اكتشف باحثون أسرع نجم نعرفه في مجرة درب التبانة، وأطلقوا عليه «إس 4714،» ويدور حول الثقب الأسود في مركز المجرة «الرامي A*،» بسرعة تبلغ 24,000 كم/ثانية، أي 8% من سرعة الضوء.
ويعد هذا الاكتشاف النموذج الأول لنوع من النجوم قيل بوجودها منذ نحو 20 عامًا، فهي تقترب جدًّا من الثقب الأسود إلى حد انضغاطها، ولذا سُميت «النجوم المنضغطة» (Squeezars)؛ والنجوم المرشَّحة للتصنيف في هذه الفئة تُدعى «نجوم إس،» وستسهم في تحسين معرفتنا بثقبنا الأسود.
منها النجم «إس 2» الذي طالما عُد أقرب نجم إلى الثقب، إذ يدور حوله مرة كل 16 عامًا أرضيًا، فيقترب إلى مسافة 18 مليار كم من الثقب الأسود، وتسرّعه الجاذبية إلى 3% من سرعة الضوء؛ حتى اكتَشف فريق يقوده فلوريان بيسكر –من جامعة كولونيا– العام الماضي نجمًا أقرب، يُدعى «إس 62،» ويدور دورة كل 9.9 عامًا فيقترب إلى مسافة 2.4 مليارات كم من الثقب الأسود، وتصل سرعته إلى 6.7% من سرعة الضوء.
ومؤخرًا اكتشف فريق بيسكر خمسة من نجوم إس أقرب إلى الثقب الأسود من إس 2: إس 4711، وإس 4712، وإس 4713، وإس 4714، وإس 4715.
وأهم هذه النجوم إس 4711 وإس 4714: فأما الأول فنجْم أزرق يدور دورة كل 7.6 أعوام، فيقترب إلى مسافة 21.5 مليار كم (صحيح ليست أقصر، لكن قصر مداره يجعله أقل نجم نعرفه من حيث متوسط المسافة)؛ وأما إس 4714 فدورته أطول (كل 12 عامًا)، لكن مداره البيضاوي يجعله يقترب إلى مسافة أقل: 1.9 مليارات كم، فتبلغ سرعته 24,000 كم/ثانية.
وفي العام 2003 اقترح عالِما الفيزياء الفلكية تال ألكسندر ومارك موريس فئة من النجوم تدور حول الثقوب العملاقة ويتحول بعض طاقتها المدارية إلى حرارة، فتلمع أكثر من المعتاد، وتأخذ تضمحل مداريًّا؛ وقال بيسكر إن «إس 4714 وإس 4711 مرشَّحان أن يكُونا من تلك النجوم المنضغطة، ولا سيما الأخير، لأن خصائصه المدارية تطابق توقعات تال ألكسندر؛ ولذا أقول إنه أول نجم منضغط يُرصد.»
وإن تأكد هذا، فسيسهم في تحسين فهمنا لخصائص الثقوب السوداء وتفاعلها مع النجوم القريبة؛ ومَن يَدري، فربما يؤدي تطور المراصد إلى اكتشاف نجوم أقرب وأسرع، فيتحسن فهمنا أكثر وأكثر.
The post اكتشاف أسرع نجم في درب التبانة: يتحرك بسرعة 8% من سرعة الضوء appeared first on مرصد المستقبل.