أدت الإضرابات ونقص الموظفين إلى إجبار شركات الطيران الأوروبية على إلغاء آلاف الرحلات الجوية، وتسبب ذلك في تشكيل طوابير طويلة لساعات في المطارات الرئيسية، مما يبدد الآمال في أول موسم صيف بعد إغلاقات كوفيد_19.
بعد تخفيضات هائلة في الوظائف وفي الأجور عندما تسبب فيروس كورونا في توقف شبه تام للسفر، بدأ الموظفون في القطاع من الطيارين إلى مناولي الأمتعة يطالبون بزيادات كبيرة في الأجور وبظروف عمل أفضل، بحسب "رويترز".
وقد وافقت الخطوط الجوية النرويجية الأسبوع الماضي، على زيادة رواتب الطيارين بنسبة 3.7٪، من بين مزايا أخرى، في إشارة إلى ما قد تقدمه شركات الطيران الأخرى لتجنب الصراع العمالي.
فوضى المطارات
قد يضرب موظفو إجراءات السفر لدى شركة الخطوط الجوية البريطانية IAG في أكثر المطارات البريطانية ازدحامًا الشهر المقبل، بسبب خفض الأجور في فترة الوباء، وقد شهد مطار "هيثرو" فوضى بالفعل في الأيام الماضية.
كما يخطط عمال الأمن في مطار بروكسل لإضراب في 20 يونيو، وطيارو خطوط بروكسل الجوية يومي 23 و 25 يونيو.
أما في مطار فرنسا الرئيسي، شارل ديغول، فقد بدأ العمال إضراباً في 9 يونيو للمطالبة بزيادة قدرها 300 يورو (313 دولارًا) شهريًا في الأجور وتحسين ظروف العمل، مما أدى إلى إلغاء 25٪ من الرحلات الجوية. ومن المقرر تكرار الوضع في 2 يوليو.
وحذرت سبع نقابات من إيطاليا وفرنسا والبرتغال وبلجيكا وإسبانيا في مايو، من أن أطقم Ryanair قد يشنون إضرابًا هذا الصيف إذا لم تقدم شركة الطيران "استجابة ذات مغزى" لمطالبهم بظروف عمل أفضل. ومنذ ذلك الحين، أعلن الموظفون في البرتغال وإسبانيا عن خطط للإضراب في أواخر يونيو وأوائل يوليو.
وقد ينسحب حوالي 1000 طيار من شركة SAS في الدنمارك والنرويج والسويد بدءاً من أواخر يونيو، بسبب الخلافات حول الأجور وطرق خفض التكاليف في شركة طيران الشمال المتعثرة.
آلاف الوظائف الشاغرة
قامت شركات الطيران، بما في ذلك دويتشه لوفتهانزا وإيزي جيت، بخفض عدد الرحلات بينما تحد المطارات، بما في ذلك جاتويك وشيبول، من حجم الركاب الذين ستتعامل معهم خلال فصل الصيف.
وتسعى المطارات وشركات الطيران جاهدة لتوظيف المزيد من الطيارين إلى موظفي الأمن ومراقبة الحدود والمتعاملين مع الحقائب، بعد أن غادر الكثيرون القطاع خلال أزمة كوفيد-19.
يقول المسؤولون التنفيذيون في قطاع الطيران، إنه من الصعب جذب الناس إلى عمل يتطلب الكثير من الجهد البدني ويوفر أجراً منخفضاً نسبيًا في المطارات التي غالبًا ما تكون خارج المدينة. ويستغرق تدريب الموظفين والحصول على تصريح أمني للعمل في المطارات شهورًا أيضًا.
وتخطط الحكومة البرتغالية لمضاعفة عدد موظفي مراقبة الحدود في المطارات الستة بالبلاد بحلول 4 يوليو. فيما ستوظف إسبانيا، 500 من رجال الأمن الإضافيين، وبذلك يصل العدد الإجمالي إلى 1700 في أكثر مطارات البلاد ازدحامًا، بما في ذلك مدريد وبرشلونة.
وفي المطارات الألمانية، ما يقرب من 20٪ من الوظائف في الأمن وتسجيل الوصول ومناولة الطائرات، شاغرة، وفقًا لما نقلته "رويترز" عن رالف بيسيل، المدير العام لاتحاد المطارات ADV. وهناك نقص بواقع 2000 عامل في المناولة الأرضية.
وقد طلب لوبي الطيران في البلاد – شركات الطيران والمطارات ومقدمو الخدمات الأرضية – من الحكومة الفيدرالية السماح لهم بتوظيف 2000 عامل مؤقت من تركيا.
كما يحتاج مطارا شارل ديغول وأورلي في باريس إلى شغل 4000 وظيفة بشكل رئيسي في مجالات الأمن والصيانة والمبيعات، وفقًا لمشغل المطارات Groupe ADP واتحاد CDG. وقد تم تسريح أكثر من 20000 موظف في شارل ديغول أثناء الوباء، وفقًا لاتحاد CGT.