يعتبر الشيخ محمود خليل الحصري من أشهر من رتل القرآن الكريم بين شيوخ الإسلام المعاصرين ومن أكثر الأصوات المحببة في تلاوة القرآن حتى اليوم رغم تعدد مدارس التلاوة واختلاف وتنوع الأصوات، ويتميز بتلاوته المتأنية وصوته العذب الجميل.
ولد عام 1917م بقرية شبرا النملة في مركز طنطا بمحافظة الغربية في مصر، وحفظ القرآن الكريم وعمره 8 أعوام، ودرس بالأزهر الشريف ثم تفرغ لدراسة علوم القرآن لما كان لديه من صوت متميز واسلوب فريد في التلاوة.
تقدم إلى امتحان الإذاعة عام 1944م وكان ترتيبه الأول على المتقدمين وهو أول من سجل القرآن بصوته مرتلاً في الإذاعة المصرية مطلع 1961 وظلت إذاعة القرآن الكريم تقتصر على صوته منفردا حوالي 10سنوات.
وكان الشيخ الحصري أول من سجل المصحف الصوتي المرتل برواية حفص عن عاصم عام 1961، ثم سجل رواية ورش عن نافع عام 1964 ثم رواية قالون والدوري عام 1968 وفي نفس العام سجل المصحف المعلم، وانتخب رئيسا لاتحاد قراء العالم الإسلامي.
وكان يجيد قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر، ونال شهادة علمية فيها من الأزهر الشريف لسنة 1958. وذاع صيته وأداؤه المتميز في أرجاء العالم وقرأ القرآن الكريم في عواصم مختلفة في أنحاء العالم كما حاضر في كثير من الجامعات المصرية والعربية والإسلامية.. وتولى القراءة بمسجد الحسين منذ عام 1955، وعين مفتشا للمقارئ المصرية ثم وكيلا لها، إلى أن تولى مشيخة المقارئ سنة 1961.
ويعتبر الحصري هو أول شيخ داعية مصري يبعث لزيارة المسلمين في الهند وباكستان عام 1960، وقرأ القرآن الكريم في المؤتمر الإسلامي الأول بالهند في حضور الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس نهرو وزعيم المسلمين بالهند.
و أبرز زيارات الشيخ الحصري كانت بالقصر الملكي في لندن، وبمقر الأمم المتحدة في نيويورك، وقاعة الكونغرس في واشنطن.
وترك الحصري العديد من المؤلفات، من بينها: أحكام قراءة القرآن الكريم، القراءات العشر من الشاطبية والدرة، معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء، الفتح الكبير في الاستعاذة والتكبير، قراءة ورش عن نافع المدني، قراءة الدوري عن أبي عمرو البصري، رحلاتي في الإسلام.
ويوجد مسجد كبير يحمل اسم الشيخ الحصري في مدينة السادس من أكتوبر غرب القاهرة يتبع جمعية الشيخ الحصري للخدمات الدينية والاجتماعية التي ترأسها السيدة ياسمين الحصري ابنة الشيخ الراحل.