أكدت رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج في منظمة الصحة العالمية، أن التوزيع العادل للقاحات كورونا بين دول العالم هو السبيل الأهم للقضاء على الجائحة، مشيرةً إلى أن منظمة الصحة العالمية أدركت خطورة هذا الأمر، وهي أطلقت مبادرة "كوفاكس" للتوزيع العادل للقاح تحت شعار "لن ينعم أحد بالأمان ما لم ينعم به الجميع".
وقالت الحجة إن المبادرة تتضمن خطة للوصول باللقاحات إلى حوالي 20% من الفئات المستهدفة حول العالم بنهاية 2021 حتى في الدول الفقيرة والنامية التي تعاني للحصول على لقاحات كوفيد-19. وأكدت أن اللقاحات ستكون قد وصلت إلى 190 دولة مشاركة في مبادرة "كوفاكس" قبل بداية مايو المقبل. وكشفت أن منطقة شرق المتوسط تلقى فيها حوالي 20 مليون شخص اللقاح، حيث وصلت اللقاحات إلى 20 دولة بالمنطقة، بينما تبقى دولتان فقط سوف يصلهما اللقاح بنهاية الشهر الحالي.
جاء ذلك في حلقة جديدة من برنامج "البعد الآخر" الذي تقدمه الزميلة منتهى الرمحي ويبث على شاشة العربية الساعة 20:30 بتوقيت السعودية يوم السبت من كل أسبوع.
وناقشت الحلقة الجديدة من البرنامج عدالة توزيع اللقاح وقدرة العالم على احتواء الجائحة في ظل استئثار الدول الغنية الكبرى بمعظم كميات اللقاحات التي تم إنتاجها على مستوى العالم، بينما بقيت معظم الدول الفقيرة والنامية غير قادرة على الحصول على كميات كافية من اللقاحات. وقد حذرت صحيفة "واشنطن بوست" من أن هذه الدول قد تنتظر إلى نهاية عام 2024 لتحصل على كميات كافية من اللقاحات ما سيمثل مشكلة كبيرة في احتواء جائحة كوفيد- 19 على مستوى العالم، لأن استمرار وجود الفيروس في الدول الفقيرة يزيد من احتمالات تحور سلالات جديدة قد تقاوم اللقاحات الحالية وبالتالي تكون قادرة على الانتشار من جديد في الدول الكبرى والغنية التي تتسابق في توفير اللقاح لسكانها.
وقال الدكتور فراس الهواري، رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة بالأردن، إن عدالة توزيع اللقاحات تمثل "اختباراً أخلاقياً واقتصادياً هائلاً" بالنسبة لجميع دول العالم، حيث إن بعض دول العالم الكبرى قد اشترت كميات من اللقاحات تتجاوز حاجة سكانها. وأشار لبعض التقديرات التي تؤكد أن العالم سيخسر حوالي 9 تريليون دولار إذا تأخر توزيع اللقاح بالدول الفقيرة، لأن عجلة الاقتصاد العالمي لن تعود لدورانها بكامل طاقتها إلا إذا تعاون الجميع للقضاء على الجائحة في جميع دول العالم ومُنِع بقاء الفيروس في الدول والمجتمعات الفقيرة وبالتالي تحوره وعودته ليضرب من جديد.
وأضاف الدكتور الهواري أن الشركات الكبرى المنتجة للقاحات عليها أن "تتنازل جزئياً عن بعض حقوقها المادية لتفتح خطوط إنتاج اللقاحات في مناطق واسعة من العالم كما حدث في الهند وبعض دول أوروبا الشرقية".
وأكد أن "العالم العربي عليه أن يتعاون ليحصل من الشركات الكبرى على حق إقامة خطوط إنتاج كبرى في الدول التي لديها بنية أساسية طبية وصناعية قادرة على استيعاب تكنولوجيا هذه الصناعة"، مضيفاً أن هذا "سيكون تحدياً مهماً أمام دول المنطقة لضمان تدفق كميات كبيرة من اللقاحات تساعد على سد حاجتنا من هذه اللقاحات في أقرب فرصة ممكنة".