على مر تاريخها، عاشت الولايات المتحدة الأميركية على وقع العديد من الأحداث الدامية التي أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى. وخلال الفترة الأخيرة، انضمت جائحة كورونا لقائمة الموت حيث حصد المرض أرواح مئات آلاف الأميركيين خلال عام واحد متخطيا بذلك أرقام الضحايا المسجلة بالحرب الكورية وحرب فيتنام والحرب العالمية الأولى.
أقل من 10 آلاف ضحية
ما بين فترة الحرب الأهلية ومطلع القرن الواحد والعشرين، سجلت الولايات المتحدة الأميركية عديد الحوادث والكوارث التي أودت بحياة أقل من 10 آلاف شخص. وقد دوّن التاريخ عددا من هذه الأحداث التي بقيت خالدة في ذهن الأميركيين. فيوم 27 نيسان/أبريل 1865، انفجرت الباخرة الدولابية سلطانة (Sultana) قبل أن تغوص نحو القاع متسببة في مقتل ما بين 1200 و1800 شخص. وسنة 1900، شهدت منطقة غالفستون (Galveston) بتكساس إعصارا مدمرا أودى بحياة 8000 أميركي وبعدها بست سنوات فقط عاشت سان فرانسيسكو على وقع زلزال وحريق أسفر عن وفاة 3000 شخص.
ويوم 7 كانون الأول/ديسمبر 1941، تعرضت قاعدة بيرل هاربر الأميركية بهاواي لهجوم مباغت شنته البحرية اليابانية أسفر عن مقتل 2390 أميركيا ومهّد لدخول الولايات المتحدة الأميركية الحرب العالمية الثانية لجانب كل من بريطانيا وفرنسا حيث لم يتردد الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت، بموافقة الكونغرس، في إعلان الحرب على اليابان خلال اليوم التالي.
ويوم 11 من شهر أيلول/سبتمبر 2001، تعرضت الولايات المتحدة الأميركية لهجوم آخر على أراضيها شنه تنظيم القاعدة، حيث أقدم مسلحون تابعون لهذا التنظيم الإرهابي على خطف طائرات مدنية واستهدفوا برجي مركز التجارة الدولية ومبنى البنتاغون متسببين في وفاة حوالي 2974 أميركيا.
36914 قتيلاً بالحرب الكورية
مثلت الحرب الكورية أحد أهم الاختبارات التي مرّ بها الأميركيون خلال السنين الأولى من الحرب الباردة. فخلال شهر حزيران/يونيو 1950، وافقت الإدارة الأميركية على إرسال قوات لشبه الجزيرة الكورية لدعم سيول على إثر غزو الشماليين الشيوعيين، بدعم من الصين، لكوريا الجنوبية. وعلى مدار 3 سنوات، جنّد الأميركيون حوالي مليوني عنصر لدعم جهود الحرب بشبه الجزيرة الكورية. وقد أسفر هذا النزاع حسب تقارير البنتاغون عن وفاة 36914 جنديا أميركيا قتل حوالي 33000 منهم خلال العمليات القتالية.
58220 قتيلا بحرب فيتنام
بالقرن الماضي، مثّلت حرب فيتنام أحد أسوأ النزاعات التي خاضها الأميركيون حيث تطور التدخل الأميركي ضد الشيوعيين بشمالي فيتنام ليتحول لنزاع عسكري استمر حوالي عقد كامل وتزامن مع مظاهرات واحتجاجات مطالبة بإنهاء الحرب بالداخل الأميركي.
وقد أودت هذه الحرب حسب تقارير البنتاغون بحياة 58220 أميركيا قتل 40000 منهم ما بين عامي 1967 و1969 في خضم هجوم تيت (Tet).
