"أقسم بالله أنت جامد أوي".. كانت تلك الكلمات التي عبر بها محمد صلاح، نجم المنتخب المصري وليفربول الإنجليزي، عن سعادته بمسلسل "مكتوب عليا" والتي كان لها وقع مختلف على بطل العمل الفنان أكرم حسني، الذي لم يتمالك نفسه من فرط السعادة بهذا الأمر. ولم يكن "مو صلاح" فقط هو من أشاد بالعمل بل هناك العديد من النجوم الذين أكدوا أنه من الأعمال الكوميدية المميزة في الموسم الرمضاني الحالي.
وفي حواره مع "العربية.نت" كشف أكرم حسني عن كواليس أغنية المسلسل "ستو أنا" التي حققت ملايين المشاهدات، والتحدي الذي شارك به العديد من نجوم الوسط الفني، وأيضا كواليس العمل والتحضيرات له، وعلاقته بخالد الحلفاوي وتصدره للتريند خلال الفترة الماضية.
*"مكتوب عليا" وجبة كوميدية دسمة.. كلمنا عنها من وجهة نظرك، خصوصا أن المسلسل متصدر تريندات السوشيال ميديا
**"مكتوب عليا" أعجبني لأنه يقدم كوميديا ليس قائمة على الضحك فقط أو الإيفيهات، وفي الوقت نفسه سيجعل الناس تفكر ويظل ذهنها مشغولا بالتفكير. فقد أردت أن يحمل العمل رسالة مختلفة تتنقل بين الكوميديا بشكل سلس، وهو ما جعلني متحمسا للفكرة التي بحثت عنها لوقت طويل، حتى سمعت فكرة "مكتوب عليا" من المؤلف إيهاب بليبل، والتي كانت حينها عبارة عن سطر واحد. وأعجبت بها وأخذت القرار بأن أعمل على هذه الفكرة، وعقدت جلسات كثيرة شبه يومية مع المؤلف والمخرج خالد الحلفاوي الذي كان له دور كبير في تطوير الفكرة.
فقد استغرقت كتابة الفكرة ما يقرب من 7 أشهر حتى بدأنا التصوير، وكنت حريصا وفريق العمل على التحضير الجيد للمسلسل، وأن يخرج العمل بأفضل شكل ممكن. وقمنا بالعديد من تجارب الأداء لاختيار الأبطال المشاركين، إلى جانب أننا حرصنا على ألا نعتمد على الضحك فقط بل على وجود خطوط درامية متنوعة، وبناء علاقات تخرج منها كوميديا تشبه حياتنا العادية، مثل علاقة "جلال" بوالده، وعلاقته بابنة خالته. وأعتقد أن هذا سبب تصدر المسلسل التريند. وعلى الرغم من أن السوشيال ميديا جزء من الجمهور ولكنه ليس كل الجمهور، فمقياس النجاح الحقيقي أراه في الشارع.
*ما هي الرسالة التي تريد توصيلها للجمهور من ذلك العمل؟
**العمل يتحدث عن الرضا وكيف تكون الطموحات مشروعة، ففكرة الرضا مهمة بشكل شخصي ولها علاقة بكل الناس. كما أن المسلسل به الكثير من الأحداث التي تحمل معنى فلسفيا، وهو أن الكتابة على اليد هي القدر الذي يستطيع الشخص قراءته بشكل مختلف، وليس كل ما يحسبه سيئا فهو سيئ، والعكس.
*يقال إنك تتدخل في كتابة السيناريو.. فهل تدخلت أيضا في اختيار فريق العمل؟
**مثلما قلت من قبل فكرة "مكتوب عليا" كانت سطرا وتطورت من خلال جلسات عمل جمعت بيني وبين الكاتب وصاحب الفكرة إيهاب بليبل والمخرج خالد الحلفاوي الذي أشكره كثيرا على مجهوده في السيناريو، ومن الطبيعي أن يكون لي رأي مثلي كباقي فريق العمل، وأنا أثق في خالد الحلفاوي وأكون مطمئنا.
وبالنسبة لاختيار فريق العمل، الموضوع في الأول والآخر في يد المخرج، ولكن يكون هناك ترشيحات مني وجلسات عمل ونقاشات، فنحن في النهاية نقدم كوميديا ويجب أن يكون بيني وبين أبطال العمل تناغم حتى تكون أجواء العمل مرحة ولطيفة تدفعنا لأن نخرج أفضل ما لدينا لإضحاك الجمهور، فإضحاك المصريين ليس أمرا سهلا.
