اعتقلت الشرطة الفرنسية رجلا، لم تذكر اسمه، واحتجزته أمس الأربعاء بطلب من قاض يحقق بمقتلة جماعية هزّت بريطانيا وفرنسا والعراق قبل 9 سنوات، وخصتها "العربية.نت" بتقارير عدة ذلك الوقت، ففيها قضى 3 أفراد من عائلة عراقية برصاص مسدس أوتوماتيكي استخدمه مجهول، فر بعدها في وضح النهار، من دون أن يترك أي إشارة إلى سبب إقدامه على قتل العائلة المقيمة قرب لندن وجاءت لقضاء عطلة من 10 أيام في مخيم سياحي قريب من قرية Chevaline بالجانب الفرنسي من جبال الألب.
إلا أن قناة BFM التلفزيونية الفرنسية، ذكرت أن من اعتقلوه واحتجزوه، استجوبته الشرطة سابقا كشاهد، وأن ضباطا منها فتشوا منزله أمس، ونقلت عن مكتب مدعي عام منطقة Annecy حيث وقعت الجريمة عند مرتفع منها مطل على بحيرة، أن الشرطة تحاول التحقق منه مجددا، اشتباها بأنه قد يكون متورطا بالجريمة التي انتهت في 5 سبتمبر 2012 بمقتل معظم أفراد العائلة العراقية – البريطانية.
والقتلى هم: سعد الحلي (50 عاما) وزوجته إقبال (47) كما ووالدتها سهيلة العلاف (74) إضافة لراكب دراجة فرنسي، اسمه Sylvain Mollier وكان يمر بالمكان ورأى ما حدث، لذلك أسرع إليه القاتل وعاجله بزخة رصاص أردته قتيلا بعمر 45 سنة، فانقلب عن دراجته مرميا بجانب سيارة عثروا فيها على أفراد العائلة العراقية قتلى برصاص مسدس طراز Luger PO6 عيار 7.65 ملم، طالعت "العربية.نت" بسيرته، أنه ألماني الصنع، كان بين 1909 إلى 1947 من أسلحة الجيش السويسري، ومنه أطلق القاتل 25 رصاصة على ضحاياه.
رصاص بالصدر والجبين
والمعتقل لدى الشرطة منذ أمس، قد يكون من سبق للشرطة أن اعتقلته في مارس الماضي وحققت معه ثم أفرجت عنه، وهو الفرنسي Daniel B الذي أطلق النار على فرنسية تعمل في حقل العلاج النفساني بضاحية قرب باريس، وعثروا حين فتشوا منزله على رصاصات تطابق التي وجدوها في مسرح "جريمة الألب" الجماعية، وهي من مسدس نصف أوتوماتيكي أيضا، طرازه مطابق للذي استخدمه قاتل العائلة في منتجع الألب.
والذي حدث أن سعد الحلي، وهو مهندس طيران كان يقيم في بريطانيا منذ 11 عاماً، رغب على ما يبدو القيام بنزهة مع العائلة بسيارته، طراز BMW لوحتها بريطانية، فجلست زوجته طبيبة الأسنان وابنتهما الصغرى زينة ووالدتها في مقعدها الخلفي، وجلس هو عند مقودها، بجانبه في المقعد الأمامي ابنته زينب، البالغة 7 سنوات، وحاليا أكثر من 16 عاما.
أما السيناريو المحتمل للجريمة، فإن القاتل كان يستهدف راكب الدراجة الفرنسي مولييه، وليس العائلة العراقية، وفي اللحظة التي أرداه عن الدراجة قتيلا بالرصاص على الطريق الجبلي، مر الحلي بسيارته في المكان نفسه، وعاين هو وأفراد عائلته ما حدث، لذلك أسرع واستدار بالسيارة ليعود أدراجه إلى المخيم السياحي، إلا أن القاتل اعترضه وطلب منه التوقف، بعد أن شهر مسدسه عليه، ولما امتثل اقترب من نافذة سيارته وقتله برصاصتين في الجبين، تلاهما بثالثة أصابت كتف ابنته الكبرى زينب، ففرت من السيارة مذعورة.
بعدها أطلق رصاصتين بجبين زوجة الحلي وثالثة بصدرها، وعلى جبين والدتها أطلق رصاصتين أيضا، مع ثالثة بالصدر عند القلب، من دون أن يتنبه لاختباء الابنة الصغرى أسفل جثة والدتها، ثم لحق بزينب الهاربة وأطلق عليها الرصاص، لكنه اكتشف أن مسدسه خلا من الذخيرة، لذلك أمعن في ضربها لقتلها سريعا إلى أن رآها ارتمت غائبة عن الوعي تماما، فظنها لفظت أنفاسها، وعندها فر بسيارته من المكان.
ووجدوا جوازي سفر بحقيبة الأم
وهناك سيناريو آخر ومختلف تماماً، ملخصه أن سعد الحلي توقف عند منعطف مطل على بحيرة بالمنطقة، ربما ليخرج الجميع من السيارة لإلقاء نظرة عليها والتقاط صور، إلا أن القاتل ظهر فجأة واقترب من السيارة قبل نزول أحد منها، وقتل الحلي ثم زوجته ووالدتها في المقعد الخلفي، فاختبأت الصغرى زينة، وكان عمرها 4 أعوام، تحت جثة والدتها، وبقيت على تلك الحال 8 ساعات، من دون أن يتنبه لوجودها أيضا رجال الشرطة حين أقبلوا إلى مسرح المقتلة، لأن أمراً صدر لهم من باريس بعدم فتح أبواب السيارة "كي لا تتعرض معالم الجريمة للتغيير"، وفقا لما قال Eric Maillaud مدعي عام منطقة "أنسي" ذلك الوقت.
بعدها مرّ سائق دراجة هوائية فرنسي في المنطقة ووجد زينب ملقاة على قارعة الطريق، فاتصل بالشرطة التي أقبلت دورية منها، وعثرت في المقعد الخلفي على جثتي زوجته وبجانبها والدتها قتيلة مثلها، ووجدت بحقيبة يد الأم جوازي سفر عراقيا وسويديا، وعلموا فيما بعد أن والدتها المقيمة بالسويد جاءت إلى بريطانيا لزيارة ابنتها وقضاء عدد من الأيام معها، إلا أنها وجدت بدل النزهة المصير الذي وجده صهرها وابنتها.