توقع اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)، أن يعود قطاع الطيران إلى الربحية العام المقبل، وسط الطلب المكبوت على السفر رغم ظروف الاقتصاد العالمي.
قال اتحاد النقل الجوي الدولي اليوم الاثنين، في اجتماعه السنوي بالدوحة، إن من المرجح أن يصل إجمالي خسائر القطاع هذا العام إلى 9.7 مليار دولار مع بدء السفر الجوي في التعافي من أزمة فيروس كورونا، وهو تحسن عن العجز البالغ 11.6 مليار دولار المتوقع في اجتماع أكتوبر الماضي.
قال ويلي والش، المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)، أمام اجتماع لرؤساء شركات الطيران: "يجب أن تكون الأرباح على مستوى القطاع في الأفق عام 2023.. نحن نرتد. وبحلول العام المقبل، يجب أن ترى معظم الأسواق أن حركة السفر تصل أو تتجاوز مستويات ما قبل الجائحة"، وفق ما نقلته "بلومبرغ".
لكن، في حين أن معظم شركات الطيران في جميع أنحاء العالم تتمتع بمبيعات وفيرة، حيث يتدفق العملاء مرة أخرى بعد رفع قيود كوفيد-19، تبقى هناك شكوك حول المدة التي ستستمر فيها الزيادة، حيث تدفع أسعار الوقود المرتفعة شركات الطيران إلى رفع الأسعار والضغوط التضخمية تثقل كاهل إنفاق الأسر.
قال والش إنه بينما "لا توجد طريقة لتغطية الحقائق الاقتصادية والسياسية المريرة، في نفس الوقت الرغبة في السفر وضرورة نقل البضائع أمران راسخان".
وذكر اتحاد النقل الجوي الدولي أيضًا، أن خسائر العام 2021 بلغت 42 مليار دولار، أي أفضل من العجز البالغ 52 مليار دولار الذي كان متصورًا سابقًا.
"تحدى التوقعات"
وقال المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)، إن القطاع ظهر "أكثر رشاقة، وأكثر صرامة، وذكاء، بعد أن تحدى التوقعات بحالات إفلاس وفشل على نطاق واسع. وقد ساعد هذا الوضع القطاع بعد أن تمتع بأرباحه الأفضل على الإطلاق قبل الوباء، على الرغم من أن إصلاح الميزانيات العمومية التي تحمل ديونًا بقيمة 650 مليار دولار لا يزال يمثل تحديًا هائلاً".
صرح والش، الذي شغل في السابق منصب الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية البريطانية IAG، لتلفزيون بلومبرغ أمس الأحد، بأن التجربة السابقة تشير إلى أن تأثير التباطؤ الاقتصادي لن يكون كبيرًا، مشيرًا إلى الانهيار المالي العالمي للعام 2008، إذ بعد ذلك ظلت أعداد الركاب ثابتة في العام 2009 وأظهرت نموًا قويًا في 2010.
أزمة نقص الموظفين
قال المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) أيضًا، إنه لا يتوقع أن يشكل نقص الموظفين الذي أدى إلى تعطيل الرحلات الجوية مشكلة كبيرة، مع بلوغ السفر ذروته في الأشهر المقبلة، حيث تتخذ شركات النقل خطوات لكبح السعة عند الضرورة، مؤكداً أن الركاب "يمكنهم الحجز بثقة، مع العلم أن المشاكل معزولة وستتم معالجتها".
تأثير الأسعار والحرب
يمكن للعملاء توقع رؤية أسعار أعلى نتيجة لارتفاع أسعار الوقود، خاصة خارج الولايات المتحدة، حيث أدى الافتقار إلى التحوط لارتفاع فوري، كما حذر والش. في حين أشار إلى أن التأثير قد يكون "هامشيًا دون أي ضرر كبير على الطلب". على الجانب الإيجابي، يمكن أن تشجع أسعار وقود الطائرات المرتفعة على التحول إلى وقود الطيران المستدام، حيث أصبح فرق السعر بين الاثنين أضيق بكثير الآن، على حد قوله.
وذكر والش في المقابلة أنه يرى أن الحرب في أوكرانيا لا تزال تمثل تحديًا طويل الأمد لشركات الطيران، على الرغم من أن التأثير على معظم شركات الطيران كان "محدودًا للغاية".