أثار فيديو مؤثر لكلبة تعاني إعاقة نصفية في قدميها، تعاطفاً كبيراً على "السوشيال ميديا" مع قصة إصابتها بثلاث طلقات نارية، نشرته مؤخراً عفراء الظاهري مواطنة إماراتية على منصتها في "تيك توك"، والتي يتابعها نحو مليوني شخص.
قصة الكلبة "ابريل" بدأت عام 2014، أحضرها شخص وكانت على وشك أن تفارق الحياة، وقال إنها مصابة بثلاث طلقات نارية، وفور استلامها من عفراء وهي صاحبة فندق "كلاود 9" المخصص لإيواء الحيوانات الأليفة المتروكة، فكرت بحقنها بإبرة الرحمة، ثم قررت مساعدتها حتى تستعيد عافيتها، لكنها اكتشفت أن نصفها السفلي متأثر بإعاقة مستديمة تمنعها من المشي، فتم تزويدها بكرسي متحرك مخصص للكلاب.
وبعد مكوثها بالفندق أكثر من 8 سنوات، جاء مواطنون بالإمارات يرغبون بتبنيها، فتحسن وضعها الصحي، وأصبحت أليفة وودودة وتحب البشر والحياة.
تطعيمات وعمليات جراحية
نذرت عفراء وقتها ومالها منذ أكثر من 17 عاماً من أجل إنقاذ الحيوانات المهملة وإيوائها والاهتمام بتربيتها، حيث تنفق عليها في العام الواحد نحو مليوني درهم، تشمل توفير مستلزمات صحية، وإجراء عمليات جراحية للحيوانات المتأذية، وتسعى عفراء قبل عرض أي حيوان للتبني إلى الالتزام باشتراطات مهمة، منها حصوله على 4 تطعيمات ضد الأمراض وإلصاق شريحة إلكترونية له.
وقالت عفراء في حديثها لـ"العربية.نت" إن الفندق قبل "كوفيد-19" كان يشهد زيارات كثيفة بهدف التثقيف من خلال إقامة برامج تعليمية وتعريفية بين أوساط المجتمع خاصة في المدارس والحضانات، وتابعت: "كنا نصحب بعض الحيوانات لتعريف الأطفال وإعطائهم فكرة عن أساليب التعامل والتواصل السليم معها، كنا نهتم كذلك بتنظيم رحلات مدرسية إلى الفندق، ونحرص على تنظيم فعالية للاحتفال بيوم الحيوان العالمي الذي يصادف 4 أكتوبر من كل عام. لكن بسبب الجائحة لم نعد نسمح بالزيارة ما عدا الأشخاص القادمين للتبني مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية".
وأضافت: "كل أنشطة "كلاود 9" من قصص وبرامج تعليمية وتثقيفية تم نقلها أونلاين، ونحرص على إعطاء معلومات عن فصائل معينة من الحيوانات، فمثلاً السلاحف ما نوع أكلها المفضل وكم نسبة ما يحتاجه جسمها من بروتين، إلى جانب تقديم رسائل توعية مجتمعية عبر منصاتنا الرقمية" بأهمية التبني وحماية الحيوان.
200 حيوان بلا صاحب
وتابعت عفراء: "مع موجة انتشار كورونا في العام 2020، تنصل الكثيرون من مسؤولياتهم تجاه حيواناتهم المنزلية، يخشى البعض الإصابة منها بعدوى الفيروس، فيلجأون إلى البحث لها عن أماكن للمأوى والرعاية، فيأتون إلى مقر "كلاود 9" ثم يتركونها على الباب".
وأشارت إلى أن عدد الحالات تزايد خلال فترة الجائحة إلى نحو 200 كلب وقط تركها أصحابها بسبب الفيروس، مما زاد من الضغط على المكان، وجعلني أمام مسؤولية إنسانية تجاه تلك الحيوانات المفقودة".
صالون حلاقة للحيوانات
وعن مرافق " كلاود 9"، أوضحت عفراء أن الفندق عبارة عن فيلا كبيرة مخصصة للحيوانات الأليفة، يقع في مدينة خليفة بأبوظبي، يتضمن 38 غرفة للكلاب، و20 غرفة عادية للقطط، و14 غرفة مجهزة خصيصاً للقطط بجانبها غرفة الألعاب وشاشات تلفاز وحضانة.
وتوجد في الفندق، حسب عفراء، عيادة بيطرية ومحل إكسسوارات للعناية والأناقة والأكلات الخاصة، كما يضم فندق "كلاود 9" حضانة داخلية وخارجية للكلاب والقطط.
وتؤكد عفراء صاحبة المشروع الذي ولدت فكرته بدعم وتمويل من "صندوق خليفة"، بأن الفندق لا يبيع الحيوانات بل يشجع المجتمع على تبنيها وتربيتها، ويهتم بتقديم خدمة استيراد وتصدير الحيوانات إلى الخارج، كما تعتزم أيضاً تأسيس فروع لـ"كلاود 9" في كافة أنحاء الإمارات.
نشر ثقافة التبني
وتابعت: "لدينا أفكار كثيرة تساعد المجتمع بطريقة إيجابية، ونأمل أن يجمعنا تعاون مثمر مع وزارة التربية والتعليم". كما أننا نخطط لتوقيع علاقات تعاون مع جهات حكومية أو خاصة من أجل نشر ثقافة التنبي، موضحة: "حاولت التكفل بكل شيء يختص بالحيوانات المعروضة للتبني، لكنني لاحظت أن الكثيرين يعتمدون عليّ في تحمل هذا العبء المادي الكبير، لهذا أسعى إلى نشر بروشورات إلى المجتمع تتناول قصص حيوانات تكون بحاجة ملحة للتبني، ليتسنى للأفراد المساهمة في إنقاذ روح حيوان، وآمل أيضاً بناء علاقات تعاون مع دوائر حكومية ومنشآت فندقية وأصحاب مشاريع ذات صلة لضمان تحقيق رعاية كاملة للحيوانات وتوفير بيئة منزلية لتربيتها والاعتناء بصحتها وإيوائها لمساعدة أكبر عدد من الحيوانات السائبة والمتضررة".