نجح علماء من المملكة المتحدة في استخراج عناصر نادرة بالاستعانة بالبكتيريا، بعد أن هضمت صخورًا في الفضاء بنفس الكيفية التي تعمل فيها على الأرض.
أجريت «تجربة الصخر الحيوي» على متن محطة الفضاء الدولية، فأظهرت إمكانية الاعتماد على عناصر أخرى خارج الأرض على نحو مستدام، ولذلك أهمية حاسمة عند بناء حضارات خارج كوكبنا في المستقبل. ونشر البحث في مجلة نيتشر كومينكيشنز.
وصرح الأستاذ تشارلز كوكويل من مركز المملكة المتحدة لدراسات علم الأحياء الفلكي في جامعة إدنبرة «أينما كنت في الفضاء، ومهما كانت مهمتك، سواء أردت بناء مستعمرة على أحد الكويكبات، أو اعتزمت استيطان القمر أو المريخ، حتمًا ستحتاج إلى عناصر لبناء حضارتك.»
وأضاف «بينت تجربتنا أهمية التعدين الحيوي كإحدى الوسائل الممكنة لاستخراج عناصر مفيدة من الصخور، ما يدعم وجود البشر خارج حدود الأرض لفترات طويلة الأمد.»
أرسل البحاثة مفاعلات التعدين الحيوي إلى محطة الفضاء الدولية، وفيها صخور بازلتية تضم عناصر أرضية نادرة وثلاثة أنواع بكتيريا محطمة للصخور، وهي بكتيريا سيبنجوموناس ديساكبيلاس والبكتيريا العصوية الرقيقة وبكتيريا كوبريافيدس ميتاليدورنس، فوضعت في جهاز طرد مركزي، وعرضت لظروف جاذبية مختلفة، لمحاكاة جاذبية المريخ والأرض.
أظهرت بكتيريا سيبنجوموناس ديساكبيلاس أفضل أداء في استخراج العناصر، وكان أداء البكتيريا العصوية الرقيقة مماثلًا لأدائها على الأرض، غير أن النوع الثالث استخرج عناصر أرضية نادرة أقل مقارنة مع ما استخرجه على الأرض.
وصرح تشارلز لشبكة بي بي سي نيوز «هذه أول مرة تستخرج فيها عناصر ذات أهمية اقتصادية من صخور خارج الأرض. حقًا إنها أول تجربة تعدين فضائية، ومع أننا لم نستخرج كميات مجدية اقتصاديًا من العناصر النادرة، لكننا أثبتنا جدوى هذه الطريقة.»
اقترحت تجربة التعدين الحيوي على وكالة الفضاء الأوروبية أول مرة في العام 2009، وأجريت بعد عشرة أعوام.
The post التعدين الحيوي على المريخ والقمر: الاستفادة من بكتيريا الأرض في الفضاء appeared first on مرصد المستقبل.