يبدي السواد الأعظم اهتماما خاصا لأعراض وباء كورونا بطبيعة الحال، ولكن يقع البعض في خطأ يرى الخبراء أنه بالغ التعقيد في تبعاته، حيث أنه بمجرد أن يشعر أي شخص بضيق في التنفس أو أي اضطراب خفيف في الرئتين يعتقد أنه ربما أصيب بعدوى كورونا ويبدأ في ترقب ظهور باقي الأعراض سواء فقدان حاسة الشم أو ارتفاع درجات الحرارة وما إلى ذلك.
يحذر الخبراء من أنه من الضروري استشارة الطبيب وعدم تجاهل أعراض ضيق التنفس الخفيفة واعتبارها نزلة برد طالما أنها ليست أحد أعراض مرض كوفيد-19، إذ يمكن أن تكون الحالة مقدمة لمرض الانسداد الرئوي المزمن.
خطأ شائع
بحسب موقع "ويب ميد"، فإن مرض الانسداد الرئوي المزمن هو اضطراب في الرئة يجعل التنفس صعبًا. ويمكن أن تكون الأعراض الأولى خفيفة للغاية لدرجة أن الناس ربما يرجعونها بالخطأ إلى "التقدم في السن"، كما يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بمرض الانسداد الرئوي المزمن بالتهاب الشعب الهوائية المزمن أو انتفاخ الرئة أو كليهما. يتفاقم مرض الانسداد الرئوي المزمن بمرور الوقت، لكن يساعد التشخيص المبكر جنبًا إلى جنب والرعاية الجيدة العديد من المرضى على البقاء بحال أفضل وربما يبطئ المرض.
أعراض أولية للمرض
يؤثر مرض الانسداد الرئوي المزمن على المسالك الهوائية في الرئتين ويتلف الحويصلات الهوائية التي تمتص الأكسجين، مما يمكن أن يتسبب في الأعراض التالية:
• ضيق التنفس أثناء ممارسة الأنشطة اليومية
• الصفير
• ضيق الصدر
• السعال المستمر
• إفراز الكثير من البلغم
• الشعور بالتعب
• كثرة الإصابة بالزكام أو الانفلونزا
الأعراض المتقدمة
يمكن أن يؤدي مرض الانسداد الرئوي المزمن الشديد إلى صعوبة في القيام بأنشطة بسيطة مثل المشي أو الطهي أو تنظيف المنزل أو حتى الاستحمام. قد يتفاقم السعال مع المخاط الزائد والشعور بضيق في التنفس. ويمكن أن تشتمل الأعراض المتقدمة على ما يلي:
• تورم الساقين أو القدمين نتيجة تراكم السوائل
• فقدان الوزن
• قوة عضلية أقل وانخفاض القدرة على التحمل
• صداع في الصباح
• شفاه أو أظافر زرقاء أو رمادية اللون (بسبب انخفاض مستويات الأكسجين)
الفحص الجسدي
عند التشخيص بالفحص الجسدي، يستمع الطبيب إلى صوت الصدر أثناء التنفس ثم يسأل المريض عما إذا كان مدخنًا وتاريخ التدخين وما إذا كان لديه تاريخ عائلي مع مرض الانسداد الرئوي المزمن. ويمكن قياس كمية الأكسجين في الدم عن طريق فحص الدم أو مقياس التأكسج النبضي، وهو جهاز غير مؤلم يتم تثبيته بإصبع.
اختبار قياس التنفس
يعد قياس التنفس هو الاختبار الرئيسي لمرض الانسداد الرئوي المزمن، والذي يتم بموجبه قياس مقدار الهواء أثناء الشهيق والزفير ومدى سرعة القيام بذلك. يأخذ المريض نفسًا عميقًا ثم ينفخ بأقصى ما يستطيع في أنبوب. يمكن تكرار الاختبار بعد استنشاق نفخة من دواء موسع للشعب الهوائية، مما يفتح مجرى الهواء. يمكن أن يكتشف قياس التنفس المشاكل حتى قبل ظهور أعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن. كما أنه يساعد في تحديد مرحلة مرض الانسداد الرئوي المزمن.
الأشعة السينية
لا تُستخدم الأشعة السينية على الصدر لتشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن، ولكنها ربما تساعد في استبعاد الحالات التي تسبب أعراضًا مشابهة، مثل الالتهاب الرئوي. في حالة الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن المتقدم، قد يُظهر تصوير الصدر بالأشعة السينية أن الرئتين تبدو أكبر بكثير من المعتاد.
أسباب مرض الانسداد الرئوي المزمن
– يأتي التدخين على رأس الأسباب حيث أن حوالي 90٪ من المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن هم مدخنون حاليون أو سابقون، ويظهر مرضهم عادةً بعد سن الأربعين.
– يمكن أن يؤدي التدخين السلبي والتعرض للمهيجات والتلوث البيئي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.
– في حالات نادرة، يمكن أن يؤدي الحمض النووي الذي ينتقل عبر العائلة إلى الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، حتى في حالة "عدم التدخين مطلقًا".
ممارسة الرياضة
تعد رياضة المشي أحد أفضل الأنشطة التي يمكن أن يقوم بها المصاب بمرض الانسداد الرئوي المزمن. يمكن البدء بخمس أو 10 دقائق فقط في كل مرة، من ثلاثة إلى خمسة أيام في الأسبوع. إذا كان بإمكان الشخص المشي دون توقف للراحة، يفضل أن يقوم بإضافة دقيقة أخرى أو دقيقتين. حتى إذا كان الشخص مصابًا بمرض الانسداد الرئوي المزمن الشديد، فيمكن أن يمارس رياضة المشي لمدة 30 دقيقة في المرة الواحدة، ويستطيع استخدام الأكسجين الخاص به أثناء ممارسة الرياضة إذا كان يخضع للعلاج بالأكسجين.
النظام الغذائي
يعد النظام الغذائي الصحي مهم للجميع وبشكل خاص للمرضى. وبالنسبة لمرضى الانسداد الرئوي المزمن، يمكن أن تؤدي زيادة الوزن إلى صعوبة التنفس، كما أن نقص الوزن يمكن أن يجعل المريض ضعيفًا. يجب استشارة الطبيب بشأن أفضل خطة غذائية تناسب المريض إلى جانب بعض الإرشادات الشائعة كما يلي:
• اشرب 6-8 أكواب من الماء أو المشروبات الخالية من الكافيين يوميًا.
• تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة والنخالة والفواكه الطازجة.
• تجنب الإفراط في تناول الطعام.
• تجنب الأطعمة الغازية مثل الأطعمة المقلية أو الفاصوليا أو المشروبات الغازية.
• تناول 4-6 وجبات صغيرة كل يوم.