أكد فريق بحثي يضم علماء من عدة دول، تحت قيادة "جامعة غوتنغن" الألمانية، أن نبرات صوت الأشخاص تعبر عن بعض جوانب شخصيتهم.
وبحسب ما نشره موقع Neuroscience News نقلًا عن دورية Journal of Research in Personality، اكتشف الباحثون أن الصوت العميق منخفض الحدة يرتبط بالأفراد الأكثر هيمنة وانفتاحًا.
2000 مشارك من 4 دول
قام الباحثون بتحليل البيانات من أكثر من 2000 مشارك وتضمين معلومات من أربعة بلدان مختلفة. قام المشاركون بملء استبيانات عن أنفسهم لقياس الشخصية وقدموا تسجيلات لأصواتهم بحيث يمكن قياس درجة الصوت باستخدام برنامج كمبيوتر.
وفيما يعد المرة الأولى، تم استخدام مقياس رقمي موضوعي لنبرة الصوت في دراسة من هذا النوع بدلاً من التقييمات الذاتية لمدى "ارتفاع" أو "عمق" الصوت.
قياس نبرة الصوت.. والمعايير الخمسة الكبار
قام الباحثون بجمع البيانات لتوفير تصنيفات للسيطرة والسمات الشخصية الأخرى مثل العصبية والانبساط والانفتاح على التجربة والقبول والضمير.
وتوصلت النتائج إلى أن العلاقة بين طبقة الصوت والسمات الشخصية الأخرى (مثل التوافق والعصبية والضمير والانفتاح) تبدو أقل وضوحًا، لكنها تتجلى في جوانب أخرى مثل الشخص الواثق من نفسه، أو الذي يميل إلى الهيمنة أو يهتم بالانخراط في علاقات اجتماعية نشطة أو ما إذا كان الشخص يميل إلى الخصوصية وعدم الاختلاط.
انطباع هائل وفوري
توضح دكتورة جوليا شتيرن، أستاذة علم نفس الشخصية البيولوجية بـ"جامعة غوتنغن": "يمكن لأصوات الأشخاص أن تترك انطباعًا هائلاً وفوريًا على المحيطين".
وتضيف دكتورة شتيرن أنه "حتى لو سمعنا للتو صوت شخص ما دون أي أدلة مرئية، على سبيل المثال على الهاتف، فإننا نعرف قريبًا جدًا ما إذا كنا نتحدث إلى رجل أو امرأة أو طفل أو شخص أكبر سنًا. يمكننا معرفة ما إذا كان الشخص يبدو مهتمًا أو ودودًا أو حزينًا أو عصبيًا، أو ما إذا كان لديه صوت جذاب. ونبدأ أيضًا في وضع افتراضات حول الثقة والهيمنة".
افتراضات مبررة
وتشرح دكتورة شتيرن قائلة إن وضع افتراضات حول سمات الطبيعة الشخصية للآخرين كان الدافع وراء تساؤل الفريق البحثي عما إذا كانت هذه الافتراضات مبررة.
وتستطرد قائلة: "كانت الخطوة الأولى هي التحقق مما إذا كانت الأصوات مرتبطة بالفعل بشخصية الأشخاص. وتشير نتائجنا إلى أن الناس يبدو أنهم يعبرون عن بعض جوانب شخصيتهم بأصواتهم بالفعل".