لو كانت لقناة السويس رئتان، لحبست أنفاسها من خبر ورد أمس بموقع يرصد حركة ما يزيد عن 240 ألف سفينة يومياً بالعالم، وفقاً لما يصف VesselFinder نفسه في حسابات له بمواقع التواصل.
فقد ذكر أن السفينة التي جنحت في مارس الماضي وأغلقت قناة السويس، وتسببت بإرهاب ملاحي عالمي طوال 6 أيام، تكبدت مصر خلالها خسائر بمئات الملايين من الدولارات، وهي Ever Given الرافعة علم بنما، ستصل مساء غد السبت، لتمر ثانية عبر القناة.
وتشير البيانات التي أوردها الموقع برصده حتى الآن لحركة السفينة الموصوفة بأنها واحدة من الأكبر في العالم لنقل الحاويات، بحسب ما قرأت "العربية.نت" في سيرتها، إلى أنها أبحرت من مرفأ Tanjung Pelepas الماليزي، محملة في 30 نوفمبر الماضي بكامل طاقتها، ووصلت مساء أمس الخميس إلى مضيق "باب المندب" الفاصل بين اليمن والساحل الإفريقي، وبدأت تعبره متجهة عبر البحر الأحمر إلى قناة السويس بسرعة 20.5 عقدة، أو 38 كيلومتراً بالساعة، وعلى متنها سلع مختلفة بآلاف الأطنان، معظمها من الصين إلى أوروبا.
أيام من الاختناقات العملاقة
وكانت محنة "إيفر غيفن" التي صنعتها شركة يابانية بعرض 59 وطول 400 متر، وبدأت بالإبحار قبل 3 أعوام فقط، تصدرت عناوين وسائل الإعلام بكل العالم تقريبا، حين جنحت صباح 23 مارس الماضي في قناة السويس، المار فيها 10% من التجارة العالمية، لأسباب مختلف عليها للآن، ويتحدث عنها الفيديو المعروض.
واحد من تلك الأسباب، جعل السفينة تنحرف في القناة عن خط سيرها، حتى علق طرفاها بضفتيها، مما تسبب في إغلاقها بالكامل، وبإرغام 400 سفينة أخرى على التوقف في اختناقات مرورية عملاقة، استمرت لأسبوع تقريبا عند ضفتي القناة، الشمالي والجنوبي، ولم ينته ما سببته من رعب ملاحي وتجاري عالميين، إلا بعد أن استخدمت السلطات المصرية حفارات عملاقة، واستدعت 15 قاربا لسحبها وتحرير القناة منها.
بعدها احتجزتها "هيئة قناة السويس" طوال 3 أشهر، فاوضت خلالها على تعويض التأخيرات مع شركات التأمين، كما مع المالكين والمشغلين للسفينة التي سبق أن اصطدمت في 9 فبراير 2019 بعبارة طولها 25 مترا، تابعة لشركة HADAG الألمانية، وألحقت بها أضرارا جسيمة قرب ميناء مدينة هامبورغ، لذلك لا بد أن تكون "هيئة القناة" استعدت لها، واتخذت من الإجراءات ما يكفل عبورها بلا مشاكل.