نفذت مركبة أوسايرس-ركس مناورةً تاريخية للاقتراب من سطح كويكب بينو القريب من الأرض والتقاط عينات منه يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2020. وقد تساعد هذه العينات العلماء في معرفة المزيد عن الأيام الأولى للنظام الشمسي ونشأة الحياة على الأرض.
وعبّر دانتي لويوريتا، الباحث الرئيس في مشروع أوسايرس-ركس، عن سعادته بتنفيذ المناورة وقال «لقد فعلناها، ونجحت المركبة في الاقتراب من سطح الكويكب وسننتظر لنرى كيف تسير الأمور.»
وتهدف المهمة إلى جمع نحو 60 جرامًا من الحصى الموجود على كويكب بينو. ولن يعرف الفريق إن كانت المهمة قد نجحت أم لا قبل مضي 10 أيام. ولن يكون الأمر كارثيًا إن اكتشف الفريق أن المركبة لم تجمع شيئًا، إذ لديها محاولتان احتياطيتان.
وتابع لويوريتا وزملاؤه تنفيذ المهمة من مركز العمليات في شركة لوكهيد مارتن سبيس في ليتليتون في كولورادو.
وبلغت تكلفة مركبة أوسايرس-ركس نحو 800 مليون دولار، وأطلقت في شهر سبتمبر/أيلول 2016 ووصلت إلى كويكب بينو، الذي يبلغ قطره نحو 500 متر، في شهر ديسمبر/كانون الأول 2018. ورسمت خرائط واضحة عن الكويكب طوال الفترة الماضية استعدادًا لتنفيذ المهمة التي نفذتها.
وكشفت الخرائط عن وعورة سطح الكويكب بصورة تفوق ما توقعه العلماء، وفي النهاية اختار الفريق فوهة صغيرة تسمى نايتإينجال كي يجمع منها العينة لأن الحصى الموجود فيها صغير بالإضافة إلى أن الفوهة لم تتعرض لبيئة الفضاء السحيق القاسية لفترة طويلة.
وعلى الرغم من أن فوهة نايتإينجال كانت أفضل الخيارات، لكنها محاطة أيضًا ببعض المخاطر مثل النتوء الضخم الذي سماه الفريق جبل دووم بالإضافة إلى عوائق أخرى داخل الفوهة. ولذا حددت المركبة منطقة مسطحة يبلغ قطرها 8 أمتار داخل الفوهة. وكان ذلك تحديًا صعبًا لأن المركبة حجمها يساوي حجم حافلة تسع 15 شخصًا وكانت الخطة الأصلية تتضمن الهبوط في مساحة تبلغ نحو 50 مترًا.
تحتاج الإشارات نحو 18 دقيقة كي تصل إلى المركبة من الأرض، ما يعني أن الفريق لا يتحكم في المركبة بصورةٍ لحظية، ولذا نفذت المركبة المناورة بصورةٍ مؤتمتة.
وبدأت المناورة في الساعة 2 بعد ظهر أمس 20 أكتوبر/تشرين الأول 2020 بتوقيت المنطقة الزمنية الشرقية في الولايات المتحدة الأمريكية، عندما شغّلت المركبة محركاتها كي تخرج من مدارها حول بينو وتتجه نحو سطحه، ونجحت في ملامسته باستخدام ذراعها الروبوتية التي يبلغ طولها 3.4 أمتار لمدة 10 ثوانٍ في الساعة 6:12 مساءً بتوقيت المنطقة الزمنية الشرقية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وعندما لامست الذراع الروبوتية سطح الكويكب نفثت كمية من غاز النيتروجين نحو السطح لتحريك الأتربة والصخور كي تلتقطها. وسيقيّم الفريق كمية العينة التي جمعتها المركبة خلال الأسبوع المقبل، وعبّر في الوقت ذاته عن ثقته من نجاح المحاولة. وستغادر المركبة مدارها حول الكويكب خلال شهر مارس/آذار 2021 كي تبدأ رحلة العودة إلى الأرض، وإن سارت الأمور وفقًا للخطة ستصل المركبة الأرض بحلول شهر سبتمبر/أيلول 2023.
The post «أوسايرس-ركس» تجمع عينات من كويكب يينو لأول مرة في التاريخ appeared first on مرصد المستقبل.