يتنقل متحور أوميكرون الجديد من فيروس كورونا من بلد إلى آخر عابرا للحدود رغم الإقفالات التي تفرضها دول كثيرة، لكن تبقى الأسئلة الأهم:
هل متحور أوميكرون أكثر قابلية للانتقال من سلالة دلتا الحالية؟
هل يسبب مرضا أكثر خطورة؟
وهل سيجعل العدوى أو اللقاحات السابقة أقل فاعلية؟
ولا يزال الكثير غير معروف بشأن المتحور الجديد، بما في ذلك ما إذا كان أكثر عدوى، كما تشتبه بعض السلطات الصحية، وما إذا كان يجعل الناس مرضى بشكل أكثر خطورة، وما إذا كان قادراً على مقاومة اللقاحات الحالية.
وفي هذا السياق، قالت ماريا فان كيركوف، المسؤولة التقنية في منظمة الصحة العالمية لمكافحة كوفيد-19، إن منظمة الصحة العالمية تتوقع الحصول على مزيد من المعلومات حول قابلية انتقال الفيروس الجديد أوميكرون في غضون أيام، وليس أسابيع كما سبق أن توقع خبراء منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي، والذين صرحوا بأن الأمر سيستغرق أسابيع لتقييم البيانات المتاحة عن المتغير أوميكرون، بعد تصنيفه على أنه "متغير مثير للقلق"، وهو أعلى تصنيف له.
وأردفت دكتور فان كيركوف، بحسب حساب المنظمة الأممية على "تويتر"، قائلة إنه مازالت هناك حاجة للحصول على إجابة لبعض الأسئلة الرئيسية بشأن ما إذا كان المتغير أكثر قابلية للانتقال أو يستطيع الهرب من اللقاحات.
وأضافت دكتور فان كيركوف قائلة إن أحد السيناريوهات المحتملة هو أن المتغير الجديد، الذي تم رصده لأول مرة في جنوب إفريقيا، ربما يكون أكثر قابلية للانتقال من متغير دلتا السائد، موضحة أنه لم يُعرف بعد ما إذا كان متغير أوميكرون يتسبب في حالات مرضية أكثر شدة.
وشرحت دكتور فان كيركوف أن هناك العديد من السيناريوهات التي يتم دراستها بشأن متغير أوميكرون في منظمة الصحة العالمية، ولكن يعد من المبكر للغاية اتخاذ القرارات لأنه لا تتوافر معلومات كافية، مشيرة إلى أن التقارير الواردة من جنوب إفريقيا تفيد بأن هناك حالات طفيفة وأخرى تطلبت دخول المصابين لتلقي العلاج بالمستشفيات، ومن المنطقي أنه إذا كان هناك أعداد متزايدة من الإصابة بالعدوى فإنه ستزداد أعداد من سيحتاجون لتلقي العلاج بالمستشفيات وكذلك ارتفاع في عدد الوفيات.
واختتمت دكتور فير كيركوف تصريحها قائلة إنه إذا ثبت أن متغير أوميكرون أكثر شدة من متغير دلتا الشائع فإن السيناريو المتوقع هو أن كل ما يتم تطبيقه لمجابهة متغير دلتا سينطبق على خطط مواجهة المتغير الجديد، مع مزيد من التشديد في الإجراءات الاحترازية لتقليل انتقال العدوى والحد من انتشاره للحيلولة دون حدوث المزيد من الإصابات الشديدة والوفيات.
أسئلة كثيرة لم يحسم العلماء بعد الإجابة عنها، والتي ستتيح لهم وضع المتحور الجديد من فيروس كورونا في حجمه الطبيعي، لكن خبراء استبقوا النتائج وذهبوا إلى أن المتحور الجديد سواء كان خطيرا أم لا، فإنه يقرع بقوة طبول الحرب، ويخرج العالم من استراحة المحارب التي دخلها بعد عامين من الحرب ضد الوباء، ويذكرهم بأننا لا نزال في أتون معركة لم تنته بعد.
وتسبّب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 5,223,072 شخصا في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر 2019.
وتأكدت إصابة 262,933,840 شخصا على الأقل بالفيروس منذ ظهوره. وتعافت الغالبية العظمى من المصابين رغم أن البعض استمر في الشعور بالأعراض بعد أسابيع أو حتى أشهر.
وتستند الأرقام إلى التقارير اليومية الصادرة عن السلطات الصحية في كل بلد وتستثني المراجعات اللاحقة من قبل الوكالات الإحصائية التي تشير إلى أعداد وفيات أكبر بكثير.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية، آخذةً بالاعتبار ارتفاع معدل الوفيات المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بكوفيد-19، أن حصيلة الوباء قد تكون أكبر بمرتين أو ثلاث من الحصيلة المعلنة رسمياً.
وتبقى نسبة كبيرة من الحالات الأقل خطورةً أو التي لا تظهر عليها أعراض، غير مكتشفة رغم تكثيف الفحوص في عدد كبير من الدول.