يمثل اللون الأحمر كلاً من الحب والغضب في معظم أنحاء العالم، وفقًا لدراسة جديدة نشرتها "ديلي ميل" البريطانية حول كيفية إدراك الثقافات المختلفة للصلة بين العاطفة واللون.
وقام باحثون من جامعة يوهانس غوتنبرغ بإجراء مسح على 4598 شخصًا من 40 دولة حول كيفية إدراكهم للألوان المختلفة.
ويقول الباحثون إنه على الرغم من بعض الاختلافات، كشفت نتائج دراستهم، وهي الأكبر من نوعها في هذا المجال، أن ارتباطات المشاعر اللونية "متشابهة بشكل مدهش" في جميع أنحاء العالم.
ووجد الباحثون أن الثقافات المتباعدة جغرافياً كانت أكثر عرضة للاختلافات الملحوظة في الطريقة التي ربطوا من خلالها بين اللون والعاطفة.
وذكر الباحثون الألمان أنهم أرادوا معرفة ما إذا كانت الصلات بين عواطف بعينها والألوان تعد "مشاعر أساسية" للبشرية جمعاء أم أن هناك اختلافات جوهرية.
الألوان لا تكذب
وقام المشاركون بملء استبيان عبر الإنترنت، تضمن الربط بين ما يصل إلى 20 عاطفة واثني عشر مصطلحا مختلفا للألوان كجزء من الاستبيان، مع تحديد درجة قوة الارتباط بين مصطلح اللون وكل عاطفة. ثم قام الباحثون بحساب المتوسطات على مستوى كل بلد بالمقارنة مع المتوسط العالمي.
وقال الدكتور دانييل أوبرفيلد تويستل: "يوجد إجماع عالمي كبير على أن اللون الأحمر هو اللون الوحيد المرتبط بقوة بكل من الشعور الإيجابي – الحب – والشعور السلبي – الغضب".
وأفاد الباحثون أن اللون الوحيد الذي كان له تأثير ضئيل للغاية على العاطفة بين على الأشخاص المشاركين في الدراسة هو البني.
ولاحظ الباحثون أيضًا بعض الخصائص الوطنية، إذ تبين أن اللون الأبيض يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحزن في الصين أكثر منه في البلدان الأخرى، وينطبق الشيء نفسه على اللون الأرجواني في اليونان.
وأوضح الدكتور أوبرفيلد تويستل: أنه ربما "يكون هذا بسبب ارتداء الملابس البيضاء في الصين في الجنازات، ويستخدم اللون الأرجواني الداكن في الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية خلال فترات الحداد".
تأثير المناخ والجغرافيا
وبالإضافة إلى هذه الخصائص الثقافية، وجد الباحثون أن المناخ ربما يلعب أيضًا دورًا، مما يشير إلى أن المشاعر المرتبطة باللون الأصفر تعتمد على مستوى ضوء الشمس.
وفقًا لنتائج دراسة أخرى للباحثين الألمان، يميل اللون الأصفر إلى أن يكون أكثر ارتباطًا بمشاعر الفرح في البلدان التي ترى القليل من أشعة الشمس، بينما يكون الارتباط أضعف في المناطق التي تتعرض بشكل أكبر لها.
وبحسب ما ذكره الدكتور أوبرفيلد تويستل، فإنه من الصعب حاليًا تحديد أسباب أوجه التشابه والاختلاف العالمية بالضبط، حيث إن "هناك مجموعة من العوامل المؤثرة المحتملة مثل اللغة والثقافة والدين والمناخ وتاريخ التنمية البشرية ونظام الإدراك الحسي البشري".
وتابع الدكتور أوبرفيلد تويستل موضحًا أن العديد من الأسئلة الأساسية حول آليات روابط العاطفة الملونة لم يتم الإجابة عنها بعد.
وباستخدام تحليل متعمق تضمن استخدام نهج التعلم الآلي، اكتشف العلماء بالفعل أن الاختلافات بين الدول الفردية تزداد كلما تباعدت جغرافيًا. كما أن الفجوة بين روابط اللون والعاطفة تتسع كلما زادت الاختلافات بين اللغات المنطوقة بين ثقافتين.
وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة "تسلط الضوء على ارتباطات عالمية قوية للعاطفة اللونية، تم تعديلها بشكل أكبر بواسطة العوامل اللغوية والجغرافية".
وتطرح هذه النتائج مزيدًا من الأسئلة النظرية والتجريبية حول الخصائص العاطفية للون وربما تفيد في الممارسة في المجالات التطبيقية، مثل الرفاهية والتصميم.