يسعى البشر إلى العودة إلى القمر، إذ أعلنت وكالة ناسا عن إرسال رحلةٍ مأهولة إليه بحلول العام 2024، وعن تنفيذ عمليات مستمرة لاستكشافه بحلول العام 2030. ويعني ذلك الحاجة إلى وجود أماكن يستخدمها رواد الفضاء للإقامة خلال عمليات الاستكشاف.
لكن تشييد قاعدة قمرية ليس أمرًا سهلًا، بسبب ضعف جاذبية القمر التي لا تزيد عن خمس جاذبية الأرض بالإضافة إلى ضرورة استخدام المواد الموجودة على سطح القمر، مثل الغبار القمري، في عملية البناء، بدلًا من جلب مواد البناء من الأرض.
وشهدت الأعوام الماضية استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في تشييد مبانٍ قابلة للسكن، ولذا دعمت ناسا شركة أيكون الناشئة لتقنيات التشييد، في تطوير طابعة لتشييد المنازل بالطباعة ثلاثية الأبعاد، وفاز المشروع بجائزة فاست كومباني للعام 2020.
وأعلنت شركة أيكون عن عقدها شراكة مع شركتي سي آرك للهندسة المعمارية، التي عملت مع ناسا سابقًا لتطوير تصميمات تستخدم في استكشاف الفضاء، وجاركي إنجلز جروب. وتهدف الشراكة إلى دراسة فرص استخدام الطابعة التي طورتها أيكون لتشييد مباني على القمر.
وأوضحت شركة جاركي إنجلز جروب أنها أجرت دراسةً عميقة للبيئة القمرية وقدرات الطابعة لابتكار التصميمات المناسبة. وقال جاركي إنجلز، مؤسس شركة جاركي إنجلز جروب، أن القمر يشهد درجات حرارة متقلبة ويتعرض لإشعاعات قاتلة بالإضافة اصطدامات متكررة مع النيازك.
وتشبه التصميمات التي طورتها الشركة الأكواخ الثلجية، ولها غطاء خارجي يمنحها الحماية. وتوفر تلك الأكواخ بيئة مناسبة لحماية رواد الفضاء وتعزلهم عن البيئة القمرية.
وتنفذ هذه التصميمات باستخدام الطابعة التي طورتها شركة أيكون ويجري تعديلها حاليًا كي تستخدم الغبار القمري كمادة خام لطباعة الأكواخ. وتحتاج الطابعة حاليًا إلى ثلاثة أشخاص لتشغيلها، لكن ذلك سيتغير على القمر. إذ تخطط الشركة لتطوير الطابعة كي يجري التحكم فيها عن بعد من قاعدة قمرية أخرى أو من الأرض.
وقال جاسون بالارد، الرئيس التنفيذي لشركة أيكون، إن تأثير التصميمات التي طورتها شركة جاركي إنجلز جروب لن يقتصر على الهندسة المعمارية في الفضاء فحسب، بل سيمتد إلى التصميمات المعمارية على الأرض.
The post أكواخ ثلجية أنتجتها الطباعة ثلاثية الأبعاد تقربنا من الحياة على القمر appeared first on مرصد المستقبل.