عبر البنك الدولي يوم أمس الأربعاء عن استعداده لحشد موارده لمساعدة لبنان بعد الانفجار الهائل الذي أودى بالعشرات وخلف آلاف الجرحى ودمّر جزءاً من بيروت.
وأكدت المؤسسة قدرتها على استخدام خبراتها “لإجراء تقييم سريع للأضرار والاحتياجات ووضع خطة لإعادة الإعمار وفق المعايير الدولية”، حسب بيان صادر عنها الأربعاء.
واقترحت “تبادل الدروس والخبرات من كل أنحاء العالم في إدارة عمليات التعافي وإعادة الإعمار بعد الكوارث”. كما شدد البنك الدولي على أنه يمكنه “المشاركة بفعالية في منصة مع شركاء لبنان، لحشد الدعم المالي، العام والخاص، من أجل إعادة الإعمار”، وفقا لما نقلته “فرانس برس”.
وقال البنك إنه “شريك لبنان منذ فترة طويلة”، مشددا على استعداده “لإعادة برمجة الموارد الحالية واستكشاف تمويل إضافي”.
وكان البنك الدولي منح لبنان في أبريل قرضاً قيمته 120 مليون دولار لدعم قطاع الصحة.
وفي سياق متصل، عرض وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء اللبناني حسّان دياب، مساعدة لبنان بعد الانفجار الهائل الذي أودى بعشرات الأشخاص في بيروت.
وفي اتصاله مع دياب، أعرب بومبيو عن “التزامنا الثابت مساعدة الشعب اللبناني في مواجهته عواقب هذا الحدث المروع”. وشدد على “تضامننا ودعمنا للشعب اللبناني في تطلعه لنيل العزة والازدهار والأمن الذي يستحقه”، وفق ما ورد في بيان للخارجية الأميركية.
وتحدث البيان عن “انفجار رهيب” من دون التطرق إلى أسبابه، على الرغم من قول ترمب الثلاثاء إن جنرالات أميركيين لم يُسمهم أعلموه “بأنها قنبلة من نوع ما”.
وقال بومبيو خلال مؤتمر صحافي في وقت لاحق إن الولايات المتحدة ستكشف تدابير لدعم لبنان “في الأيام القادمة”.
ويعاني لبنان أزمة اقتصادية عميقة ويسعى إلى الحصول على تمويل خارجي بأكثر من 20 مليار دولار.
وكانت الولايات المتحدة مترددة في دعم حزمة مساعدات من صندوق النقد الدولي للبنان، وأصرت على تنفيذ الإصلاحات وإقصاء حزب الله الموالي لإيران.
وأسفر الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت الثلاثاء عن مقتل 135 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 5000 وتشريد حوالي 250 ألفاً.
ولم يتضح ما إذا كانت الكارثة ستؤثر على مفاوضات لبنان الصعبة مع صندوق النقد الدولي. ويحاول الصندوق ولبنان منذ مايو/أيار الماضي التوصل إلى اتفاق على حزمة إنقاذ أوسع نطاقاً لمواجهة أزمة مالية تمثل أكبر تهديد لاستقرار البلاد منذ الحرب الأهلية.
وتعثرت تلك المفاوضات في ظل خلافات حول حجم الخسائر المالية للنظام المصرفي اللبناني.
ولم يصدر الصندوق بياناً رسمياً حول الكارثة بخلاف تغريدة للمديرة العامة كريستالينا جورجيفا عبرت فيها عن “الحزن الشديد بسبب فقد الأرواح والإصابات والدمار” نتيجة الانفجار.