة. كما أن الرسم العربي الحالي هو أيضاً ابتكار يمني حقوقه محفوظة للسبئيين الذين هاجروا إلى شمال الجزيرة".
وأضاف: "بعد زيارتي الأخيرة لمعبد أوام في مأرب قبل نحو شهر، أيقنت أن التاريخ اليمني لا يزال أغلبه مطموراً في الرمال وأن الحاجة ستكون كبيرة في المستقبل القريب لمئات المتخصصين في المسند. بل إن علينا تحويل قراءة المسند ثقافة عامة كما كانت أيام الهمداني طيب الله ثراه".