دشنت مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار الذي تتولى إدارته شركة الأعمال التجارية للجامعة الأمريكية في الشارقة، يوم الأربعاء 16 ديسمبر/كانون الأول 2020، أول منزل يبنى في المنطقة العربية بتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد بهندسة معمارية تراثية (إسلامية، إماراتية).
وذكرت وكالة أبناء الإمارات أن هذا المشروع يشكل ثمرة للتعاون بين القطاع الحكومي والخاص والأكاديمي على أرض المجمع. واختيرت شركة سايب الهولندية لتوفر هذه التقنية؛ فأنشأت المنزل في أقل من أسبوعين بإشراف أحد المهندسين المعماريين من خريجي الجامعة الأمريكية في الشارقة.
وخلال بناء المنزل، تلقى مجموعة من الطلبة الباحثين من كلية الهندسة في الجامعة الامريكية تدريبًا على هذه التقنية ليكون تنفيذ المشروع بمثابة تدريب عملي فعال؛ وذلك في إطار اتفاقية الشراكة بين المجمع وكلية الهندسة على تطوير هذه التقنية وتدريب الطلبة عليها، عبر بحوث علمية تطبيقية.
منزل بطابع إسلامي إماراتي
وقال حسين المحمودي الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتقنية والابتكار إن المنزل؛ وهو بطابع إسلامي، سيقدّم كنموذج إلى الشركات والمؤسسات التي تطمح في تطبيق التقنيات الحديثة في أعمالها.
وأوضح «نريد تعزيز مكانة الشارقة عاصمة للابتكار والتقنيات ثلاثية الأبعاد. وبني المنزل بالكامل بأحدث ما توصلت إليه التقنية في هذا النوع من البناء وبتصميم يحاكي التراث الإماراتي، في خطوة يطمح المجمع من خلالها لترسيخ مكانة الشارقة كوجهة مفضلة لهذا النوع من تقنيات البناء والهندسة المعمارية المستقبلية، في الوقت الذي بدأ به قطاع البناء والتشييد يشهد تحولًا تدريجيًا على المستوى العالمي.»
وأضاف «تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود التي يبذلها مجمع الشارقة للبحوث والابتكار للتعريف بواحدة من أهم تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وهي الطباعة ثلاثية الأبعاد، من خلال خلق بيئة سباقة وداعمة للتجارب والأبحاث في مجال التقنيات المستقبلية للبناء، عبر إجراء التجارب العديدة لتطوير بعض تقنيات المباني الحديثة ومنها تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد والتي تعد من أبرز طرق البناء المستقبلية المبتكرة التي يعول عليها للإسهام في صنع وحدات سكنية متكاملة من خلال نماذج رقمية المكونات، كما يتطلع من خلال استخدام هذه التقنية مستقبلًا إلى خفض تكاليف الجمع والنقل والبناء.»
تقسيم التصاميم
صُنِع المنزل عن طريق تقسيم التصاميم ثلاثية الأبعاد إلى طبقات صغيرة جدًا باستخدام البرامج الحاسوبية، ومن ثم تم تصنيعها باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد عن طريق طباعة طبقة فوق أخرى حتى تكون الشكل النهائي للمنزل.
والطابعات ثلاثية الأبعاد، في العادة، أسرع وأوفر وأسهل في الاستعمال من التقنيات الأخرى للتصنيع، بالإضافة إلى أن الطابعات ثلاثية الأبعاد تتيح للمطورين القدرة على طباعة أجزاء متداخلة معقدة التركيب، كما يمكن صناعة أجزاء من مواد مختلفة وبمواصفات آلية وفيزيائية مختلفة ثم تركيبها مع بعضها البعض وتنتج التقنيات المتقدمة للطباعة ثلاثية الأبعاد نماذج تشابه كثيرًا منظر وملمس ووظيفة النموذج الأولي للمنتج.
وتقدم الطباعة ثلاثية الأبعاد، أيضًا، عروضًا مختلفة ومتنوعة لتطبيقات الإنتاج، وتستخدم هذه التقنية في المجوهرات والأحذية والتصميم الصناعي والعمارة، والهندسة والإنشاءات والسيارات والطائرات وطب الأسنان والصناعات الطبية.
مركز إقليمي للبناء ثلاثي الأبعاد
يأتي هذا المشروع ضمن سعي مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار إلى أن يصبح مركز تطوير إقليمي للبناء ثلاثي الأبعاد، من خلال إيجاد بيئة مناسبة للبحث والتطوير، ويمثل هذا المشروع شراكة بين القطاع الحكومي والخاص والأكاديمي، فالهدف الرئيسي من المشروع هو «تقديم مثال للمنطقة والعالم حول كيفية تكوين مجمع أبحاث وتكنولوجيا وابتكار ذكي لصالح المؤسسات التعليمية ومراكز البحوث والاقتصاد المحلي.»
وتأسس مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، في العام 2016، كهيئة منطقة حرة بأمر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم إمارة الشارقة. وتتولى شركة الأعمال التجارية للجامعة الأمريكية في الشارقة إدارته، وصمم هذا المشروع وفق أفضل الممارسات وأعلى المعايير العالمية المتبعة في بناء مجمعات التقنية.
ويركز المجمع على محاور عدة، من بينها تقنيات المياه والبيئة والطاقة المتجددة وتقنية المواصلات والمعلومات والتصميم الصناعي والعمارة، ويعمل على دعم الصناعات الوطنية الإماراتية التي تندرج تحت هذه المحاور، بالإضافة إلى تعزيز مكانة الشارقة كوجهة عالمية في المنطقة في مجالات البحث والتقنية.
The post الشارقة تدشن أول منزل بهندسة معمارية إماراتية مبني بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد appeared first on مرصد المستقبل.