بالقرن الماضي، دخلت الأميركية ذات الأصول الإفريقية شيرلي تشيشولم (Shirley Chisholm) التاريخ من أوسع أبوابه.
فما بين عامي 1969 و1983، أصبحت هذه السياسية المنتمية للحزب الديمقراطي أول امرأة من السود تنتخب لعضوية الكونغرس الأميركي وسنة 1972 تحولت شيرلي تشيشولم لأول أميركية إفريقية تخوض انتخابات الحزب الديمقراطي لمنصب مرشح رئاسة الولايات المتحدة الأميركية إلا أنها خسرت لصالح جورج ماكغفرن (George McGovern) الذي خسر بدوره السباق الرئاسي بفارق شاسع لصالح المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون (Richard Nixon).
البداية السياسية
إضافة لكل تلك الإنجازات، حظيت تشيشولم بحياة حافلة بالنجاحات. فبعد تخرجها من كلية بروكلين (Brooklyn) سنة 1946، حصلت هذه المرأة الأميركية الأفريقية على درجة الماجيستير بمجال التعليم الابتدائي بكلية المعلمين التابعة لجامعة كولومبيا فأصبحت بحلول العام 1954 مديرة مركز هاميلتون ماديسون لرعاية الأطفال وعملت كمستشارة تربوية لصالح مكتب رعاية الأطفال بمدينة نيويورك.
وقد بدأت شيرلي حياتها السياسية سنة 1953 بمساندة لويس فلاغ جونيور (Lewis Flagg Jr) ليصبح أول قاض من السود ببروكلين. كما التحقت بالعديد من جمعيات الحقوق المدنية وساندت جمعيات أخرى كرابطة الناخبات ونادي بروكلين الديمقراطي ونادي الوحدة الديمقراطي.
وبفضل خبرتها بالمجال السياسي، فازت هذه المرأة ذات الأصول الأفريقية بمقعد بمجلس نيويورك عام 1964 وحافظت على هذا المنصب لحدود سنة 1968. وطيلة فترة تواجدها بالمجلس، ساهمت شيرلي تشيشولم في اتخاذ العديد من القرارات الهامة التي ضمنت حقوق المعينات المنزلية والتلاميذ المحرومين والفقراء.
التحاقها بالكونغرس
سنة 1968، ترشحت عن ولاية نيويورك لمجلس النواب الأميركي لتفوز على إثر ذلك بمقعد حافظت عليه لعام 1983 ولتصبح بذلك أول أميركية أفريقية تلتحق بالكونجرس. بفضل هذا المنصب الذي فازت به، شاركت شيرلي بالعديد من اللجان التابعة لكونجرس كلجنة الزراعة ولجنة شؤون قدماء الجيش الأميركي ولجنة التعليم والعمل.
بحلول العام 1972، حاولت الترشح عن الحزب الديمقراطي لسباق الرئاسة واضطرت بذلك لخوض غمار انتخابات الحزب الديمقراطي للفوز ببطاقة الحزب لرئاسيات 1972. وأثناء منافستها لجورج ماكغفرن، قدّمت الأخيرة برنامجا دعا أساسا للمساواة بين الأعراق والجنسين بالولايات المتحدة الأميركية.
وأثناء فترة تواجدها بالكونجرس، اختيرت تشيشولم نائبة بجمعية NARAL المعارضة لفرض قيود إضافية على حق الإجهاض كما دعت لمنح حقوق الإنجاب الأساسية للمرأة الأميركية. أيضا، دافعت الأخيرة على ضرورة توفير مزيد من الدعم الغذائي للنساء الحوامل والمواليد الجدد كما ساهمت في تمرير قانون 1974 الذي دعا للرفع في الحد الأدنى من الأجور بعدد من القطاعات.
رحيلها عن الكونغرس
مع تعرض زوجها آرثر هاردويك جونيور (Arthur Hardwick Jr) لحادث مرور سنة 1982، فضّلت شيرلي التقاعد من الكونغرس للاعتناء به. وخلال السنوات التالية، ساهمت الأخيرة في إنشاء عدد من الجمعيات الحقوقية كما حصلت على منصب فخري بكلية ماونت هوليوك بساوث هادلي بولاية ماساشوستس.
وسنة 1993، حاول الرئيس بيل كلينتون تعيينها سفيرة لبلاده بجامايكا إلا أن الأخيرة اعتذرت عن ذلك بسبب معاناتها من بعض المشاكل الصحية. وبعد نحو 12 سنة، فارقت شيرلي تشيشولم الحياة عن عمر يناهز 80 عاما وحصلت بعد وفاتها، بشكل فخري، على تكريمات عديدة كانت أهمها ميدالية الحرية سنة 2015 خلال عهد باراك أوباما.