*وما رأيك مع تصدر المسلسل للتريند؟
**النجاح شيء يسعد أي فنان، ورد فعل الجمهور أسعدني جدا، والحمد لله، وأتمنى أن العمل ككل ينال إعجابهم، ففكرة القبول لا يد لأحد فيها، وإذا لم يكن هناك قبول فالموضوع سيكون صعبًا. ولابد من احترام المشاهدين فيما يقدم، فأنا أقتدي بمدرسة الفنانين فؤاد المهندس ونجيب الريحاني، فلديهما طريقة بسيطة لكن صعبة جدا، وهي السهل الممتنع، ثم مدرسة الفنانين عادل إمام وسمير غانم، وكل فنان منهما لديه منطقته الخاصة.
*وهل كان لظهور عمرو عبدالجليل نقلة في المسلسل؟
**بالتأكيد، فعمرو عبدالجليل فنان قوي وإضافة لأي عمل يكون فيه، وأنا شخصيا سعيد جدا أننا عملنا معا أخيرا، فعمرو له مكانة منفردة وخاصة به، فهو يضحك من منطقة من الصعب أن تجد مثله يفعلها أو يدخلها، كما أن له مذاقه الخاص حتى إن نظرته لها مفهومها الخاص تجمع بين الشر والكوميديا. وهو فنان قوي ومحترف وإضافة للعمل بكل الأشكال. وفي إطار الأحداث علاقة "جلجل" بعمرو عبدالجليل هي نقلة جديدة في المسلسل ورحلة فيها مواقف ومفارقات كثيرة بسبب الكتابة التي تظهر على يد "جلجل" ولها علاقة بعمرو عبدالجليل.
*وهل شخصيتك قريبة من "جلجل" في الحقيقة؟
**إطلاقا فشخصيتي مختلفة تماما عن شخصية "جلجل" التي أقدمها في "مكتوب عليا"، فأنا عكسه تماما، وطول الوقت أنظر للنصف الممتلئ من الكوب، والدليل مثلا أنني اعتبرت فترة كورونا فرصة لإعادة ترتيب الأوراق.
*كيف كانت كواليس العمل، ومن من الممثلين كانوا بمثابة مفاجأة بالنسبة لك في العمل؟
**كواليس العمل لطيفة ولذيذة جدا، حتى إن العديد من أبطال المسلسل لا يريدونه أن ينتهي، فالحمد لله فريق العمل كله موفق جدا من وجهة نظري، فقد عملت مع أيتن عامر أكثر من مرة آخرها كان مسرحية "عطل فني" والمسلسل الإذاعي "احنا بتوع الأتوبيس"، وهي ممثلة قوية ومحترفة تجيد التكيف مع أي دور، وأحب العمل معها. أما هنادي مهنا فهذه المرة الأولى التي نعمل فيها سويا، ونشأت بيننا كيمياء، وهي لها حضور مميز، وسعدت كثيرا بالعمل معها، وهناك وجوه جديدة أخرى سعدت بالعمل معهم، ومنها طفلة معجزة اسمها هنا زهران.
*حدثنا عن "ستو أنا" التي حققت أرقاما عالية جدا من المشاهدات في 24 ساعة؟
**هي توفيق من عند الله، والحمد لله سعادتي كبيرة بتفاعل المشاهدين مع أغنية "ستو أنا"، ونشر عدد كبير من المواطنين فيديوهات وهم يغنونها على مواقع التواصل الاجتماعي، فعندما اتجهت لتحضير تلك الأغنية، أردت أن تكون على نفس رتم "بسبوسة"، التي عرضت ضمن أحداث مسلسل "الوصية"، وحققت نجاحًا واسعًا وقت عرضها، لذلك أحببت أن أكرر التجربة في "مكتوب عليا"، والأغنية في بادئ الأمر كانت تحمل اسم "جنة الفواكه"، قبل أن أستقر على "يا ستو أنا"، فقد كانت الأغنية تتضمن فواكه أخرى ولكن حذفناها واخترنا مفردات أسهل حتى يستطيع الطفل حفظها.