اكتشاف مذهل عن أميركا قبل 152 سنة من كولومبوس

عثر باحثون إيطاليون على دليل دامغ هذه المرة، بأن بحارة مدينة Genoa حيث ولد كريستوفر كولومبوس بالشمال الإيطالي، كانوا على علم بوجود يابسة إلى الغرب من جزيرة غرينلاند، قبل 152 سنة من وصوله في 12 أكتوبر 1492 إلى جزر Bahamas القريبة في الأطلسي من كوبا، حيث اكتشف قارة، ظن أنها آسيا، وكان يعتقد أنها أقرب إلى أوروبا مما كانت عليه.

ما عثروا عليه، وارد بكتاب ألفه القسيس الإيطالي Galvano Fiamma قبل 4 أعوام من وفاته في 1344 بعمر 61 سنة، وسماه Cronica Universalis باللاتينية، وكانوا يعتقدون بوجود نسخ عدة منه، وفقا لما قرأته "العربية.نت" بوسائل إعلام إيطالية، ذكرت أن الباحثين جاهدوا طوال سنوات للعثور على نسخة بلا طائل، إلى أن اكتشفوا واحدة، علموا قبل مدة أنها أصلية من عام صدور الكتاب، واشتراها جامع أميركي للتحف بمبلغ 14.950 دولارا في مزاد علني نظمته دار Christie’s في 1996 بنيويورك، وفيها اكتشفوا ما اعتبروه مذهلا.

"يعيش فيها عمالقة"

والكتاب هو سجل لما سمع القسيس بعضه من بحارة بمدينة "جنوا" حدثوه عن رحلاتهم، فذكر في فصل منه وصف عدد منهم لأرض خضراء "يعيش فيها عمالقة" وتقع خارج جزيرة غرينلاند التابعة للدنمارك "وهو نص مذهل، لأنه أول ما تم تداوله في منطقة البحر الأبيض المتوسط عن القارة الأميركية، وإذا كان كولومبوس على دراية بما يعرفه بحارة جنوا ذلك الوقت، فربما أقنعه ذلك في القيام برحلته" وفق تعبير الباحث الإيطالي Paolo Chiesa قائد الفريق الذي درس الكتاب وأستاذ علم النصوص واللغات القديمة بجامعة ميلان.

ذكر البروفسور "كييزا" أيضا، أن في الكتاب نصا منقولا عن "البحارة الذين يترددون على بحار الدنمارك والنرويج" في رحلات إلى تلك المناطق، فينقل عنهم وصفا لغرينلاند بأنها "حيث يسكن الناس في منازل تحت الأرض ولا يجرأون على التحدث بصوت عال أو إحداث ضوضاء، خوفًا من أن تسمعهم حيوانات برية فتلتهمهم (..) وفي هذه الأرض لا حنطة لهم ولا خمر ولا فاكهة، بل يعيشون على الحليب واللحوم والأسماك، وهناك دببة بيضاء ضخمة تسبح في البحر وتجلب البحارة الغرقى إلى الشاطئ" ومن بعدها يرد في الكتاب النص الذي عثر عليه الباحثون واعتبروا أنه قد يغيّر كتابة التاريخ.

يقول النص المتحدث عن المعروفة باسم جزيرة Greenland حديثا: "إلى الغرب، توجد أرض أخرى، اسمها مركلادا، حيث يعيش العمالقة، وحيث توجد مبانٍ بها ألواح ضخمة من الحجارة لا يمكن لأحد أن يبنيها بها، إلا الضخم من العمالقة. كما فيها أشجار خضراء وحيوانات وأعداد كبيرة من الطيور" في إشارة واضحة إلى أن Marckalada هي منطقة من الشرق الكندي في القارة الأميركية.

نسمع اسمها "ماركلاند" بالفيديو

وتشير كلمة "مركلادا" الواردة في الكتاب إلى القارة الأميركية بوضوح، لأن شبيهة بها جدا وردت في سجلات تذكر أن البحارة المعروفين باسم "الفايكنغ" في الدول الاسكندنافية "وصلوا إلى أميركا قبل كولومبوس بأكثر من 500 عام، وأقاموا في الشرق الكندي بمنطقة سموها Markland وتخلوا عنها لسبب غير معروف بأواخر القرن الرابع عشر، وهي التي نرى اسمها على الخارطة بعد الدقيقة 8.50 من الفيديو المعروض أدناه.

تلك المنطقة معروفة حاليا باسم شبه جزيرة Labrador البعيدة 2300 كيلومتر عن سواحل "غرينلاند" الغربية، أي ما تقطعه سفينة من ذلك العصر بأسبوع على الأكثر "ومع أنه لا وجود لنص يؤكد معرفة كولومبوس بهذه المعلومات، إلا أن مخاطرته الهائلة بالإبحار، تدل على إحساسه بوجود شيء ما إلى الغرب" وفق تقديرات البروفسور كييزا.

كما يعتقد البروفسور أن مؤلف الكتاب كان يعرف ميناء جنوا جيدا "لأنه اقتبس من البحارة المحليين ما سمعوه عن أميركا في رحلاتهم إلى شمال أوروبا لشراء الصقور وجلود الحيوانات القادمة من أيسلندا وغرينلاند" على حد ما قاده إليه البحث الذي وجدته "العربية.نت" أيضا في دورية Terrae Incognitae الصادرة كل 4 أشهر عن جمعية Society for the History of Discoveries المتخصصة في الولايات المتحدة بتاريخ الاكتشافات، وبدوريتها ورد في البحث أن البحارة لم يدونوا شيئا، بل نقلوا إلى جنوا أخبارا متفرقة عن هذه الأراضي، بعضها حقيقي وبعضها خيالي، سمعوه في الموانئ الشمالية من بحارة اسكتلنديين وبريطانيين ودنماركيين ونرويجيين كانوا يتاجرون معهم.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: