اعتقلت الشرطة في الإكوادور، صباح اليوم الأربعاء، الرئيس الأسبق للبلاد عبدالله بوكرم، وهو لبناني الأصل مثير للجدل والاستغراب، واعتاد إطلاق لقب El Loco على نفسه، أو المجنون، قبل وخلال توليه الرئاسة التي لم يهنأ بطعمها إلا 6 أشهر فقط، ففي فبراير 1997 عزله البرلمان لعدم أهليته وقيامه بتصرفات غير لائقة بمنصب الرئاسة، فغادر إلى بنما منفي الذات، ثم عاد منها إلى الإكوادور راغبا بالترشح ثانية للمنصب في انتخابات ستجري العام المقبل.
اعتقلوه اليوم مع اثنين من ضباط المرور، اشتباها بتورطه في جريمة منظمة، ظهر دوره فيها عبر مقطع صوتي تم تداوله بوسائل الإعلام والتواصل، وفيه يمكن الاستماع إلى حديث بينه وبين إسرائيلي اسمه Tomer Sheinman قبل مقتله في سجن كان محتجزا فيه بسبب بيعه غير القانوني لأدوية ولوازم طبية عبر الإنترنت، بحسب ما تلخص "العربية.نت" تفاصيل اعتقاله التي اطلعت عليها في مواقع إعلامية محلية عدة بالبلاد المقيم فيها أكثر من 70 ألف لبناني بين مغترب ومتحدر، منهم كان والده الذي هاجر من لبنان في منتصف القرن الماضي إلى الإكوادور. أما والدته فإكوادورية.
يشتبه القضاء الإكوادوري، بأن بوكرم المولود قبل 68 سنة في مدينة Guayaquil بالغرب الإكوادوري، قد يكون وراء مقتل الإسرائيلي في معتقله، للتغطية على تزعمه لشبكة بيع الأدوية، وكان يخشى أن يقود التحقيق مع الإسرائيلي إلى الكشف عن دوره الرئيسي في الشبكة التي اعتقلت الإكوادور بعض عناصرها، ومستمرة بمطاردة البقية. أما اعتقاله فنجد شيئا منه في الفيديو المرفق، حيث داهمت الشرطة منزله في العاصمة "كيتو" وتوجه أفرادها إلى حيث كان على السرير، فطلبوا منه ارتداء ملابسه وعدم التفوه بكلمة، ثم اقتادوه إلى مركز للاحتجاز والتحقيق.
أثناء رئاسته التي استمرت أقل من 6 أشهر، كان بوكرم العاشق للذهب، يرقص أحيانا مع الحرس على شرفة القصر الرئاسي في العاصمة، وغالبا ما رأوه يلعب كرة القدم في باحة القصر وخارجه مع أولاده وأصدقائهم. حتى إنه في إحدى المرات رقص "السالسا" مع 4 عاملات في ملهى ليلي، وراح يقبل إحداهن على مرأى من مئات الآلاف شاهدوه عبر الشاشات الصغيرة، وفوق ذلك كله استقبل بعد يومين وفدا أوروبيا من السياسيين ورجال الأعمال وهو بالقميص والشورت، ويكفي كتابة Abdalá Bucaram مضافا كلمة El Loco إليها، للعثور في "يوتيوب" على فيديوهات غريبة للرجل الذي زار لبنان مرة واحدة، وكان عمره 22 سنة.