العربية.نت ترصد مشاهدات بالآلاف لمحتوى بطلاته يمنيات

‏وراء كل نجاح قصة واحدة، أما اليمنية فإن لها قصتين، واحدة تجسد معاناة وصولها إلى النجاح، وأخرى لتحدي ظروفها أمام ثالوث الصراع والتهميش والاقصاء المجتمعي.

عبر هذا التقرير الاستقصائي، ترصد "العربية .نت" فيديوهات حصدت آلاف المشاهدات بطلاتها نواعم يمنيات يطلقن صرخة ضد الحرب، لينقلن رسائل سلام ووئام إلى أطراف النزاع الذين شغلتهم الأحقاد والضغائن عن حكمتهم اليمنية.

تتضمن الفيديوهات التي تداولها الناشطون، مشاعر تسامح وتصالح تتجاوز جحيم المعارك وتخترق متاريس الجبهات لتصل إلى قلوب المجندين قسراً والجرحى المتروكين، تبث أملاً جديداً إلى النازحين الذين يبحثون في الشتات عن سبل عيش بسيط وسقف آمن وربطة خبز لحفظ ما بقي من كرامة آدمية.

نجمات وطنيات على السوشيال

شهدت تلك الفيديوهات تفاعلاً كبيراً بين أوساط رواد التواصل الاجتماعي، مشيدين بأدائهن وشجاعتهن في مواجهة الأوضاع المعيشية الحالكة التي يعيشها اليمنيين، أصوات يمنية ناعمة تتجلى بالأداء والخطابة والشعر والغناء، هؤلاء المبدعات يوصفن بأنهن نجمات وطنيات على السوشيال ميديا، ينشدن الحب والسلام، يسطرن مواقف شجاعة ويوثقن صورة حضارية مشرفة تعبر عن سطوة المرأة اليمنية وتأثيرها الإنساني الناعم في وجدان العالم والإنسانية.

تمثيل حضاري وقيم مشرفة

إلى ذلك، تقول الناشطة اليمنية الشابة أمة الله الحجي، عبر فيديو مباشر بثته على فيسبوك، تضمن الفيديو تهنئة بعيد الجلاء 30 نوفمبر، ورسائل تدعو إلى صناعة سلام حضاري وإنساني. وتضيف أمة الله: "الوطن أغلى ما نملكه، من دون أن تخفي اعتزازها وفخرها بالشباب اليمنيين من أبناء جيل الثمانينات والتسعينات والألفين الذين كبروا وسط ثالوث الحرب والفقر والفتن الدامية، معبرة عن اعتزازها بأفكارهم الخلاقة ووعيهم المنفتح في التمثيل الحضاري وقيم صورة مشرقة عن وجه اليمن السعيد، بما تكتنزه من موروثات وتنوع ثقافات، كما تسعى في إطلاق مبادرات وتهيئة أجواء لخدمة أجنداتها وتبني مشروعات تدعم الضعفاء".

تصرفات السياسيين لا تمثلنا

وتلفت أمة الله :"نحن كشعب لا دخل لنا بتصرفات السياسيين، ولا وصمات السوء التي تلصق بنا كيمنيين من وراء سلوكياتهم وأفعالهم"، وتوضح: "لابد أن نمثل أنفسنا خير تمثيل مع أشقائنا في مجلس التعاون الخليجي، كما يجب على الإنسان اليمني تمثيل نفسه بنفسه، ولا ينتظر أن تمثله دولة أو حكومة أو سياسة، فكل إنسان هو اليمن وهو الوطن".

وتخاطب الشباب أيضاً :"لا تسمحوا للحرب أن تلوث قيمكم، تجنبوا إقحام أنفسكم في الصراعات السياسية، علينا جميعاً أن نقدم الوجه المشرق، وتمثيل بلدنا بكل الحب والخير والإنسانية واحترام الأنظمة والقوانين الدولية، فنحن شعب حرّ، لم نكن على مرّ التاريخ تابعين لأحد".

"السفر إلى الموت"

وفي السياق، من بلاد المهجر، حيث تقيم الشاعر اليمنية الشابة بسمة أحمد المقيمة في ماليزيا، التي حصدت مؤخراً المركز الأول في مسابقة اتحاد الطلبة اليمنين في ماليزيا، وحظيت باهتمام إعلامي كبير.. تتجلى مبادرة بسمة ابنة المحافظة الخضراء مدينة إب اليمنية، في تجسيد معاناة المهاجرين اليمنيين الذين دفعهم النزوح والحرب والحصار إلى الفرار من اليمن، من خلال مادة فيلمية توعوية بقوالب أدبية ومؤثرات موسيقية حزينة، عنونتها "السفر إلى الموت" من كلماتها وإلقاء إبداعي بأدائها.

