كشفت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، عن خطة بقيمة 8 مليارات دولارات، تهدف للقضاء على جائحة كورونا، من خلال جعل اللقاحات بمتناول الجميع في كل أنحاء العالم.
وتهدف الخطة إلى تطعيم 70% من سكان كل بلد في العالم ضد كورونا، بحلول منتصف عام 2022.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حددت هدفا تمثل في تطعيم 10% من سكان كل بلد في العالم، بحلول نهاية سبتمبر الماضي، لكن 56 دولة، غالبيتها في إفريقيا والشرق الأوسط، لم تتمكن من إنجاز هذا الهدف في الموعد المحدد.
يأتي ذلك فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، إن سيطرة بعض الدول على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا يفتح الطريق لظهور متحورات قد تكون خطيرة.
وقال غوتيريش في مؤتمر صحافي مشترك مع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن عدم المساواة في الحصول على اللقاحات "هو أفضل حليف لوباء كوفيد-19".
وأضاف أن ذلك "يسمح للنسخ المتحورة بالتطور بحرية مما يؤدي إلى وفاة ملايين آخرين وإطالة أمد الانكماش الاقتصادي".
وكانت منظمة الصحة العالمية طلبت خلال العام الجاري أن تؤمن كل دولة تلقيح 10% بحلول نهاية سبتمبر.
وقال تيدروس إن "56 دولة أخفقت في تحقيق ذلك، لكن لم يكن ذلك بسبب خطأ من جانبها" بل بسبب نقص اللقاحات.
وترغب منظمة الصحة العالمية حاليا في تلقيح 40% من سكان كل بلد بحلول نهاية العام و70% بحلول منتصف 2022.
وقال تيدروس إن "تحقيق هذه الأهداف يتطلب 11 مليار جرعة من اللقاحات على الأقل"، مؤكدا أن "هذه ليست قضية إمدادات بل مسألة توزيع".
وأوضح أنه "بحلول نهاية سبتمبر تم فعليا إعطاء حوالى 6.5 مليارات جرعة في جميع أنحاء العالم". وأضاف "مع وصول الإنتاج العالمي للقاحات إلى حوالى 1.5 مليار جرعة شهريا، تبدو الإمدادات كافية لتحقيق أهدافنا شرط أن يتم توزيعها بشكل عادل".
من جهته، أكد غوتيريش "يمكننا الوصول إلى 40% من السكان في جميع البلدان بحلول نهاية العام – إذا تمكنا من تخصيص نحو 8 مليارات دولار لضمان توزيع عادل"، من دون أن يحدد كيف ستستخدم هذه الأموال.
وللحصول على 11 مليار جرعة مطلوبة على الأقل، تطلب منظمة الصحة العالمية من الشركات المصنعة نقل التكنولوجيا وتعزيز نظام "كوفاكس" الدولي والصندوق الإفريقي لحيازة اللقاحات (افات) الذي أنشأه الاتحاد الإفريقي.
كما دعا البلدان إلى تقاسم الجرعات وتحصين العاملين الصحيين والضعفاء وكبار السن أولاً، قبل تحصين كل البالغين ثم المراهقين.
وأشار تيدروس إلى أن منظمة الصحة العالمية تبنت للتو تعريفا لما يُعرف بـ"كوفيد الطويل"، ومن أكثر أعراضه شيوعًا التعب وضيق التنفس والخلل الإدراكي.
وأوضح أنه بحسب هذا التعريف، يفترض أن تستمر هذه العوارض شهرين على الأقل ولا يمكن تفسيرها بأي شيء آخر.
وتسبّب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 4,822,267 شخصا في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر 2019.
وتأكدت إصابة 236,232,480 شخصاً على الأقل بالفيروس منذ ظهوره. وتعافت الغالبية العظمى من المصابين رغم أن البعض استمر في الشعور بالأعراض بعد أسابيع أو حتى أشهر.
وتستند الأرقام إلى التقارير اليومية الصادرة عن السلطات الصحية في كل بلد وتستثني المراجعات اللاحقة من قبل الوكالات الإحصائية التي تشير إلى أعداد وفيات أكبر بكثير.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية، آخذةً بالاعتبار معدّل الوفيات الزائدة المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بكوفيد-19، أن حصيلة الوباء قد تكون أكبر بمرتين أو ثلاث مرات من الحصيلة المعلنة رسمياً.