مرّت أفغانستان منذ تأسيسها بمراحل كثيرة، وتعاقب على حكمها منذ بدايات القرن الماضي العديد من الأنظمة، بدءاً من الملكية إلى اليسارية ومن ثم الجمهورية وأعقبتها إمارة طالبان.
وفي تقرير سابق، شرحت "العربية.نت"، تلك المراحل، ووصلت حتى نهاية الحكم الشيوعي والإعلان عن دستور جديد بعدما انتخب أمين عام حزب الشعب الديمقراطي، الجنرال نجيب الله، رئيساً للجمهورية في نوفمبر 1986، ثم استقالته عام 1992، تمهيداً لتشكيل حكومة انتقالية حتى سقطت كابل بيد عناصر طالبان وألقت الحركة القبض عليه بعد اقتحامها مقر الأمم المتحدة الذي طلب اللجوء فيه وأعدمته وسط كابل في 27 سبتمبر 1996.
صبغة الله مجددي رئيسا مؤقتا
ليبدأ عهد جديد، فبعد الإطاحة بنجيب الله وانهيار الحكم الشيوعي، اختير السياسي وأمير الحرب والفقيه ذو الأصول العربية الأفغانية، صبغة الله مجددي رئيسا مؤقتا للحكم الجديد.
استمر مجددي في السلطة لمدة شهرين فقط من 28 مايو 1992 حتى 28 يونيو 1992، كتاسع رئيس لأفغانستان.
وكان مجددي أحد قادة "المجاهدين الأفغان" خلال الحرب ضد القوات السوفيتية في أفغانستان، وأسس في عام 1978 جبهة الإنقاذ الوطني لمحاربة الحكومة الشيوعية في البلاد.
برهان الدين رباني
بعد انتصار عناصر طالبان وهزيمة حكومة نجيب الله أحمدزاي في 28 يوليو 1992، تم انتخاب رباني كثاني رئيس لأفغانستان.
وعقب مضي شهرين من ولاية صبغة الله مجددي، ووفقا لاتفاق تم التوصل إليه بين "المجاهدين الأفغان" في مؤتمر إسلام آباد، تقرر تمهيد الطريق لانتخابات رئاسية خلال 4 أشهر، إلا أن القتال العنيف وخرق مختلف الفصائل الاتفاقيات بينها، لم تنظم الانتخابات وعقد رباني مجلسا "للحل والعقد" في هرات بأفغانستان، بحضور شخصيات من مختلف الجماعات العرقية والمناطق في أفغانستان لتعيين الرئيس المقبل.
وقام "مجلس الحل والعقد" باختيار برهان الدين رباني كأول رئيس رسمي لحكومة "المجاهدين" في أفغانستان في 30 ديسمبر 1992، وهو من أصول طاجيكية.
فيما وصلت المعارك مع حركة طالبان بعد 4 سنوات من حكم رباني، إلى أبواب العاصمة الأفغانية، مما اضطرت "حكومة المجاهدين" مغادرة كابل في 26 سبتمبر 1996، وسقطت المدينة في أيدي الحركة، إلا أن رباني نقل مقر الحكومة إلى مزار شريف، وبقي رئيساً معترفاً به، ومع ذلك وبمرور الوقت، تقلصت سيطرة حكومته على البلاد إلى 30% فقط واستمر هذا الوضع حتى نهاية حكم طالبان.
إلى أن ترأس بعد سقوط طالبان في عام 2003، من عام 2005 إلى 2005، "لويا جيرغا" وهي هيئة استشارية قبلية تعمل وفق تقليد قديم في أفغانستان.
حكم طالبان
بعد سيطرة الحركة على كابل ومعظم أراضي أفغانستان، حكمت طالبان البلاد من عام 1996 إلى عام 2001، تحت اسم "إمارة أفغانستان الإسلامية".
والحركة، هي عبارة عن تنظيم ديني، يتألف من رجال دين وطلاب العلوم الدينية في أفغانستان، واعتبرت دول كثيرة طالبان منظمة إرهابية وخاصة بعد إيوائها تنظيم القاعدة.
كما تمت إدانة حركة طالبان خلال حكمها الأول دوليا واتهمت بقتل المدنيين الأفغان ودعم الإرهاب والتفسير المتطرف للدين وممارسة العنف غير المبرر.
بن لادن والإطاحة بإمارة طالبان الأولى
وصل أسامة بن لادن إلى جلال آباد أفغانستان على متن طائرته الخاصة بعد عام من إقامة "إمارة طالبان"، بهدف مساعدة الحركة في حكمها على البلاد، وكان في استقباله مسؤولون من طالبان.
وفي أعقاب الهجمات الإرهابية مثل تفجير سفينة "يو إس إس كول" وهجمات 11 سبتمبر، ألقت الولايات المتحدة باللوم على القاعدة بقيادة بن لادن، ودعت طالبان إلى تسليمه في أقرب وقت ممكن، إلا أن طالبان رفضت.
وبهذا وضعت واشنطن الهجوم على أفغانستان على جدول أعمالها، ودخلت البلاد في 7 أكتوبر 2001، بمساعدة "المجاهدين" السابقين المستقرين في بنجشير ومزار شريف.
إلى أن أصبح حامد كرزاي رئيسا مؤقتا لأفغانستان بعد هزيمة طالبان.
حكومة كرزاي
حامد كرزاي بشتوني من مواليد قندهار، انتقل خلال الغزو السوفيتي إلى باكستان، وعمل على جمع الأموال لصالح "المجاهدين" خلال الحرب السوفيتية الأفغانية (1979-1989).
وبعد سقوط الحكم الشيوعي في كابل، أمضى فترة قصيرة كنائب لوزير الخارجية في دولة أفغانستان، وبعد اغتيال والده في يوليو 1999، تحول كرزاي إلى زعيم شعبي.
أما عقب الغزو الأميركي لأفغانستان في أكتوبر 2001، قاد كرزاي قبيلة "بوبل زاي"، وساهم في الحرب للإطاحة بالحكم الأول لطالبان، حاشدا القبائل حول قندهار ضد الحركة، حيث تحول حينها إلى شخصية سياسية مهيمنة بعد الإطاحة بنظام طالبان في أواخر عام 2001.
وخلال مؤتمر أفغانستان الدولي في أفغانستان في ديسمبر 2001، انتخب كرزاي من قبل الشخصيات السياسية الأفغانية البارزة، لمنصب رئيس الحكومة الأفغانية المؤقتة مدة 6 أشهر.
ثم انتخب رئيسا مؤقتا لمدة عامين من قبل مجلس "لويي جرغا" في 2002، وفاز في الانتخابات الرئاسية عام 2004، كما فاز في الانتخابات الرئاسية عام 2009.
وخلال فترة رئاسته، أصبحت علاقات كرزاي مع الناتو والولايات المتحدة متوترة بشكل متزايد، واتُهم مرارا وتكرارا بالفساد، إلى أن فاز عليه مستشاره الأول أشرف غني فسلم المنصب أخيرا معلناً انتهاء ولايته في سبتمبر/أيلول من عام 2014.