تميز كبير تحققه الفنانة أنجي المقدم مع كل دور تقدمه حتى إنها أصبحت علامة مسجلة للأدوار الصعبة ونجمة للمهام الثقيلة كما يطلق عليها حاليا، حيث تسند لها الأدوار المركبة التي لها أكثر من وجه.
ومؤخرا نجحت أنجي في تقديم دور الطبيبة النفسية بمهارة في مسلسل لعبة النسيان. وحول تجسيد دور معقد مثل الطبيبة النفسية وكيف استعدت له ولماذا تهوى الأدوار ذات الطابع التشويقي تحدثت انجي المقدم في حوارها مع "العربية.نت". كما كشفت عن علاقتها بدينا الشربيني ورأيها في النقد الفني الذي يوجه لها وموقفها من البطولة المطلقة.
بداية لماذا تشجعت على قبول دور بصعوبة بهيرة الطبيبة النفسية بآخر أعمالك التلفزيونية "لعبة النسيان" وما أسباب حماسك؟
– جسدت أدوارا عديدة في الفترة الماضية ما بين الصعيدي في "ولد الغلابة" و"فتاة الليل" في حواديت الشانوليزية والإعلامية المتمردة في "حكايات بنات"، لكن دور بهيرة في لعبة النسيان شعرت أنه مختلف تماما، ومركب وصعب ومميز رغم أن الشخصية هادئة ولكنها مؤثرة ومحيرة وغامضة ومحركة لأحداث كثيرة. كما تحمست للعمل لأنه فكرة جيدة يضم فريقا ضخما وموهوبا على كل المستويات.
ما النقاط النفسية التي شكلت عليها مفهوم شخصية بهيرة الطبيبة الغامضة؟
كان لابد في البداية أن أجد لبهيرة نقاط ضعف حتى أتعاطف معها، وبالفعل وجدت نقطة أنها شخصية طيبة لكنها أحيانا بدافع الظروف تتجه للون الرمادي من المراوغة والتصرفات لكنها تشعر دائما بتأنيب الضمير ويزعجها محاسبة النفس، و"بهيرة" شخصية حقيقية توجد في واقعنا بكثرة وربما هي نموذج مكرر بين الناس.
هل صحيح أنك ذهبت لأطباء نفسيين حتى تخرجي بملامح علمية للشخصية؟
نعم هذا حقيقي بالإضافة إلى أني درست علم النفس، فهو دراستي الأساسية ولذلك لدي خلفية. ولكن ذهبت لأطباء نفسيين وأخصائيين حتى أحصل على كل التطورات في هذا العلم، وهذا جزء فقط من شخصية بهيرة لكنها في النهاية طبيبة وزوجة وأم، وهذه أبعاد أخرى في الشخصية. اهتممت بها فهي لديها حياة أخرى تظهر على الشاشة من خلال زوجها وابنها. ولم أركز بشكل كبير في رسم ملامح الطبيبة العملية فقط بل شمل الاهتمام الناحية الإنسانية والمهنية.
هذه ليست المرة الأولى التي تقدمين أعمالا تشويقية فهل تميلين إلى هذه النوعية؟
طبعا أنا أحب هذا النوع جدا كمشاهدة قبل أن أكون ممثلة لأنه يجذب المشاهدين للمتابعة دقيقة بدقيقة ولا مجال للإطالة والملل، ورغم أني لم أقدم هذه النوعية كثيرا لكني أحبها بالإضافة للنوعيات الأخرى بكل أشكالها وكل الأدوار التي لم أقدمها أتمنى تقديمها.
تعاونت مع دينا الشربيني بطلة لعبة النسيان أكثر من مرة فما طبيعة علاقتكما؟
تربطني علاقة صداقة جميلة بدينا الشربيني على المستوى الشخصي والإنساني، وبيننا مواقف إنسانية كثيرة داخل العمل وخارجه، وطبعا كل هذه التفاصيل تضفي صدقا مما يسهل الأداء ووقوفنا أمام بعضنا، وطبعا دينا لديها موهبة فطرية قوية ومشاعرها فياضة جدا وتظهر بسهولة في الأداء، وربما هناك تفاهم كبير بيننا جعل هناك دويتو فنيا يحبه الناس.
تتعرضين أحيانا للنقد من الجمهور والنقاد عبر الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي، فماذا يعني لك ذلك؟
أكيد أنا أهتم جدا بالنقد بكل وسائله المختلفة سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو الصحافة ومن الجمهور والنقاد، لأن النقد هو رأي الناس وطبعا يهمني معرفة رأي الناس في العمل الذي أقدمه، وفي الدور لأن ذلك بالنسبة لي هو المقياس الحقيقي، وأحترم ذلك جدا مهما كان مخالفا لي لأني أستفيد منه.
الدراما المصرية تشهد تقدما كبيرا خاصة في الآونة الأخيرة حيث تم تقديم أعمال ضخمة جدا فكيف رأيتِ المنافسة وتلك الطفرة؟
أنا سعيدة جدا بالتقدم الدرامي في الفن وأعجبني التنوع خاصة هذا العام، فالأعمال التي تم تقديمها مؤخرا خاصة في رمضان مثل مسلسل "النهاية" وهو أول مسلسل مصري خيال علمي مرورا بالأعمال الاجتماعية القوية مثل "ليالينا 80"، كما أعجبتني النقلة في بعض الأعمال وفي مواهب الممثلين مثلما شاهدنا في الكوميديا الجديدة التي قدمها آسر ياسين ونيللي كريم في مسلسل "بـ100 وش"، ولا يمكن أن نغفل الطفرة العظيمة التي حققها مسلسل "الاختيار" فهو عمل وطني كبير، وأتمنى أن تستمر الدراما المصرية في تقدم وتنوع واختلاف وتقدم كل النوعيات وترضي كل الأذواق.
يقال إنك تمرين بحالة من النضج الفني الكبير وتنوع الأدوار والاحتراف في الفترة الأخيرة، فكيف تفسرين تلك النقلة؟
أولا أنا سعيدة جدا بأن يقال عني ذلك، وهذا يعني أن الناس تشعر بالمجهود الذي أبذله وأني أعاني وأركز في الاختيار، ولا أنكر أني قد أكون محظوظة في الفترة الأخيرة لأن الأدوار التي عرضت علي كانت مؤثرة ومميزة بشكل كبير، وهذا نصيب، وبمعنى أدق توفيق من عند الله وفرص يمنحها لي، وأنا أجتهد في تقديمها، كما تعاملت مع مدارس فنية مميزة جدا في الإخراج، وكان لهم الفضل في إخراج طاقاتي الفنية وتوظيفها بالشكل الصحيح مما أحدث عندي خبرة.
ما موقفك من البطولة المطلقة في الدراما التلفزيونية ولماذا لم نرك في عمل كبطلة؟
حقيقي فكرة تقديم بطولة مطلقة أو عمل بمفردي لا تستهويني حاليا ولا أفكر فيها أو أسعى إليها، ولكن يهمني الدور الجميل الثري المختلف والمهم الحلو والذى يضيف لي والمؤثر والمستفز الذي يخرج مني الاختلاف والجديد.