أشارت البيانات التي جمعها العلماء خلال العام 2018 إلى وجود بحيرة تحت سطح المريخ، ويبلغ عرضها 20 كيلومترًا وعمقها 1.5 كيلومترًا. أثار هذا الاكتشاف الجدل بين المجتمع العلمي، إذ شكك بعض العلماء في النتائج.
وأصدر الباحثون المشرفون على البحث بيانات جديدة أواخر العام الماضي ونشروها في مجلة نيتشر أسترونومي، ولم تؤكد هذه البيانات الاكتشاف السابق فحسب، بل كشفت أيضًا عن وجود بحيرتين جديدتين.
الماء عنصر أساسي للحياة التي نعرفها، ما يشير إلى أن البحيرات الموجودة منذ مليارات السنين على سطح كوكب المريخ قد تكون موطنًا للكائنات الحية. ويستحيل ذلك حاليُا بسبب ضغطه الجوي المنخفض، ويظن بأن البحيرات على سطح المريخ – على الرغم من تسميتها بهذا الاسم- شديدة الملوحة، ما يصعب العثور على حياة بالقرب منها على غرار بحيرات القارة القطبية الجنوبية التي تقع تحت الجليد لكن مع ذلك فالاحتمال قائم لإمكانية العيش هناك.
ماذا يعني هذا للحياة على المريخ؟
يحتاج العلماء إلى إجراء مزيد من الأبحاث لتأكيد أهمية النتائج الجديدة، وقد يكون اكتشاف البحيرات دليلًا محتملاً على قابلية الحياة على المريخ، ما يعزز مصداقية الذين يخططون لاستعمار المريخ في المستقبل مثل إيلون ماسك الذي يريد توفير مأوى لمليون شخص على سطح المريخ خلال 40-100 عام المقبلة، وفي الواقع، فإن الشبه بين سطح المريخ وكوكب الأرض أكبر من أي كوكب آخر، ما يجعله موطنًا محتملًا للمستعمرات البشرية المستقبلية
تبدو خطة ماسك طموحة جدًا أو غير واقعية للكثيرين، فعلى البشر التغلب على العديد من التحديات والقيود قبل نجاح السفر إلى المريخ، فهو كوكب لا يصلح للعيش حاليًا بسبب عدم تمتعه بغلاف جوي كاف، ولذلك فإن أي هبوط بشري على المريخ اليوم سيكون مميتًا بسبب الإشعاعات القاتلة وخطر التجمد حتى الموت والاختناق بسبب ثاني أكسيد الكربون في هوائه.
يظن العلماء والمخططون لاستعمار المريخ أنه بإمكان البشر العيش في بيئة المريخ القاسية إن استخدمت التقنيات المناسبة، ولا بد وقتها من ارتداء البدلات الفضائية فالعواصف الترابية تحدث بانتظام كل 26 شهرًا.
لكن كيف ستبدو الحياة على المريخ؟ أين سنعيش وماذا سوف نأكل وكيف سنصل إلى هناك؟
السفر للمريخ عبر الفضاء
يحتاج المسافرون إلى المريخ إلى الهبوط أولًا على القمر، وستستمر الرحلة نحو 260 يومًا، ويدرس المهندسون حاليًا كيفية هبوط مركبة فضائية تزن عدة أطنان بدقة على سطح المريخ مع تجنب الاصطدام بالجبال. ولكن يبقى السؤال -إن توفرت الشروط المناسبة للسفر إلى المريخ- كيف يمكن للمرء العودة إلى الأرض؟
منازل المريخ
تعد القباب الجيوديسية هياكل مثالية للعيش في البيئات القاسية، فهي تحقق أقصى استفادة من المساحة الداخلية المتاحة وتؤمّن الحرارة والبرودة بشكل طبيعي وتتصف أيضًا بأنها حل للعيش في الفضاء بسبب كفاءتها العالية، ويمكن استخدامها لإيواء البشر على المريخ بالإضافة إلى تزويد المحاصيل بالمناخ المناسب للنمو. تكون هذه القباب مصنوعة عادة من الألواح الزجاجية وألياف الكربون ومن المحتمل أن يتم تصنيعها لاحقًا باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد.
ويوجد أيضًا بدائل أخرى كالمنازل المزروعة بالفطريات والتي يمكنها أن توفّر بنية أساسية لسكن الإنسان. وتحتوي هذه المنازل على فطريات صغيرة تشبه الخيوط ويمكن استخدامها لبناء هياكل معقدة مشابهة للجلد.
طعام المريخ
يتفق العلماء على أن زراعة الطعام على المريخ أمر ممكن، لكن يجب أولاً معالجة التربة وإزالة المواد الخطرة، وسنحتاج إلى تطوير نظام نمو مخصص لتنظيم مستويات ثاني أكسيد الكربون والأسمدة في التربة ومن الممكن أن تلعب البيوت الزجاجية المائية هذا الدور، وتجرب وكالة ناسا أيضًا الطابعات ثلاثية الأبعاد التي تنتج البروتين والنشا والدهون.
ما الخطط المستقبلية؟
من المتوقع أن يساعد استكشاف الفضاء المستمر في زيادة الاهتمام بالحياة على المريخ في المستقبل، وتسهم بعثة دولة الإمارات إلى المريخ –مسبار الأمل– في اختبار الغلاف الجوي للمريخ وفهم خصائصه.
وما زالت حتى الآن فكرة استعمار البشر للمريخ غير ممكنة، فلم يهبط أي إنسان بعد على سطح المريخ، وقد يهبط البشر في وقت أقرب مما نعتقد، فوجود خطط للعودة إلى القمر في العام 2024 وإنشاء بنية تحتية عليه ستساعد في السكن هناك لمدة طويلة، ما قد يوفر المعرفة والموارد الضرورية لاستكشاف المريخ. وقد يحدث ذلك – وفقًا لتوقعات وكالة ناسا- في أقرب وقت من ثلاثينيات القرن الحالي.
وتسهم الابتكارات الجديدة في تسريع استيطان البشر للمريخ ومنها الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج الطعام، وتطوير مواد جديدة ومستدامة لبناء المنازل.
The post الحياة على المريخ حقيقة أم خيال؟ appeared first on مرصد المستقبل.