في وقت يحارب فيه العالم مستميتاً لإيجاد علاج أو لقاح ينهي أزمته المستمرة منذ أشهر بسبب انتشار فيروس كورونا، تعود الصين مجدداً للتأكيد أن أصل المرض لم يأت من أرضها أبداً.
وعلى الرغم من أن أغلب الدراسات كانت أكدت أن ووهان الصينية هي مسقط رأس الوباء، قال كبير علماء الأوبئة السابق بالمركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في مؤتمر أكاديمي عبر الإنترنت (CDC) تسنغ جوانج، الخميس، أن ووهان هي المكان الذي تم فيه اكتشاف الفيروس التاجي لأول مرة، لكنها لم تكن المكان الذي نشأ فيه المرض.
نظام مراقبة رائد
وأوضح أنه تم اكتشاف فيروس كورونا لأول مرة في ووهان بفضل نظام مراقبة كان أنشئ في أعقاب تفشي مرض الالتهاب الرئوي الحاد المعروف بـ "السارس" قبل 17 عاماً.
وكشف أن بلاده تملك نظام مراقبة رائداً على مستوى العالم، وأنها دائماً ما كانت في حالة تأهب قصوى منذ تفشي السارس، وهو ما أمكنها من أن تكون أول من اكتشف كوفيد 19 في العالم.
أصابع الاتهام لإيطاليا!
كما نوّه الباحث الصيني بأن باحثين إيطاليين كانوا اكتشفوا علامات على العامل الممرض المنتشر في بلادهم قبل أشهر من التقاطه في الصين.
وفي حديثه في المؤتمر الذي نظمته دار النشر سيل برس الأميركية ولجنة العلوم والتكنولوجيا لبلدية بكين، قال تسنغ إن دراسة إيطالية أشارت إلى أن كورونا كان منتشراً بين أفراد دون أعراض، قبل أشهر من الإبلاغ عن أول حالة بووهان في ديسمبر 2019، مؤكداً أن الدراسة وجدت أنه تم اكتشاف الأجسام المضادة الخاصة بالمرض في عينات الدم التي تم جمعها أثناء تجربة فحص سرطان الرئة بين سبتمبر/أيلول 2019 ومارس/آذار من 2020.
"قضية علمية معقدة"
بدوره، قدم وو تسونيو، كبير علماء الأوبئة الحاليين في مركز السيطرة على الأمراض، توضيحاً مشابهاً الأسبوع الماضي، حيث اعتبر أن العامل الممرض قد يكون قد وصل إلى البلاد في واردات المأكولات البحرية المجمدة أو منتجات اللحوم.
وبينما أشار المدير العلمي للمعهد الوطني للسرطان المشارك في الدراسة جيوفاني أبولون، إلى أن هذه النتائج توثق ببساطة أن الوباء في الصين لم يكتشف في الوقت المناسب، نوّهت الصين بأن الدراسة تؤكد أن أصول الفيروس هي قضية علمية معقدة، وأن تتبع المنشأ عملية مستمرة قد تشمل العديد من البلدان، معلنة نيتها المشاركة في البحث العلمي العالمي لتتبع مصدر الفيروس والفيروسات الأخرى.
يذكر أن فيروس كورونا المستجد بات إحدى أبرز القضايا العالمية التي تشغل بال الدول بعدما قتل أكثر من مليون شخص حول العالم، وأصاب أكثر من 57 مليونا آخرين.
وعلى مدار الساعات الماضية أمس السبت، استحوذ الوباء على نقاشات المشاركين في قمة مجموعة العشرين، الذين بحثوا آثار الجائحة على الاقتصادات العالمية وطرق توزيع اللقاحات بين الدول.