من رحم المعاناة جاءت الشهرة لشاب ظل يعاني لسنوات، بحثاً عن حلمه الذي تحقق، بعدما جاء علي حميدة من محافظة مرسى مطروح إلى القاهرة رغبة في إثبات ذاته.
المطرب الذي رحل عن عالمنا أمس الخميس بعد صراع مع مرض السرطان، كان له العديد من الذكريات المؤلمة، سواء كان ذلك قبل شهرته، أو حتى حينما بات مشهوراً.
حيث كان يروي في لقاء سابق عن قدومه إلى القاهرة، مؤكداً كونه أنه لم يكن يمتلك في جيبه أية أموال، وكان وقتها يفترش الرصيف في محافظة الجيزة، ويتخذ منه مسكناً له لـ 6 أشهر كاملة.
ذلك الأمر الذي قال عنه الراحل نصا "أتوسد هدومي.. وأحضن عودي"، مشيراً إلى أن عائلته لم تكن تعرف موقعه، وكانوا يعتقدون أنه يدرس في كلية التربية كي يصبح مدرسا بعدها.
إلا أنه استكمل دراسته في معهد الفنون وتخرج فيه حاصلا على المركز الأول، واعتمد مطربا وملحنا في الإذاعة المصرية، وبعدها غادر إلى دولة الكويت من أجل التدريس، لكنه استقال وعاد إلى مصر كي يشرع في تنفيذ ألبومه الغنائي الأول.
ليقدم بعده ألبوم "لولاكي" الذي جعله في غضون ثلاث ساعات واحدا من أهم نجوم الغناء في مصر، إلا أنه كشف عن مفاجأة صادمة، تمثلت في حصوله على 20 ألف جنيه من منتج الأغنية على دفعات، باعتبارها الأجر نظير النجاح.
وأوضح الراحل أن منتج الأغنية كان بخيلا للغاية ولم يكن يمنحه أية أموال مقابل النجاح الذي يحققه، إلا أن الأوضاع تبدلت معه وفي الموقع الذي كان يفترش فيه الرصيف، حصل على شقة تطل على النيل، وشقة أخرى من أجل ضيافة أهله من محافظة مرسى مطروح.
ووجه حميدة وقتها عتابا لزملائه الذين لم يساعدوه أو يساندوه في أزماته، واختص بالذكر محمد منير، خاصة أن علاقة قوية كانت تجمعهما، إلا أن منير لم يتصل به، ولم يتلق اتصالا سوى من حميد الشاعري ولطيفة.
وتذكر حميدة ما قيل في حقه وقت أن قدم نفسه كمطرب، حيث قال مفيد فوزي إن حميدة ليس إلا راعي غنم، لكنه رد على كل هذه الأقاويل من خلال فنه.