تتجه الأنظار، يوم الأحد، صوب الكاميرون، عندما تنطلق منافسات أمم إفريقيا في نسختها الـ 33، والتي تشهد مشاركة 24 منتخبا، ودائما ما تخطف بطولة القارة السمراء الأنظار، وذلك للأجواء الاحتفالية التي تنشرها الجماهير في المدرجات، بجانب الطرق المختلفة والمتعددة للاعبين عند احتفالهم بأهدافهم.
"يعد الرقص في إفريقيا بداية لكل شيء".. وهي مقولة شهيرة للزعيم التاريخي للسنغال، ليوبولد سنغور، وظلت حركات لاعبي المنتخب الإفريقية سمة هامة في البطولة، ولا تكون معظم احتفالات اللاعبين وليدة لحظة، بل أحيانا تعبر عن الانتماء القبلي ويكون لها مغزى آخر، خاصة أن الرقصات في إفريقيا دائما ما تعبر عن هدف محدد، مثل الخير أو الحب وكذلك الغضب والحرب.
وبالنسبة لأصحاب الأرض، منتخب الكاميرون، فلم يتمكن لاعبي "الأسود غير المروضة" من كسر شهرة احتفالية الكاميروني روجيه ميلا "رقصة الماكوسا الكاميرونية" في نهائيات كأس العالم 1990 والتي وضعته في خانة أشهر الاحتفالات العالمية، ودائما ما يستعرض لاعبو الكاميرون أهازيجهم الغنائية ورقصاتهم في التدريبات والمباريات أيضا.
وسيعمل المنتخب الغاني على تعويض احتفالية مهاجمهم السابق أسمواه جيان، الذي شارك في النسخة الماضية بمصر، وتعد رقصة "أزونتو" إحدى أشهر طرق احتفال أسمواه جيان، وهي رقصة مرتبطة بالمدن الساحلية في غانا.
وستكون الأنظار أيضا متجهة أيضا صوب معسكر منتخب السنغال، بعد الأجواء المميزة التي صنعها " أسود التيرانغا" في مونديال روسيا 2018 خلال تدريبات الفريق وأيضا في المباريات، ودائما ما يقحهم لاعبو السنغال رقصة صغيرة خاصة بهم وتكون بأداء جماعي، وتعد رقصة "بات بات" المعروفة لدى شعب "جولا" إحدى أشهر الرقصات التقليدية.
وتترقب نسور نيجيريا كأس إفريقيا بفارق الصبر، لمحاولة استعادة مجدهم، بعد تحقيقهم المركز الثالث في النسخة الماضية، وقبلها كان قد غاب المنتخب عن نسختين متتاليتين لأمم إفريقيا بعد فشله في التصفيات، على الرغم من أن نيجيريا تملك 3 ألقاب في خزينتها، آخرها 2013 في جنوب إفريقيا.
ودائما ما تذهب احتفالات جماهير ولاعبي المنتخب إلى قبيلة "اليوربا"، باعتبار أن معظم اللاعبين يكونون من تلك القبيلة، بينما ترتفع أهازيج "أوشي بامبا" في المدرجات من قبل جماهير النسور، والتي تعني "أنتم الأفضل".
ويبحث لاعبو منتخب ساحل العاج عن رقصة احتفالية جديدة، بعدما منعت السلطات العاجية رقصة "مابوكا" التي اشتهرت بفضل النجم ديديه دروغبا الذي طالما احتفل بها في أمم إفريقيا مع زملائه، وتم منع الرقصة لتعارضها مع العادات والتقاليد.
ويركز منتخب مالي على توجيه الرهبة في نفوس خصومه، عندما يحتفل برقصة "ميمس"، المستوحاة من حروب القبائل المالية.
ويطمح منتخب مالي لتذوق طعم اللقب القاري، لاسيما أنه لم يحققه طوال تاريخه، ودائما ما يعكس لاعبو المنتخب رقصات متنوعة ومنوعة مثل الموسيقى في مالي.
وبشأن الاحتفاليات الأخرى الشهيرة لمنتخبات غير مشاركة في البطولة، مثل الكونغو، دائما ما ينقل لاعبو المنتخب أغنية المطرب الكونغولي فيليكس وازيكواو "fimbu" التي حازت على أكثر من 500 مليون متابعة في "يوتيوب"، حيث يقف اللاعبون بجانب بعضهم، ويمسكون بذراعهم للأعلى ويلوحون بيمناهم وسط انسجام تام.
وشاركت الكونغو 19 مرة في البطولة وتغيب عن نسخة الكاميرون، وتمكن المنتخب من تحقيق المركز الثالث مرتين في 998 و2015 كأفضل إنجاز للمنتخب.
وتعني كلمة "fimbu" في لغة اللينغالا الإفريقية، نوعا من أنواع السوط التي كانت ذات يوم رمزا للعنف الاستعماري البلجيكي في الدولة الواقعة في وسط إفريقيا، ولا تزال تستخدم في العديد من المنازل والمدارس على الرغم من الحظر المفروض على العقوبة البدنية.
وذكر نجوم المنتخب الكونغولي في تصريحات إعلامية، أن السبب وراء أداء هذه الرقصة يعود إلى أنهم يمنحهم شيئا من المتعة، ووسيلة للتعبير عن الفرح وإسعاد الجماهير.
وطالما حمل منتخب "البافانا بافانا" رقصة مقدسة في جنوب إفريقيا وذلك من أجل تكريم الراحل مايكل جاكسون، بينما كانت رقصة "ماكارينا" أحد أشهر طرق احتفالات منتخب "الأولاد". وترك "البافانا بافانا" بصمة جيدة في تاريخ البطولة على الرغم من حداثة مشاركتهم في أمم إفريقيا، حيث تأهلوا لأول مرة في 1996، ويعود السبب إلى العزلة التي كانت مفروضة على جنوب إفريقيا نتيجة سياسة الفصل العنصري التي انتهجتها الحكومة، ولكن بعد التخلص من الحكم العنصري تمكنت من تحقيق لقب 1996 ونال فضية 1998 وبرونزية 2000، ولكن المنتخب لن يتواجد في البطولة المقبلة لأمم إفريقيا بعد فشله في التصفيات.