116516 قتيلا بالحرب العالمية الأولى
بداية من يوم 28 تموز/يوليو 1914، غاصت أوروبا في أهوال الحرب العالمية الأولى على إثر حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند. وعقب تردي العلاقات الأميركية الألمانية بسبب كارثة السفينة لوسيتينيا وتلغرام زيمرمان، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية الحرب على ألمانيا لتدخل بذلك النزاع العالمي يوم 6 نيسان/أبريل 1917.
وقد انتهت هذه الحرب عقب هدنة يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1918 التي كرّست انتصار الحلفاء وهزيمة ألمانيا. وفي خضم هذا الحرب، أرسل الأميركيون مئات الآلاف الجنود للساحة الأوروبية قتل منهم 116516 عنصرا.
389621 وفاة بكورونا
ليومنا الحاضر، لاتزال معاناة البشرية مستمرة مع جائحة كورونا التي انطلقت من يوهان الصينية لتنتشر سريعا بالعالم وتتسبب في وفاة قرابة مليوني شخص.
إلى ذلك، تعد الولايات المتحدة الأميركية أكثر الدول تضررا من هذه الجائحة فليومنا الحاضر سجلت الولايات المتحدة الأميركية أكثر من 23 مليون إصابة بينما بلغ عدد الوفيات 389621 وفاة.
405400 قتيل بالحرب العالمية الثانية
لم تكن معاهدة فرساي عام 1919 سوى هدنة بعشرين عاما كما وصفها المارشال الفرنسي فرديناند فوش. فسنة 1939، اندلعت الحرب العالمية الثانية عقب قيام ألمانيا بغزو الأراضي البولندية. وقد سجّلت الولايات المتحدة الأميركية دخولها لهذا الصراع بشكل رسمي خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 1941 عقب هجوم بيرل هاربر.
مع نهاية الحرب وانتصار الحلفاء، أحصى الأميركيون 405400 قتيل في صفوفهم سقط أغلبهم على ساحة المحيط الهادئ.
675000 وفاة بالأنفلونزا الإسبانية
بالقرن الماضي، اضطر العالم لمواجهة جائحة الأنفلونزا الإسبانية التي انتشرت بجميع القارات وأسفرت عن وفاة أكثر من 50 مليون شخص.
وبالولايات المتحدة الأميركية، اضطرت المدن الأميركية لاعتماد الإغلاق وفرض إجراءات صحية لمواجهة هذه الجائحة التي أودت بحياة نحو 675000 شخص. وقد كان شهر تشرين الأول/أكتوبر 1918 أكثر الأشهر دموية حيث شهد وفاة 200000 أميركي بسبب الأنفلونزا الإسبانية.
700000 وفاة بسبب الإيدز
سنة 1981، تحدّث الأطباء الأميركيون عن تسجيل حالات مرضية غريبة في صفوف المثليين بمستشفيات نيويورك وكاليفورنيا. وقد سجّل هذا المرض الغريب، الذي أطلق عليه لاحقا الإيدز، ظهوره بين مستعملي المخدرات والأشخاص الذين خضعوا لعمليات نقل الدم.
خلال أوج انتشاره، أودى مرض الإيدز سنويا منتصف التسعينيات بحياة 50000 شخص. وعلى حسب بعض التقديرات، يقدر عدد ضحايا الإيدز بالولايات المتحدة الأميركية لحدود العام 2008 بحوالي 700000 شخص.
750000 قتيل بالحرب الأهلية
تتربع الحرب الأهلية الأميركية على عرش أكثر الأحداث دموية بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية. فما بين عامي 1861 و1865، اقتتل الأميركيون حول مسائل عدّة كانت أهمها مسألة العبودية. ومع نهاية الحرب وانتصار الاتحاد، قدّم الرقم 618222 للحديث عن عدد القتلى. إلا أن العديد من المؤرخين المعاصرين يشككون في هذا الرقم ويتجهون لتقديم الرقم 750000 عند الحديث عن عدد القتلى بالحرب الأهلية مؤكدين على قيام الكونفدراليين بخفض أرقام وفياتهم.