البحث عن أوطان آمنة

وفي الفيديو تطرقت بسمة إلى قضية الهجرة غير الشرعية لشباب يمنيين في عمر الورد، يعرضون حياتهم للخطر وحياة أطفالهم ونسائهم بأحذهم إلى المجهول من خلال الهجرة أو ما يسمى التهريب إلى دول أوروبا التي لا يصلون إليها أحيانا سوى جثثاً تتقاذفها أمواج البحر، وتخاطب بسمة كل الشباب اليمنيين الذين يفرون من الحروب والصراعات ويقررون ركوب المخاطر من أجل الوصول إلى أوطان آمنة.

وتقول:"هل حياتكم رخيصة وحياة أهاليكم حتى تقودونها إلى مجهول أسود وهلاك محتوم.. هناك أناس يموتون بنصف الطريق قبل وصولهم إلى الدول المستهدفة سوى هولندا أو ألمانيا ومنهم من يموتون برصاصات حراس الحدود. هل تعرفون من الرابحين هم تجار البشر الذين لا يهمهم إلا جمع الأموال".

يمنيون بلا وطن وبلا هوية

العنود عارف 30 عاماً، شاعرة يمنية لها ديوان "أحببت أرنب". وعرفت العنود بتفاعلها مع الكثير من القضايا التي تمسّ وجدان اليمنيين. وقالت العنود مناشدة الحرية للكلمة: "اليمن ليس تابعا لأحد، فاجعة أن نكبر في بلاد حزينة أنهكها الصراع، إلى متى سنظل ننثر الرماد على وطن ضاع منا بسبب أطماعكم وسياساتكم وجشعكم وشعاراتكم والفكر العفن الذي ينهش بقايا الوطن".

وتضيف: "أصبحنا في بلدٍ طاردٍ لأبنائه، مواطنين بلا وطن.. يمنيين بلا هوية، يمنيون بلا يمن، مغتربون داخل الوطن ونازحون على مشارفه، أبسط حقوقنا تلاشت فما بالكم بأحلامنا التي تجهض".

رسالة إلى أطراف النزاع

عبر فيديو نشرته منصة 30 على السوشيال ميديا، وجهت الناشطة المجتمعية الشابة مرسيليا العسالي رسالة لأطراف النزاع في اليمن وتدعوهم لوقف فوري لإطلاق النار، وجلوسهم على طاولة حوار بناء بمشاركة النساء والشباب من أجل بناء سلام مستدام. وكذلك إعادة إعمار ما دمرته الحرب بمساعدة المجتمع الدولي.

كما تحثهم على إعلاء صوت العقل للوصول إلى حل لمساعدة هذا الشعب المنهك لإنهاء النزاع. ومرسيليا هي مديرة مشاريع بمنظمة طور مجتمعك "IYSO"، وتهتم في بناء ونشر ثقافة السلام واللاعنف، وتطمح أن تكون شخصية قيادية مؤثرة وصانعة قرار، وأيقونة رائدة في المجال التطوعي.

وجع اليمنيين بأغنية واحدة

وأطلّت أمينة السامعي في فعالية إطلاق تقرير الأمم المتحدة للبرنامج الانمائي في استوكهولم السويد، لتحمل قصة وجع كل اليمنيين في الأغنية "حبي لها" المصنفة كعمل وطني تنقل مشاعر مثقلة حد البكاء، صاغتها أمينة بأداها المتميز، تصف من خلالها معاناة شعب بكامله في وقت عجزت الدبلوماسية عن إيصال صوت اليمن إلى العالم، توظف معها فرقة أوركسترا سويدية ساهمت في ترديد ألحانها بإيقاعات الموسيقى كما لو إنهم يشاركون أمينة هذا الوجع ويهدون هذه الموسيقى إلى ملايين اليمنيين القابعين تحت الحصار.

وتقول أمينة :"سنظل نغني لليمن بكلمات التعايش وألحان السلام، وسنستمر في الغناء حتى يرحل الظلاميون ويعود اليمن السعيد من جديد".

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: