تتفاعل أجسام المتهكمين أو الساخرين بنفس الطريقة مرارا وتكرارا، مما يشكل حالة غير صحية لأنها تشكل ضغطاً متزايداً على نظام القلب والأوعية الدموية مع مرور الوقت.
فقد توصلت دراسة أميركية جديدة إلى أن الأشخاص الساخرين أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بسبب استجاباتهم السلبية المستمرة للمواقف العصيبة.
ووفقا لما نشرته "ديلي ميل" البريطانية نقلاً عن دورية Psychophysiology العلمية، فإن أي موقف عصيب ربما يتسبب في رد فعل إيجابي أو سلبي، أي أنه ربما يتخذ البعض موقفاً انفعالياً، ويثور البعض الأخر أو يتصرف بعدائية.
كما أن هناك من يلجأ إلى أسلوب اللامبالاة والهرب من المواجهة، ولكن لوحظ أيضاً أن أولئك الذين لا يبدون انفعالات قوية لا تستفزهم المواقف على الإطلاق وتستمر معاناتهم من مستوى عالٍ من التوتر المكبوت مرة أخرى.
تأثيرات فسيولوجية للتوتر
وأثبتت الدراسات البحثية السابقة أن التوتر النفسي يؤدي إلى اضطراب فسيولوجي يصيب بأمراض منها تطال القلب.
وكشفت الدراسة، التي أجراها فريق باحثين من جامعة في جامعة بايلور في تكساس، أن الأشخاص الساخرين يتأثرون بشكل سلبي أكثر خلال المواقف العصيبة بالمقارنة مع الأشخاص الذين يستجيبون للأحداث المؤسفة بالتعبير بالغضب أو العدوانية.
كما قام فريق الباحثين بمقارنة بين ثلاثة أشكال مختلفة من ردود الفعل العدائي عاطفيا وسلوكيا ومعرفيا لإثبات فرضية وجود صلة بين تلك الانفعالات وبين زيادة خطر الإصابة بالأمراض.
خطر على الإنسان
في السياق أيضاً، أكدت الباحثة الرئيسية ألكسندرا تايرا، وهي طالبة دكتوراه في علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة بايلور، أن رد الفعل الساخر يتكون من معتقدات وأفكار ومواقف سلبية حول دوافع الآخرين ونواياهم ومصداقيتهم. ويمكن اعتبار ذلك نوع من أنواع التشكك أو قلة ثقة أو معتقدات ساخرة عن الآخرين، بحسب تعبيرها.
وأضافت تايرا: أنه عندما يتعرض الشخص لنفس الموقف عدة مرات، فإن حداثته تتلاشى، ولا يتعرض لحالة انفعال شديد مثلما كان رد الفعل في المرة الأولى وهي استجابة صحية.
إلى ذلك، ختمت أن المشكلة تكمن وفقاً للدراسة أنه وفي حالة الأشخاص المتهكمين أو الساخرين، يتفاعل الجسم جسدياً بنفس الطريقة، مؤكدة أن هذا وضع غير صحي لأنه يشكل ضغطاً متزايداً على نظام القلب والأوعية الدموية في جسم الإنسان بمرور الوقت.