خلال شهر آب/أغسطس 1920، حصلت المرأة بالولايات المتحدة الأميركية على حق الانتخاب عقب كفاح مرير استمر لنحو قرن من الزمن.
وقبل إقرار هذا الحق للمرأة، حصل العديد من الأميركيات على مناصب مرموقة بالبلاد، فقبل جانيت رانكن المرشحة عن الحزب الجمهوري التي التحقت بالكونغرس كنائبة عن ولاية مونتانا حظيت كارولين شيلتون (Carolyn B. Shelton ) بمحض الصدفة عام 1909 على منصب حاكمة ولاية أوريغون (Oregon) في سابقة فريدة من نوعها، لتكون بذلك أول امرأة تتقلد هذا المنصب بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
طفولة صعبة
عند ولادتها بمقاطعة يونيون عام 1876، حملت كارولين شيلتون اسم كاري بيرتا سكيف (Carrie Bertha Skiff). وأثناء طفولتها، اضطرت الأخيرة لتحمل ويلات فقدان والديها. فعام 1886، اختفى والدها ويلز سكيف بشكل غريب بإحدى محطات القطار وبعدها بعامين فقط توفيت والدتها فأجبرها ذلك على البقاء رفقة شقيقاتها بكفالة عائلة أخيها قبل أن تنتقل لاحقاً لتظل في كفالة محام محلي عرف بجون شيلتون (John W. Shelton).
إلى ذلك، حام العديد من الشكوك حول علاقة كارولين شيلتون وجون شيلتون. فخلال السنوات التالية، حصل جون على الطلاق من زوجته وتزوّج من كارولين التي كانت حينها في السادسة عشرة من عمرها واضطرا للعيش بولاية إيداهو المجاورة. في المقابل لم يستمر هذا الزواج طويلا، ففي الثامنة عشرة من عمرها وجدت كارولين شيلتون نفسها أرملة عقب وفاة زوجها جون.
جورج تشامبرلين
سنة 1895، حصلت كارولين شيلتون على وظيفة كاتبة ستينوغرافية بأحد مكاتب المحاماة ببورتلاند وبفضل مهاراتها وقدرتها السريعة على التعلم جذبت الأخيرة انتباه المحامي جورج تشامبرلين (George Chamberlain) الذي أوكل إليها مهام إضافية خصصت في العادة للمحامين المبتدئين كما جعل منها سكرتيرته الخاصة عقب حصوله على منصب حاكم ولاية أوريغون عام 1902.
حاكمة لـ48 ساعة فقط
عام 1909، شاءت الأقدار أن تحصل كارولين شيلتون بمحض الصدفة على منصب حاكمة ولاية أوريغون خلفا لتشامبرلين. فيوم السبت 27 شباط/فبراير 1909، استقال الأخير من منصبه واتجه على متن القطار نحو العاصمة واشنطن عقب انتخابه عضوا بمجلس الشيوخ الأميركي.
إلى ذلك، استقال تشامبرلين من منصبه أثناء فترته الثانية وقد أدى ذلك لشغور بمنصب حاكم ولاية أوريغون. وعلى حسب القوانين الموضوعة حينها، كان من المقرر أن يستلم نائبه فرانك بينسون (Frank W. Benson) المنصب إلا أنه اعتذر عن ذلك بادئ الأمر بسبب وعكة صحية تعرض إليها وطالب بمنحه بضعة أيام للراحة ليظل بذلك منصب حاكم ولاية أوريغون شاغرا.
وبناء على القانون المعمول به حينها، آل منصب حاكم ولاية أوريغون بصفة وقتية لكارولين شيلتون لتحصل بذلك الأخيرة على هذا المنصب وتصبح أول امرأة تنال رتبة حاكمة ولاية بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية خلال فترة سبقت بـ 11 عاما حصول الأميركيات على حق الانتخاب.
من جهة ثانية، لم تتميز فترة كارولين شيلتون بأي إنجاز يذكر حيث تستمر عهدتها سوى 48 ساعة فقط اضطرت من بعدها للتخلي عن المنصب لصالح فرانك بينسون، الذي تعافى من المرض وعاد لاستلامه.
لاحقا، انتقلت شيلتون لواشنطن حيث واصلت عملها لصالح تشامبرلين فشاركت بالعديد من التظاهرات المطالبة بمنح الأميركيات حق الانتخاب، كما تزوجت عام 1926 من تشامبرلين قبل أن تجد نفسها أرملة مرة أخرى بعد عامين فقط.