أول حادث قطار كارثي بالتاريخ.. مئات القتلى والجرحى

اهتزت فرنسا خلال العام 1842، على وقع حادث قطار صنف من قبل كثيرين كأول كارثة سكك حديدية في التاريخ، بسبب عدد القتلى المرتفع.

فقد شهد خط السكك الواصل بين باريس وفرساي، أثناء فترة حكم الملك لويس فيليب الأول، انحراف القطار ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى وأثار الشكوك حول سلامة التنقل بالقطارات.

خروج عن السكة

وتهافت عدد كبير من الباريسيين نحو فرساي يوم 8 مايو 1842، لحضور احتفال دعا إليه الملك لويس. وبالتزامن مع ذلك، تحدثت مؤسسات السكك الحديدية الفرنسية، عبر الصحف، عن تنظيم رحلات لتسهيل تنقل سكان باريس الراغبين في حضور الحفل.

إلى ذلك، ومع حلول المساء، تزاحم الباريسيون بمحطة فرساي ريف غوش (Versailles-Rive-Gauche) استعداداً للعودة نحو العاصمة.

وأمام هذا الوضع، فضّل المسؤولون بالمحطة زيادة عدد عربات قطار الساعة الخامسة والنصف مساء فعمدوا لإضافة شحنة إضافية للعربة القاطرة التي لم تكن مؤهلة لذلك.

وفي حدود الساعة الخامسة والنصف مساء، غادرت العربة القاطرة المحطة ناقلة خلفها حوالي 160 طناً ضمت عربتين مكشوفتين بحمولة 59 شخصاً و9 عربات مغطاة نقلت الواحدة منها 49 راكباً إضافة لست عربات أخرى حملت كل منها 46 مسافراً.

لكن في حدود الساعة 5:45 مساء، خرجت عربات القطار المصنوعة من الخشب، عن مسارها وانقلبت قرب مدينة مودون (Meudon) بالشمال الفرنسي لتندلع بها ألسنة اللهب وتلتهم أجزاء هامة منها.

وفاة 55 وإصابة 200

ومن ضمن حوالي 770 راكباً استقلوا هذا القطار للعودة لباريس، فارق 55 شخصاً الحياة وأصيب نحو 200 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة ضمن ما صنف كأول كارثة سكك حديدية من حيث عدد الإصابات.

عقب الحادث، وجد المسافرون أنفسهم عالقين داخل العربات التي أغلقت من الخارج حسب الأساليب التقنية لتلك الفترة.

وبينما تمكن البعض من الخروج عن طريق الأبواب المحطمة جراء الحادث، انتظرت الأغلبية قدوم مسؤول المحطة ومرافقيه لفتح العربات من الخارج.

من ناحية أخرى، انتشرت أخبار هذا الحادث بشكل سريع بباريس وأثارت حالة من الهلع بين الأهالي. فعقب مغادرته للمحطة، اضطر أحد القطارات للعودة أدراجه نحو العاصمة بسبب غلق خط السكك الحديدية. وتزامنا مع نزولهم من هذا القطار، نقل المسافرون أخبارا مهولة حول حجم الحادث قرب مودون وانتشار الجثث المتفحمة.

ظهور السكك الحديدية بفرنسا

وسجلت خطوط السكك الحديدية ظهورها رسمياً في فرنسا عام 1827 بتدشين الخط الرابط بين كل من سانت إتيان (Saint-Etienne) وأندريزيو (Andrézieux)..

واستخدم هذا الخط في البداية، لنقل بعض السلع كالفحم والقمح. وبحلول العام 1832، ظهر أول خط مخصص لنقل الركاب ربط بين مدينتي سانت إتيان وليون (Lyon).

إلى ذلك، شهدت العاصمة باريس عام 1837، أول خط مخصص لنقل الركاب ربط بين محطتي باريس سانت لازار (Paris-Saint-Lazare) وسان جرمان أون لاي (Saint-Germain-en-Laye).

وخلال السنوات التالية، ظهرت مزيد من خطوط السكك الحديدية التي ربطت بين كل من باريس وفرساي.

بالتزامن مع ذلك، اتجه عدد كبير من الفرنسيين لاستقلال القطار بسبب سرعته مقارنة بوسائل النقل التقليدية كالعربات التي تجرها الأحصنة.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: